ريمان برس - خاص -
بعد قيام الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر عاد رموز الاقتصاد الوطني من بلدان الأغتراب ليساهموا وبفعالية بالارتقاء بالقطاع الاقتصادي ويشاركوا في التنمية الوطنية وبناء اليمن الجديد، ولكن للأسف ورغم الجهود الوطنية التي بذلها رموز القطاع الاقتصادي وفي مقدمتهم المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم ورجال أعمال آخرين برزوا الي جانبهم ابرزهم (الأمين) _أمين قاسم محمد سلطان الشميري _الذي كان وكيلا لأكثر من 180شركة اجنبية، إلا أن هؤلاء الرموز اصطدموا بثقافة الفيد بعد أن أدى غياب الاستقرار السياسي والأمني إلى وصول نخب انتهازية تؤمن بذاتها وترى الوطن وكأنه ملكية خاصة بها وهي وحدها من تملك الحق المطلق في إدارته وتشكيل هويته وفق رغبتها وتحويل مواطنيه إلى مجرد (رعية) واجبهم تقديم الطاعة العمياء لمن يتولى شؤنهم..؟
ومن ترويكا جماعة (عدن للعدنيبن) إلى ترويكا (الانتقالي) _جنوبا _، ومن ( أسرة حميد الدين وآل القاسمي) إلى ترويكا (سلطة الامر الواقع في صنعاء _شمالا _يبدو التاريخ يعيد نفسه وان اختلفت الأزمان والمسميات، ليكون الوطن، والشعب وقدراتهما هما الضحايا ومن يدفع ثمن انتهازية النخب المتخلفة..!
خلال الفترة 1962_1978م استطاع القطاع الاقتصادي أن يقاوم الضغوطات ويحافظ على قدرا من الحضور والتفاعل رغم المنغصات السياسية وفي ظل توفر قدرا من الخجل لدى النخب النافذة حينها التي لم تكن على قدر من القبح كما هو حال النخب التي حلت لاحقا وخاصة في مرحلتنا الراهنة..؟!
مع التسليم أن مرحلة ما بعد العام 1978 م وان مثلت ظاهريا بروز انشطة اقتصادية وتنموية على الخارطة الوطنية وتنامي قيم الاستهلاك والتفاعلات الاقتصادية إلا أن تلك الأنشطة كانت محفوفة المخاطر ومع ذلك تعامل معها القطاع الاقتصادي بحكمة وبمسؤلية وطنية، ورغم ذلك تم تغييب المئات من رموز الاقتصاد والتنمية لتحل محلهم قوي اقتصادية (طفيلية) تؤمن بذاتها وبعصبيتها وترى في الوطن ما تراه النخب المتسلطة..!
بيد أن الأسواء ما حل بهذا الوطن منذ 2011م التي أعادت للذاكرة الوطنية الجمعية قيم وثقافة (عدن للعدنيبن) وقيم وثقافة( أأئمة آل القاسمي) وما يعاني منه القطاع الاقتصادي اليوم من قبل مجاميع النفوذ على الخارطة الوطنية يمثل فضيحة وطنية، واخلاقية واقتصادية، فهذا الاستهداف الممنهج لا يمكن تفسيره إلا كونه تعبيرا عن مشاعر حقد كراهية وغل وحسد ورغبة من النافذين في تجريد هذا القطاع من كل قدراته مزاعم ودوافع كاذبة وزائفة ولا يمكن أن يقوم بها أي نظام يحمل ولو ذرة من المشاعر الوطنية والانتماء الوطني.
خلال الفترة من عام 1978م توارت واختفت الكثير من البيوت التجارية والاقتصادية بفعل استهداف ممنهج من قبل من يملكون السلطة في صنعاء تحديدا، إذ وبعد صدور القوانين الاشتراكية في جنوب الوطن استطاع الكثير من رموز الاقتصاد المغادرة الي شمال الوطن وربما ينطبق عليهم القول العربي المأثور _ما جاء من ثدي رمانة ذهب في مؤخرة مرجانة _وما نجئ من رأسمالية وطنية من تاميم النظام الاشتراكي ذهب لجيوب (النظام القبلي) فاختفت بقدرة العصبية تجارة الأمين وباشنفر وشولق، والاصنج، والسفاري، والدبعي، وعبد القادر علوان، وعشرات بل ومئات الأسماء التجارية الرائدة التي كانت أولى من وضع مداميك الاقتصاد الوطني، فيما المؤسسات الاقتصادية التي قامت علي أسس علمية ومعرفية وإدارة منظمة تمكنت من الصمود غير انها اليوم تواجه الاستهداف السافر على امتداد الخارطة الوطنية..؟
غير أن ثمة سؤال ملح في الذاكرة فحواه، ماذا لو قررت مجموعة بحجم ومكانة ودور مجموعة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم وعلى ضوء الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له مغادرة البلاد ونقل أنشطتها الي دول أخرى وكل دول العالم ترحب باستقبال هذه المجموعة وسيقدم لها كل أشكال التسهيلات والدعم والحماية وتمكينها من ممارسة أنشطتها الاستثمارية بكل أمن وبكل ترحيب..؟
إذا حدث هذا من قبل المجموعة هل سيجروا اي مستثمر خارجي عربي أو اجنبي من القدوم لليمن؟!
أن مجموعة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم تحظى باحترام وثقة وتقدير العرب والمسلمين وكل أنظمة العالم ومؤسساته الاقتصادية وتحضي على المستويين الإقليمي والدولي بثقة لم تحضي بها الأنظمة اليمنية الشطرية والوحدوية.. نعم أن المجتمع الدولي ومؤسساته الاقتصادية يقدرون و يحترمون ويثقون بمجموعة هائل سعيد أنعم، لكنهم لا يثقون بنخب الحكم في اليمن بكل أشكالها ومسمياتها..!
إذا لمصلحة من؟ تستهدف المجموعة في الشمال والجنوب وتحارب أنشطتها وهناك حملات إعلامية مظللة وزائفة، يحاول القائمين عليها (شيطنة المجموعة) بما ليس فيها ولكنهم يستغلون الضروف القاهرة التي صنعوها وجعلوا الغلابة من أبناء الشعب يتحملون وزرها ليلقوا بتبعاتها على المجموعة وكأنها هي من فجرت الحرب والأزمات و هدفهم هو ابتزاز المجموعة وجنى الاتاوات منها بصورة سافرة لا تقرها القوانين ولا التشريعات ولا حقوق المواطنة، وهذه السلوكيات لا تأتي من نخب تملك مشروعا وطنيا للحكم والادارة وتفكر بمصلحة الوطن والشعب، بل مثل هذه الممارسات لا تأتي من (عصابات عابرة) هدفها استغلال المرحلة لنهب أكبر قدر من قدرات الوطن والمواطن وهذا السلوك يذكرنا بقول أحد قادة سلطة الامر الواقع الذي همس باذني ذات يوم بقوله _ اعتبرنا فاسدين و متفيدين وسمينا ما شئت فإذا جاء يوم الحساب افتحوا الملفات من عام 1962 م وحتى اليوم وما سيناله اسلافنا سينالنا.. _..؟!
يتبع |