ريمان برس -
اليوسفي عبد الغني
الخطبة الأولى: حرمة تجزئة الوحدة اليمنية في ضوء الوحدة الطبيعية والبشرية
الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على من لا نبي بعدَه، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
أيها الأحبة في الله،
أيها المسلمون المؤمنون، يا أبناء اليمن الواحد الأبيّ،
نقف اليوم على أرض مباركة، ارتوت بدماء الأجداد، وشهدت قيام حضارات عريقة، وتوحدت عبر عصور التاريخ تحت راية هوية يمنية أصيلة. إن وحدتنا ليست مجرد اتفاق سياسي عابر، أو مصلحة وقتية زائلة، بل هي تجلّ لإرادة إلهية، ونتيجة حتمية لارتباط وثيق بين طبيعة أرضنا الطيبة وبنياننا البشري المتراص.
لقد أنعم الله علينا في هذا الجزء الغالي من الأرض بتنوع طبيعي فريد، تجسد في قمم شامخة تروي السهول، وأودية مباركة تحمل الخير من قلب الجبال إلى أطراف البلاد. هذه الجغرافيا المتكاملة، بشبكة مياهها المتداخلة، وتضاريسها المتنوعة، ومواردها الموزعة، هي آية من آيات الله في وحدانية خلقه وتكامله. فهل يعقل بعد هذا الانسجام الطبيعي العجيب، أن نسعى بأيدينا إلى تمزيق هذا النسيج الواحد، وتقطيع أوصال هذا الجسد المتين؟
يا عباد الله، إن القرآن الكريم، كتاب ربنا وهادينا، يدعونا في آيات بينات إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله المتين، ويحذرنا أشد التحذير من الفرقة والاختلاف. يقول المولى عز وجل:
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ۖ وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (آل عمران: 103)
ففي هذه الآية الكريمة، أمر إلهي صريح بالوحدة والاجتماع، ونهي قاطع عن التفرق والانقسام. ويذكرنا الله بنعمته علينا حين ألف بين قلوبنا بعد عداوة، فصرنا إخوانًا بفضله ورحمته. فكيف لنا أن نعود القهقرى، وننبذ هذه النعمة العظيمة، ونسعى إلى زرع بذور الفتنة والشقاق في أرضنا؟
إن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، قدوتنا وأسوتنا، حذرنا في أحاديث شريفة من مغبة الفرقة والانقسام، وأوصانا بالتمسك بالجماعة والوحدة. قال صلى الله عليه وسلم:
«عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة» (رواه الترمذي).
ففي هذا الحديث النبوي الشريف، تأكيد على أهمية الجماعة والوحدة، وتحذير من الفرقة التي يستغلها الشيطان ليوقع بين المؤمنين. فهل نرضى أن نكون مرتعًا للشيطان، ومسرحًا لمؤامرات الأعداء الذين يتربصون بوحدتنا ويسعون إلى تمزيق صفنا؟
أيها الإخوة الكرام، إن الوحدة اليمنية ليست مجرد شعار نرفعه، بل هي ضرورة حتمية لبقائنا وعزتنا وتقدمنا. ففي وحدتنا قوة، وفي تفرقنا ضعف. وفي اجتماع كلمتنا منعة، وفي اختلافنا فرقة وشتات. لقد أثبتت التجارب عبر التاريخ أن الأمم التي حافظت على وحدتها وتماسكت، استطاعت أن تتجاوز التحديات وتحقق النهضة والازدهار. بينما الأمم التي مزقتها الصراعات الداخلية والانقسامات، ضعفت وتلاشت.
فلنتذكر دائمًا أن أرضنا واحدة، وتاريخنا مشترك، ومصيرنا واحد. فلننبذ كل دعوات الفرقة والتحزب، ولنتعالى على كل الخلافات والصغائر، ولنجعل مصلحة اليمن ووحدته فوق كل اعتبار.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية: الوحدة اليمنية في المواثيق الدولية ونبذ الفرقة
الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على من لا نبي بعدَه، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
أيها الأحبة في الله، لقد أكدت الشرائع السماوية على أهمية الوحدة ونبذ الفرقة، كما رأينا في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وفي هذا العصر الحديث، ترسخت هذه القيمة الإنسانية النبيلة في المواثيق والقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول والشعوب.
إن الإعلانات والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية، تؤكد بشكل قاطع على مبدأ سيادة الدول ووحدتها وسلامة أراضيها. هذه القوانين تعتبر أي محاولة لتقويض وحدة الدول أو تقسيم أراضيها انتهاكًا صارخًا للشرعية الدولية، وتهديدًا للسلم والأمن الإقليمي والدولي.
فالوحدة اليمنية، بما تمثله من كيان تاريخي واجتماعي متجذر، تحظى بحماية هذه القوانين والمواثيق الدولية. وأي دعوة أو عمل يسعى إلى تجزئة اليمن أو فصل أجزاء منه، يعتبر خروجًا عن هذه الشرعية، ومغامرة تهدد استقرار المنطقة بأسرها.
إن المجتمع الدولي، ممثلًا بمنظماته وهيئاته، يؤكد دائمًا على دعمه لوحدة اليمن وسلامة أراضيه، ويدعو جميع الأطراف اليمنية إلى الحوار والتوافق الوطني للحفاظ على هذه الوحدة وتعزيزها. وهذا الدعم الدولي ليس مجرد مجاملة سياسية، بل هو استناد إلى مبادئ راسخة في القانون الدولي، تؤكد على حرمة المساس بوحدة الدول وسيادتها.
يا أبناء اليمن الأحرار، إن الحفاظ على وحدتنا مسؤولية تاريخية تقع على عاتق كل واحد منا. فلنكن واعين بالمخاطر التي تهدد هذه الوحدة، ولنتصدى بكل قوة وحكمة لكل دعوات التفرقة والفتنة. ولنتذكر دائمًا أن قوتنا تكمن في وحدتنا، ومستقبلنا يزدهر بتماسكنا.
فلنجعل من أرضنا الطيبة نموذجًا للوحدة والتآخي والسلام، ولنورث هذا الإرث العظيم للأجيال القادمة، يمنًا موحدًا قويًا مزدهرًا، ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء.
اللهم احفظ يمننا واحدًا موحدًا آمنًا مستقرًا. اللهم ألف بين قلوب أبنائه، واجمع كلمتهم على الحق والخير. اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم وفقنا لما فيه صلاح البلاد والعباد.
عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
١-الخريطة الولي:- خريطة خلق الله من ملاين السنين
٢-الخريطة الثاني : نتاج الحرب العدوانية العبثية للعام ٢٠٢٤م على اليمن ....يوسفي عبد الغني
الخطبة الأولى: حرمة تجزئة الوحدة اليمنية في ضوء الوحدة الطبيعية والبشرية
الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على من لا نبي بعدَه، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
أيها الأحبة في الله،
أيها المسلمون المؤمنون، يا أبناء اليمن الواحد الأبيّ،
نقف اليوم على أرض مباركة، ارتوت بدماء الأجداد، وشهدت قيام حضارات عريقة، وتوحدت عبر عصور التاريخ تحت راية هوية يمنية أصيلة. إن وحدتنا ليست مجرد اتفاق سياسي عابر، أو مصلحة وقتية زائلة، بل هي تجلّ لإرادة إلهية، ونتيجة حتمية لارتباط وثيق بين طبيعة أرضنا الطيبة وبنياننا البشري المتراص.
لقد أنعم الله علينا في هذا الجزء الغالي من الأرض بتنوع طبيعي فريد، تجسد في قمم شامخة تروي السهول، وأودية مباركة تحمل الخير من قلب الجبال إلى أطراف البلاد. هذه الجغرافيا المتكاملة، بشبكة مياهها المتداخلة، وتضاريسها المتنوعة، ومواردها الموزعة، هي آية من آيات الله في وحدانية خلقه وتكامله. فهل يعقل بعد هذا الانسجام الطبيعي العجيب، أن نسعى بأيدينا إلى تمزيق هذا النسيج الواحد، وتقطيع أوصال هذا الجسد المتين؟
يا عباد الله، إن القرآن الكريم، كتاب ربنا وهادينا، يدعونا في آيات بينات إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله المتين، ويحذرنا أشد التحذير من الفرقة والاختلاف. يقول المولى عز وجل:
﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ۖ وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (آل عمران: 103)
ففي هذه الآية الكريمة، أمر إلهي صريح بالوحدة والاجتماع، ونهي قاطع عن التفرق والانقسام. ويذكرنا الله بنعمته علينا حين ألف بين قلوبنا بعد عداوة، فصرنا إخوانًا بفضله ورحمته. فكيف لنا أن نعود القهقرى، وننبذ هذه النعمة العظيمة، ونسعى إلى زرع بذور الفتنة والشقاق في أرضنا؟
إن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، قدوتنا وأسوتنا، حذرنا في أحاديث شريفة من مغبة الفرقة والانقسام، وأوصانا بالتمسك بالجماعة والوحدة. قال صلى الله عليه وسلم:
«عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة» (رواه الترمذي).
ففي هذا الحديث النبوي الشريف، تأكيد على أهمية الجماعة والوحدة، وتحذير من الفرقة التي يستغلها الشيطان ليوقع بين المؤمنين. فهل نرضى أن نكون مرتعًا للشيطان، ومسرحًا لمؤامرات الأعداء الذين يتربصون بوحدتنا ويسعون إلى تمزيق صفنا؟
أيها الإخوة الكرام، إن الوحدة اليمنية ليست مجرد شعار نرفعه، بل هي ضرورة حتمية لبقائنا وعزتنا وتقدمنا. ففي وحدتنا قوة، وفي تفرقنا ضعف. وفي اجتماع كلمتنا منعة، وفي اختلافنا فرقة وشتات. لقد أثبتت التجارب عبر التاريخ أن الأمم التي حافظت على وحدتها وتماسكت، استطاعت أن تتجاوز التحديات وتحقق النهضة والازدهار. بينما الأمم التي مزقتها الصراعات الداخلية والانقسامات، ضعفت وتلاشت.
فلنتذكر دائمًا أن أرضنا واحدة، وتاريخنا مشترك، ومصيرنا واحد. فلننبذ كل دعوات الفرقة والتحزب، ولنتعالى على كل الخلافات والصغائر، ولنجعل مصلحة اليمن ووحدته فوق كل اعتبار.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية: الوحدة اليمنية في المواثيق الدولية ونبذ الفرقة
الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على من لا نبي بعدَه، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
أيها الأحبة في الله، لقد أكدت الشرائع السماوية على أهمية الوحدة ونبذ الفرقة، كما رأينا في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وفي هذا العصر الحديث، ترسخت هذه القيمة الإنسانية النبيلة في المواثيق والقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول والشعوب.
إن الإعلانات والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية، تؤكد بشكل قاطع على مبدأ سيادة الدول ووحدتها وسلامة أراضيها. هذه القوانين تعتبر أي محاولة لتقويض وحدة الدول أو تقسيم أراضيها انتهاكًا صارخًا للشرعية الدولية، وتهديدًا للسلم والأمن الإقليمي والدولي.
فالوحدة اليمنية، بما تمثله من كيان تاريخي واجتماعي متجذر، تحظى بحماية هذه القوانين والمواثيق الدولية. وأي دعوة أو عمل يسعى إلى تجزئة اليمن أو فصل أجزاء منه، يعتبر خروجًا عن هذه الشرعية، ومغامرة تهدد استقرار المنطقة بأسرها.
إن المجتمع الدولي، ممثلًا بمنظماته وهيئاته، يؤكد دائمًا على دعمه لوحدة اليمن وسلامة أراضيه، ويدعو جميع الأطراف اليمنية إلى الحوار والتوافق الوطني للحفاظ على هذه الوحدة وتعزيزها. وهذا الدعم الدولي ليس مجرد مجاملة سياسية، بل هو استناد إلى مبادئ راسخة في القانون الدولي، تؤكد على حرمة المساس بوحدة الدول وسيادتها.
يا أبناء اليمن الأحرار، إن الحفاظ على وحدتنا مسؤولية تاريخية تقع على عاتق كل واحد منا. فلنكن واعين بالمخاطر التي تهدد هذه الوحدة، ولنتصدى بكل قوة وحكمة لكل دعوات التفرقة والفتنة. ولنتذكر دائمًا أن قوتنا تكمن في وحدتنا، ومستقبلنا يزدهر بتماسكنا.
فلنجعل من أرضنا الطيبة نموذجًا للوحدة والتآخي والسلام، ولنورث هذا الإرث العظيم للأجيال القادمة، يمنًا موحدًا قويًا مزدهرًا، ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء.
اللهم احفظ يمننا واحدًا موحدًا آمنًا مستقرًا. اللهم ألف بين قلوب أبنائه، واجمع كلمتهم على الحق والخير. اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم وفقنا لما فيه صلاح البلاد والعباد.
عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
١-الخريطة الولي:- خريطة خلق الله من ملاين السنين
٢-الخريطة الثاني : نتاج الحرب العدوانية العبثية للعام ٢٠٢٤م على اليمن .... |