الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
كان يحلم وكانت أحلامه تمتد بامتداد سماء الوطن الكبير.. حلم بمجد أمة وأنذر نفسه ليكون جنديا في معركة نهوض الأمة ومجدها، قبل أن يجد نفسه في مسار مثخن بالهزائم والانكسارات عاجزا

الثلاثاء, 13-مايو-2025
ريمان برس - خاص -

كان يحلم وكانت أحلامه تمتد بامتداد سماء الوطن الكبير.. حلم بمجد أمة وأنذر نفسه ليكون جنديا في معركة نهوض الأمة ومجدها، قبل أن يجد نفسه في مسار مثخن بالهزائم والانكسارات عاجزا عن لملمة ما بعثره القدر، وأن أمة مزقها الطغاة يصعب تجميعها من قبل أرتال ( الحالمين الجوعي)..؟!
تراجعت مساحة الحلم إلى حدود الوطن، أعاد ضبط أحلامه في حدود وطنه، وحلم كغيره من الحالمين بمجد وطنه وأنذر نفسه ليكون خادما في معركة نهضة وطن وتقدمه، تعثر ونهض، انكسر وتشبث بالرواسي والهضاب، تعفرت إقدامه بتراب الجغرافية الوطنية، غسل بعرقه ملابسه، وبعرقه( توضيء للصلاة) فيما هناك من (يتوضيء بدماء الشعب)..؟!
كابر وأصر على مواصلة السير في طريق البحث عن الوطن رغم مخاطرها، قيل له إنه يسير في طريق من سار فيها لا يعود..؟!
تجاهل تحذيرات (جدته وأمه وأبيه) كما تجاهل تحذيرات من حوله، سمع عن نهاية الكثيرون من الابطال الذين عشقوا الوطن قبله وكانوا أكثر منه حضورا وقدرة وأقتدار، لكنه ظل متمسك بمواقفه، أخذته الأيام وتوالت عليه الأحداث، فوجد نفسه يحلم بسكينة (قريته)..؟!
أوغل الزمن في متوالياته وأوغلت الأحداث بقبحها فوجد نفسه ( يتقياء صديد القهر)..؟!
التفت نحو (ذاته)، وقف يتأمل مساره وكيف تقزمت أحلامه، وكيف أصبحت جل أمانيه تتمحور في كيفية الحفاظ على (أسرته _زوجة وأولاد ) وحسب، لم يبقي له الزمن حتى متسعا لحلم يستوعب (أسرته الكبيرة _شجرة العائلة )، نعم لم يعد يعرف حال (الأخ، والأخت، والعم، والعمة، والخال، والخالة، وأبن العم، وأبن الخال، ولم يعد يدرك حال الجار القريب، والصديق البعيد، فقد تهاوت كل الأحلام، وتكسرت رواسي كان يتكيء عليها، وتبخرت أماني كان يتطلع إليها، وأصبح كل ما كان يستوطن وجدانه بمثابة (سراب بقيعة) وكان هو الضمآن ولايزل..؟!
نعم.. أسوي اللحظات هي تلك التي تجد فيها نفسك تصحي من أحلامك مجرد من كل شيء حتى من (مواطنة) تشعرك بالأمان والأنتماء ومن (وطن) أصبح مختزلا كأقطاعيات موزعة بين عتاولة أصحاب القوة والنفوذ والمشاريع الخاصة، أولئك الذين ينظرون للوطن كمنجم يغترفون منه الثروة التي تمكنهم من السيطرة والبقاء في مراكز الحكم والتحكم.. أولئك الذين لا يرؤن الوطن إلا من زاوية مصالحهم ونفوذهم وعلاقتهم به مرهون ببقاء نفوذهم عليه..؟!
لكن..؟ هل انتهي كل شيء بانتهاء أحلام جيل؟ قطعا لا فثمة أجيال قادمة قطعا ( حبلي بالاحلام) سيأتي يوما مخاضها وسوف تحقق قطعا ما عجز عن تحقيقه اسلافهم من الحالمين وهذا قدرا حتميا سيأتي به المستقبل ذات يوم.
ختاما هذه ليست حكاية شخص ولا هي سيرة ذاتية لفرد، بل هي قصة جيل وحكاية شعب.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)