ريمان برس -
أعتدنا في هذا الوطن المنكوب بحكامه ومسؤوليه، عند تعرض أحد الكتاب والصحفيين أو شخصية وطنية ماء الي عارض ماء أن نناشد الحاكم والمسؤولين ونلفت عنايتهم لما يعانيه هذا أو ذاك من الرموز المهنية أو الوطنية، لكنا لم نعتاد لمناشدتهم ونلفت عنايتهم لشخصية وطنية بحجم ومكانة المناضل راشد محمد ثابت..؟!
إنها الفاجعة الحقيقية.. راشد محمد ثابت المناضل والفدائي والأديب المرهف والشاعر الذي يشعر بمعاناة شعب وآهات وطن، والدبلوماسي.. راشد.. إيقونة النضال الوطني ضد الاستعمار، وإيقونة النضال الوطني ضد التشطير، الذي ترجم احلام وطنه بالحرية والاستقلال والوحدة والتنمية والتقدم الاجتماعي، بمختلف الطرق والأساليب.. الفدائي الذي حمل البندقية، والشاعر الفنان الذي تغزل ب(حاملات الشريم) والأديب الذي عبر عن أحلام وتطلعات وطنه وشعبه بكل منابر التنوير، وتناقلت أفكاره أجيال من أبناء وطنه الذين عرفوه ثائرا وشاعرا واديبا وحدويا ومثقف اجتماعي عضوي وفاعل ورمزا من رموز العمل الوطني.. راشد محمد ثابت الشخصية الوطنية العصامية ورجل المبادئ والطهارة عفيف اليد واللسان وصاحب الاخلاقيات الاستثنائية والهامة الوطنية الذي قضى عمره في خدمة وطنه ثائرا ومناضلا ومثقفا اجتماعيا وناشطا سياسيا، وسخر شبابه في مواجهة قوي الاستعمار، ثم في مناهضة رموز الثورة المضادة مدافعا عن أهداف الثورة اليمنية، وعرفه وطنه مناضلا من أجل الوحدة، واحد رموزها الذين عملوا من أجلها وفي سبيلها حين كانت مجرد حلم وناضل في سبيل تحقيقها حتى أصبحت حقيقة وكان اول من( ذرف دموع الفرحة صباح 22 مايو 1990م)..!
راشد اليوم يعاني من المرض وليس المرض الجسدي أو العضوي هو مشكلة راشد بل هناك مرض أخطر يعاني منها راشد هو مرض النكران والتنكر، مرض التجاهل الذي يجعلنا نرى حكام ومسؤلي هذا البلد ( مجرد اقزام) أمام راشد محمد ثابت الذي هو فعلا أكبر من كل هؤلاء الذين يحكمون البلاد ويتحكمون بها وبقدراتها من يعانون من عقدة النقص أمام هامات وطنية بحجم ومكانة راشد محمد ثابت..!
نعم راشد لم يكن يوما يفكر بذاته كما فعل غيره، ولم يفكر بأسرته، لم يجني ثروة ويكدسها في بنوك خارج الوطن، ولم ينشيء شركات ويسلم إدارتها لأقاربه كما فعل ويفعل الكثيرون من مسؤلي هذا البلد بما فيهم حديثي العهد بالمسؤلية،راشد عمل بإخلاص لوطنه وشعبه ناكرا ذاته مكتفيا براتبه الرسمي تقلد العديد من المهام والمسؤوليات بل إن تلامذته والموظفين الذين عملوا تحت امرته تمكنوا من تحقيق ثروات بطرق مختلفه، لكن راشد ظل وفيا لمبادئه ولقيمه ملتزما باخلاقيات وطنية، وهي السبب التي تجعلنا اليوم نناشد حكام البلاد ونقول لهم _قليلا من الخجل _هذا راشد محمد ثابت، وأن كنتم تتعاملوا مع شخصية وطنية وهامة فكرية وادبية ودبلوماسية بهذه الطريقة، فكيف سيكون تعاملكم مع امثالنا؟!
أن كان تاريخ الرجل النضالي لم يشفع له عندكم وتمدوا له يد العون ليس من جيوبكم بل كحق من حقوقه على وطن أفني عمره في خدمته، فيما هناك (طراطير ولصوص) ينعمون بخيرات الوطن ويعبثون دون وجه حق بقدراته، ليس فيهم من يستحق حتى راتبه ناهيكم عن المبالغ التي ( يهبرها)..؟!
نعم راشد أكبر منكم جميعا وقد يكون تجاهلكم لمعاناته جزءا من شعوركم بعقدة النقص أمام رجل شامخ ولايزل يعيش بهامة مرفوعة، نعم يعاني ولكنه لم يتنازل لاحدا منكم لا على الصعيد الحزبي ولا على الصعيد الرسمي لسبب بسيط انه فعلا أكبر منكم جميعا، لكنا حين نخاطبكم لا نريد منكم ( حسنة ولا مكرمة) لهذا المناضل بل نطالبكم بحقه من وطنه طالما وقد أصبحتم في غفلة من التاريخ حكاما وبايديكم قدرات الوطن تعبثون بها كيفما تريدون، فيما هناك مناضلون شرفاء، ناضلوا من أجل وطنهم وشعبهم بشرف، لم يسرقوا ولم ينهبوا وكانوا قادرين ولكنهم شرفاء يحملون جينات وطنية طاهرة ونقية، لم يستغلوا يوما مناصب تقلدوها ولم يفكروا بطريقتكم رغم الثروات التي كانت تحت أيديهم..!
لهذا نتمنى عليكم قليلا من الخجل والتفتوا الي هامات وطنية بفضلها أصبحتم حيث انتم في السلطة ومفاصلها، ومسؤليتكم الوطنية تفرض عليكم تأدية واجبكم الوطني تجاه هؤلاء الرموز، حتى لا تلعنكم الأجيال في الحاضر والمستقبل..؟!
12 مايو 2025م |