ريمان برس -
بعد( عقد ونيف) من الأزمة، والفتنة، والقلق، والتوتر، والترقب، وشد الأعصاب، وبعد( عقد) من الحرب والدمار، والخوف، والرعب، والموت بالجملة والقطاعي،والقهر، والجوع، والتجويع، والحصار الداخلي والخارجي، والاستبداد المنظور، وغير المنظور، والمنظور يتمثل في الزنازين والمعتقلات، والخطف، والتغييب، والتخوين، والتجريم، واعتساف الحقوق، واحتكار المواطنة والقرار الوطني، وتمزيق النسيج الجغرافي، وضرب كل مقومات الوحدة الوطنية من خلال تبني كل طرف من أطراف الصراع أحقيته في السيطرة والحكم والتحكم والنفوذ...!
فيما الاستبداد غير المنظور يتمثل في تكريس ثقافة استلابية طامسة لكل قيم الهوية الوطنية الجامعة، ثقافة تكرس في الوعي الجمعي الوطني نزعات مذهبية، وطائفية، ومناطقية، وقبلية، وعنصرية، وسلالية، ونزوع ( شوفيني تسلطي) غير مسبوق، استوطن عقول وسلوك البعض باتجاهين، ( إتجاه داخلي) : يري أن (الله اصطفاه ليكون حاكما) عن سائر أبناء الشعب رافضا حتى فكرة الشراكة الوطنية.. و(إتجاه خارجي) يرى بدوره أن التبعية والإرتهان قدر وخيار وأن كان الثمن الطوفان..؟!
( خمسة عشرا عاما) من عمر الأزمة والفتنة و(عشرة أعوام) من عمر الحرب والقتال والخراب والدمار والموت المجاني.. ماذا كانت النتيجة؟ وماذا تحقق من الشعارات التي رفعها صناع الخراب والدمار بهذا الوطن والشعب؟!
حد من كل هؤلاء يمتلك جوابا لهذه الأسئلة؟!
من يجرؤ أن يقول وبصدق إننا نعيش أفضل مما كنا عليه في عهد (عفاش) من غير المستفيدين من العهد الحالي، وهم قلة ولا يشكلون 5٪ من أبناء الشعب وأقصد بهم _تحديدا _أطراف الأزمة والفتنة من الطرفين المتنافسين على إستبداد الشعب والتحكم بثروات الوطن..؟!
يقول الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلى آله (أن خمسين عاما من العيش تحت حكم مستبد ظالم، أفضل من العيش شهرا في كنف الهرج والمرج، قيل وما هو الهرج والمرج يا رسول الله قال ان يقتل بعضكم بعضا)، لذا اتسائل أين التغير؟ وأين الشعارات التي رفعها (أبطال التغير) الذين فعلا صدقوا في هذا وغيروا من حياتهم فأصبحوا أثرياء وأصحاب أعمال لا فرق بين من هربوا للخارج ويعيشوا فيه بزعم (الدفاع عن الجمهورية واستعادة الدولة ودحر الانقلاب) وبين من وصفوا بالداخل ب( الإنقلابين) أو( سلطة الأمر الواقع) فكلاهما يعيشون في بحبوحة والشعب وحده من يتجرع الموت والقهر والجوع والحصار والخراب ويدفع ثمن هذا الصراع بعد أن تم تجريده من كل شيء، نعم تجرد هذا الشعب من كل شيء ومن قبل أطراف الصراع ليجد نفسه قهرا وقسرا مجبرا على التناغم مع هذا أو ذاك طالما هو يعيش تحت رحمته..؟!
لم يسأل أيا من أطراف الصراع هذا الشعب، وماذا يريد، لم يستشار من قبلهم، بل كل شيء فرض عليه، الأزمة الفتنة، والحرب، وحتى الموت والجوع والقهر والرعب والخوف، ظواهر فرضت على هذا الشعب، من قبل أطراف الصراع، ليس من أجل الشعب والوطن، بل من احل مصالح المتصارعين وحسب..؟!
قديما وكان اسلافنا الأولين يعيشون في حالة من الرخاء ورغد العيش فقالوا (ربنا باعد بين أسفارنا) فمزقنا الله شر ممزق، وأجتر (أبطال الثورة والتغير) ذات الثقافة بعد الأف السنيين فقالوا ( أرحل) فماذا كانت النتيجة..؟!
كواحد من الملايين من ابناء هذا الوطن المنكوب بنخب ترويكا التسلط والاستبداد، أجدني و_انا اقاسي وأسرتي شضف العيش ومرارة القهر وقساؤة البؤس) بعد أن قلبت الأحداث حياتنا راسا على عقب، وبعد أن وجدت نفسي أعيش وأسرتي حياة لم أكن يوما اتخيلها حتى في (الكوابيس)، ومثلي طبعا ملايين من أبناء هذا الوطن، الذين يعيشوا نفس الضروف القاهرة والوحشية، وبعد كل هذا الذي جرى ويجري، أليس من حقنا أن نقول وبالصوت العالي ( سلام الله على عفاش، وعلى آل عفاش، وعلى أصحاب عفاش)..؟!
نعم (سلام الله على عفاش وعهده) رغم اختلافنا معه ومع نظامه، ورغم فساده، إلا إننا كنا على الأقل عائشين حياة كريمة ومستورين..!!
نعم كنا في ( عهد الفاسدين) نعيش حياة آمنة مستقرة، لا نحتاج و( لا نتسول) ولا ( نستجدي قوت يومنا) كان أولادنا بمدارسهم، وكنا نعيش في بيوت الإيجار ولا نعرف شكل أو صورة المؤجر، كان إذا مرض احد من افراد الاسرة نسرع به إلى أقرب مشفى أو عيادة ونقدر ندفع تكاليف علاجه، كانت فاتورة الكهرباء لا تزيد عن (ثلاثة الف،) وكنا مع ذلك نعترض على كبر المبلغ، وكنا شهريا نستغرق ( بالفين ريال ماء، وأربعة الف غاز)..!
وبعد شعار (أرحل) و( ما بداء بدينا عليه) أصبحنا نعيش حياة لا تطاق، حياة لم يعيش مثلها حتى (عبيد أمريكا من السود في عهد العبودية)..؟!
كل هذا كان في عهد (الفاسدين)..؟ فماذا جنينا في عهد (المؤمنين) و (الوطنيين)..؟!
سؤال برسم القارئ، وبرسم كل مسؤل يحمل ذرة من إيمان يقيني ولديه قدرا من الشعور بالمسؤولية الوطنية، ممن نتمنى من أجلهم، أن لا يذهبوا بعيدا في غيهم ومغامراتهم ومحاولة كل طرف أن يفرض خياراته وقناعته، لأن استمرار هذا المشهد بحق هذا الشعب المظلوم والمقهور والمغلوب على أمره، كفيل بأن يقيض الله له من يخرجه مما هو فيه، وقد يحدث بدعوة مظلوم أو مقهور ومن يدري، فقد يأتي من يذل كل هؤلاء المتسلطين ويكنسهم ويخرجهم جميعا خارج المشهد برمته عقابا لهم على تسلطهم وعبثهم بحياة الشعب والوطن.
هل اذكركم بقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه : رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره..
ويقول عليه الصلاة والسلام : ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره.. ألا أخبركم بأهل النار، كل جواظ زنيم متكبر.. صدق رسول الله..
لهذا نقول (سلام الله على عفاش) وسنظل نرددها حتى نرى من جماعة ( ارحل) ومنهم ( المؤمنين، والوطنيين) ما هو أفضل مما كان وليس العكس.. فهل من مدكر..؟! |