الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
نستخلص مما سبق أن كل أديان السماء تعرضت للتطويع والتوظيف بما يحقق أهداف البشر في الدنيا وليس بالانتصار لقيم وأخلاقيات الأديان التي بعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل في سبيل تبليغها للبشر ومن أجل

الثلاثاء, 11-أكتوبر-2022
ريمان برس - خاص -

نستخلص مما سبق أن كل أديان السماء تعرضت للتطويع والتوظيف بما يحقق أهداف البشر في الدنيا وليس بالانتصار لقيم وأخلاقيات الأديان التي بعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل في سبيل تبليغها للبشر ومن أجل تنظيم علاقتهم بربهم وأنفسهم ومجتمعاتهم وبقية المجتمعات البشرية بما في ذلك المجتمعات التي لا تدين بكل هذه الأديان..
وما بعث به المصطفى محمد خاتم الأنبياء والمرسلين  عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام جاء بالكثير من التشريعات والقوانين وأحتوي كتاب الله (القرآن الكريم) كل رسالات السماء وتعاليم الله لمخلوقاته، فقد حمل القرآن الكريم في طياته (التوراة والإنجيل، وصحف أبراهيم وموسى، ومزامير داؤد) وكل قوانين وأنظمة وتشريعات الوجود وعلومه، وكل ما يتصل بوجود البشر وعلاقتهم بخالقهم ودورهم في نشر قيم وأخلاقيات الدين.. فالقرآن الكريم ليس مجرد كتاب يعلم البشر الفرائض التي فرضها الله على عباده، لكن حمل علوم وأسرار الكون والوجود وحياة ما بعد الموت، والحياة الأبدية، والمؤسف أن المسلمين اخذو من الدين ومن كتاب الله الكريم وأيضا من سنة رسول الله، اخذو من كل ذلك ما يعزز مسارهم ورغباتهم في السيطرة والتحكم، فمثلت (الحاكمية) ولمن تكون؟ ومن هو المستحق بها إشكالية ثم ما لبثت إن تطورت إلى أزمة بنيوية ألقت بظلالها على واقع الأمة ووجودها، فغابت أهم شروط الدين الإسلامي المتمثل بإحقاق (العدالة) بين البشر، هذا الغياب أوجدا بدوره المزيد من مقومات الجدل من خلال التفسيرات والاجتهادات التي خاضت في النصوص القرآنية ومعانيها، وخاضت في سنة الرسول المصطفى وسلوكه ومواقفه، وذهب كل طرف يطوع علومه المعرفية عن الكتاب والسنة بما يلبي قناعته وتوجهه ورغباته وليس بما حمله كتاب الله وجاءت به سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام..
على خلفية ذلك أسست  فلسفة الصراع على الحاكمية الإسلامية منظومة قيم ثقافية وسلوكية اجتهادية محورها  الصراع على  (الخلافة) وهو الصراع الذي أسس أيضا لنشوء فرق عصبوية قسمت المسلمين ثم جذرت انقسامهم ليصبح هذا الانقسام مع مرور الزمن يحظى بحاضنة ثقافية وفكرية وثوابت ذات قدسية غير قابلة للانتقاص أو المس، تلي ذلك ظهور سلسلة من الرموز الاجتهادية المسلمة الذين دونوا وجهة نظرهم ورؤيتهم لمجمل القضايا الإسلامية ليأتي أتباعهم والمتشيعين لهم ويتخذوا من هذه الاجتهادات (عقائد) مقدسة غير قابلة للتجزئة والانتقاص..؟!
وعلى مدى قرون تعاقبت الحاكمية الإسلامية وتعاقبت معها الأحداث والرؤى والأفكار الاجتهادية فخازت الدنيا ومظاهرها ونزواتها الحيز الأكبر من اهتمام المسلمين، على حساب قيم وأخلاقيات وتعاليم الدين وعلى حساب قيم وأخلاقيات وسلوكيات النبي العظيم الذي كان ولايزال هو أعظم الأنبياء والمرسلين عند الله والملائكة والمفترض أن يكون كذلك عند البشر من أتباعه، الذين للأسف وان تفاخروا بالانتماء إليه والاقتدا بسنته لكن هذا التفاخر رغم إيجابيته لا يعكس حقيقة قيم وأخلاقيات وسلوكيات الرسول العظيم، بل يوظف من قبل المسلمين لتحقيق أهداف ومكاسب دنيوية متصلة بهموم الحاكمية ورموزها التواقين للسيطرة والنفوذ والتحكم..!!
بدليل أن المتابع اليوم لمجريات الأحداث في عالمنا العربي والإسلامي لا يرى قيم وأخلاقيات الرسول الكريم، ولا يجد كتاب الله ونصوصه وتعاليمه تتجسد في مواقف وحراك المجتمعات العربية _الإسلامية، في المقابل نرى مكونات تزعم الانتماء للإسلام وتعبر عن غيرتها عليه وعلى سنة رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله، ولكنها تعمل بكل ما يخالف الدين وسنة رسول الله وتحاول فرض مفاهيمها وتفسيراتها الخاصة عن الدين والسنة وإجبار الآخرين على الأخذ بها قهرا وعنوة رغم قصور هذه المفاهيم والتفسيرات وتناقضها الصريح مع كل ما جاء به كتاب الله وما مثلته سنة رسول الله..!!
ومع التقدم الحضاري والإنساني الذي توصلت إليه البشرية وهو التقدم الذي دعاء إليه الإسلام قبل أكثر من 14 قرنا وانشغل المسلمين عنه بتناحرهم وقتال بعظهم على السلطة والتسلط وعلى من يحق له الحكم دون غيره، ومع ذلك فقد أوجدا  هذا التطور الحضاري المزيد من الإشكاليات والأزمات في المجتمعات الإسلامية التي رغم تعددها فإن الدين الإسلامي لا يجمعها ولا سنة رسول الله، بل تجمع بعضهما (المصالح) الدنيوية وتقرب بينهما، فالمصالح بين المسلمين أكثر تأثيرا من وحدة العقيدة..؟!
تزامن هذا مع اقتناع المجتمعات الإسلامية وتسليمها  بتخلفها عن ركب التقدم الحضاري والإنساني، لكن وبدلا من تصحيح مسارها وقيمها الثقافية والسلوكية الخاطئة في فهم الدين والسيرة النبوية، راحت تؤغل في (جلد ذاتها) وتوزيع التهم على بعضها وتحميل بعضها وزر الحال الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية، دون أن نجد طرفا يتحلى بالشجاعة ويبادر باتجاه تصحيح المسارات الخاطئة وتراكماتها الثقافية المكتسبة..؟!
لتبرز نخب فكرية وثقافية تنتمي للعالمين العربي والإسلامي تزعم تقدمها ورغبتها بالنهوض بواقع الأمة في سبيل امتلاك عوامل التقدم والتطور الحضارين، ولكن للأسف من باب استهداف (الدين) وتحميله وزر هذا التخلف..؟!
يحدث هذا دون قدرة هؤلاء على تحديد وتوصيف أسباب التخلف (دينيا) واين تكمن هذه الأسباب..؟!
لكنهم يسوقون المفاهيم الفكرية والثقافية للآخر الحضاري وما انتجه (جيش المستشرقين) من رؤى ومفاهيم استهدافية للدين، ويعملوا على إعادة إنتاج مفرداتها ومحاولة تكريسها في الذاكرة الجمعية الإسلامية حتى شاعت فكرة (الإصلاح الديني) وهي فكرة مخالفة لكل القيم والأخلاقيات الإسلامية، لكن هذا المصطلح يندرج في سياق الفشل الذي يعيشه المسلمين العاجزين عن امتلاك المبادرة الحضارية والشجاعة باتجاه تصحيح علاقتهم فيما بينهم بعيدا عن ثقافة (المذاهب والطوائف والفرق) المتعددة التي لكل منها رؤية وفهم وتفسير للدين تختلف عن ما لدي الآخر الإسلامي..!!
يتبع
ameritaha@gmail.com

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)