ريمان برس - خاص -
ينسب لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وعلى آله قوله (أن بين يدي الساعة لهرجا).. فقيل يارسول الله وما هو (الهرج) قال عليه الصلاة والسلام (القتل)..!
فقال بعض الصحابة.. يا رسول الله إننا نحارب (المشركين) ونقتل منهم كذا وكذا.. فقال عليه الصلاة والسلام (ليس بقتل المشركين، ولكن يقتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته ).. فقال بعض المسلمين.. يا رسول الله (ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟)
فقال عليه الصلاة والسلام (لا.. تنزع عقول أكثر ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم)..؟!
صلاة الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول، يا من لا تنطق عن الهوى، ويا من لقبت قبل نزول الوحي عليك بالصادق الأمين.. ثم وصفك الله سبحانه وتعالى بقوله (إنك على خلق عظيم) وانك لا تنطق عن الهوى.. وانك رحمة للعالمين.. صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم..
فها نحن نتوارث (هرجا) تنبأت به يا رسول الله وما أصدق نبؤاتك ، و نخوض قتالا محرما حذرت منه، وفتنة أكتوت بلهيبها أجساد أمتك، وحروبا نصطلي بنيرانها ، وسيوفا تلمع في سماء الأمة غادرت اغماده منذ واقعة (السقيفة) ولم تغمد من يؤمها وحتى اللحظة، وربما ستظل تلمع ببياضها حتى يوم القيامة..!!
أن أسواء وابشع واقبح أنواع (الهرج) نعيشه اليوم وتعيشه الأمة، ويخوض فيه الجميع دون استثناء و(العلماء والفقهاء) قبل العامة من الناس، الكل يخوض في معترك (الهرج) والكل يبرر ما يقوم به بأدلة وبراهين من (الكتاب والسنة) حتى أصبح هناء من يرى (الكتاب والسنة) كحمالي أوجه بسبب التفسيرات المتناقضة وكل طرف يعمل على تطويع الكتاب والسنة بما يلبي رغباته ويبرر تصرفاته، حتى أصبحنا نقتل بعضنا ونكفر بعضنا ونخون بعضنا، ثم يؤكد كل طرف منا بأن ما يقوم به هو دفاعا عن الكتاب والسنة ونصرة لهما وانتصارا لله ورسوله..!
اليوم يهدر المسلمين دماء بعضهم باسم الله والرسول..؟ وتدمر الأوطان باسم الدفاع عن الوطنية..؟ وتتمزق المجتمعات باسم الانتصار لإرادة الجماهير..؟!
اليوم المسلمين يواجهون بعضهم ويقتلون بعضهم ويدمرون أوطانهم بأيديهم، ويمزقون بأيديهم نسيجهم الاجتماعي، بعد أن أصبحوا شيعا وأحزابا وقبائل، وبعد أن تجاوزوا بصراعهم ما كان عليه العرب في زمان الجاهلية وقبل شروق شمس الإسلام والحرية والرسالة المحمدية..؟!
لم يعد اليوم ثمة إمكانية لأن (يسلم المسلم) من (أخيه المسلم)، ولم يعود (المسلم للمسلم كالجسد الواحد اذا اشتكى فيه عضوا تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى)!!
ولم يعود (المسلمين أخوة)، بل أعداء يتربصون ببعضهم، ويتأمرون على بعضهم، ويناصرون أعدائهم على بعضهم ؟!
بل إن هناك (مسلمين) كما يزعمون، خالفوا صراحة أمر الله وولوا عليهم أعدائهم واعداء الإسلام، وصاروا منهم ويعيشون تحت حمايتهم ويعملون بامرتهم وأصبحوا منهم ولم يعود ممكنا التفريق بين مواقفهم ومواقف الاعداء الذين حذرنا الله منهم..!
لم يتوقف الأمر هناء، بل صرنا نسمع من يوعضنا ويقدم النصائح عن ضرورة وأهمية (تجديد الخطاب الديني) وإسقاط أو تجاوز وتجاهل بعض (الآيات القرآنية) التي تحرض كما يقال على (الحقد والكراهية) والعداء للآخر..!!
وأيضا إسقاط (أيات قرآنية) تتصل بالأحكام الشرعية، مثل (القصاص) في القتل، والحرابة والتقطع، وحد السرقة، وميراث المرأة، التي يجب أن تتساوى مع الرجل، وكل هذا يأتي في سياق احترام (حرية وحقوق الإنسان) كما تم استبدال مبدأ (الشورى) بالديمقراطية _ التي تفصل على أصحاب الثروة والنفوذ وملاك القوة وان كانوا جهلة وعملاء _ وكل هذه القضايا أصبحت محل جدل وحوارات ومفاوضات بين منظمات دولية واممية ومرجعيات فكرية وفقهية إسلامية..؟!
والمؤسف أن من يتولون شئون المسلمين، ومن يخوضون في هذه المعتركات، لا نرى فيهم غير مجرد بيادق مرتهنين فلا رأينا فيهم قيم (الموحدين) حتى نتبعهم ونقتدي بهم أمنين مطمئنين، ولا لمسنا منهم قيم (الملحدين) حتى نكون على بينة من امرنا ..!!
قادة ووجهاء وشيوخ وأمراء متسلطين على رقاب العامة يملكون السلطة والقوة والشعوب والاوطان، يهددون بقطع رقاب كل من ينتقد فسادهم ومجونهم، وعمالتهم وارتهانهم،، فيما زنازينهم مليئة بمعارضيهم والمقابر عامرة بقبور ضحاياهم، وهم باسم الله والرسول والشريعة يحكمون ويتحكمون، فيما لا نرى فيما يتصرفون وجودا أو دورا ( لله والرسول) والشريعة والعدالة التي أقرتها شرائع السماء..؟!
أنهم يتقاتلون على السلطة والثروة والحكم، دون أن يكون للشعب رأي أو موقف، وان كان هناك رأي للبعض فيكون لاتباع ومريدي هذا الطرف أو ذاك، هناء حيث الأقلية يتحكمون بالأغلبية، والأ قويا يستبيحون حقوق الضعفاء..!!
في كل أرجاء العالم الإسلامي يتحكم الجهل والفقر والمرض بحياة الناس الذين، يستغيثون( باليهود والنصارى) عند كل أزمة تحل بهم، سواء عند هطول الأمطار الغزيرة التي تتحول إلى فيضانات وسيول جارفة، أو عند تعرض هذه البلد أو تلك للجفاف والتصحر، أو عند تعرض اي بلاد إسلامي لجائحة أو حوادث طبيعية، نجد حكامها يستجدون الآخر لإنقاذهم، مع ان الآخر الحضاري يعيش ويتقدم ويتطور بفعل المواد الخام الأساسية التي تأتيه من بلاد العرب والمسلمين من النفط والغاز والذهب والفوسفات وكل أصناف المعادن التي تستخرج من أراضي العرب والمسلمين وتصدر للدول التي بنت ولا تزل تبني تطورها من خيرات العرب والمسلمين، فيما العرب والمسلمين، الذين بلاهم الله بحكام ونخب وقادة وساسة لا علاقة لهم لا بالعروبة ولا بالإسلام..!!
يتبع
ameritaha@gmail.com |