الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
ذات يوم مؤغل من تاريخنا العربي وبعد إبرام الرئيس السادات اتفاق (كمب ديفيد) مع (العدو الصهيوني) عقدة قمة عربية في العاصمة العراقية( بغداد) أجمع فيها القادة العرب على مقاطعة النظام في مصر

الخميس, 27-أكتوبر-2022
ريمان برس - خاص -

ذات يوم مؤغل من تاريخنا العربي وبعد إبرام الرئيس السادات اتفاق (كمب ديفيد) مع (العدو الصهيوني) عقدة قمة عربية في العاصمة العراقية( بغداد) أجمع فيها القادة العرب على مقاطعة النظام في مصر ونقل مقر جامعة الدول العربية من مقرها الدائم ب(القاهرة) إلى تونس وتعيين الشاذلي القليبي أمينا عاما للجامعة العربية..
اليوم النظام العربي يعاقب سورية والجزائر وبعض من الأنظمة العربية لرفضها (التطبيع) مع العدو الصهيوني..؟!
قديما قال (كارل ماركس _التاريخ لا يعيد نفسه إلا بصورة مآسة أو مهزلة) والمقولة (الماركسية) تنطبق اليوم حرفيا على أنظمتنا العربية التي تمارس بحق الأمة وشعوبها (المآسي والمهازل) معا وفي وقت واحد..؟!
سورية ومنذ عام 2000م وهي تواجه ضغوطات هائلة وعلى مختلف المستويات بلغت حد التهديدات التي وجهت لها من أنظمة عربية ودولية بدأت ضمنية وانتهت مباشرة وعلنية ووجها لوجه، وتجاوزتها (دمشق) رافضة كل أساليب الابتزاز والتهديد والتخويف والحصار، إلا أن وجدت نفسها تواجه مؤامرة إرهابية تقف خلفها داعمة وممولة (89) دولة، خصصت مئات المليارات لإسقاط الدولة السورية والنظام العربي السوري وتفكيك مؤسساته العسكرية والأمنية وتمزيق النسيج الاجتماعي العربي السوري، وكل هذا لم يحدث لأن هناك (ثورة) أو (شعب يريد الحرية والديمقراطية) بل لأنها رفضت  ( المساومة والتطبيع) ورفضت الخضوع لواشنطن ولندن ومساومتهما، وواجهت بكل ثقة واقتدار أحقر مؤامرة ضدها، مؤامرة نتماهي مع المؤامرة الغربية الراهنة ضد موسكو من قبل الأنظمة العربية بزعامة واشنطن ولندن وتمويلهما مع بقية الدول الغربية وحلفائها..!!
ما يحدث اليوم لروسيا الاتحادية في أوكرانيا لا يختلف مع ما حدث ويحدث للجمهورية العربية السورية مع الفارق الوحيد أن الغرب حشد لسورية المنظمات الإرهابية والمرتزقة من جميع أنحاء العالم، فيما دفعوا لروسيا بالنظام الأوكراني ودعموه بالخبراء والمرتزقة أيضا، فالمشهد قد لا يختلف بين الحالة السورية والحالة الروسية من حيث الأهداف والأطراف، فتطويع النظامين السوري والروسي هي غاية (الإمبريالية الصهيونية) في تطويع روسيا الاتحادية رفضا لفكرتها في عالم متعدد الأقطاب وانتصارا لرغبة واشنطن في إبقاء هيمنتها على العالم وديمومة سيطرتها على مقدراته..؟!
في المقابل هدفهم في سورية هو تطويعها باتجاه التطبيع والتخلي عن المقاومة والعلاقة معها ومع إيران، ويندرج غزو العراق واستهداف سورية وتطويعها في مخطط استهداف وتطويف روسيا والصين..؟!
وكما هي (لندن) عصاء واشنطن التي اتكت عليها في إشعال الأزمة الأوكرانية ضد روسيا، كانت (الرياض) هي العصاء التي اتكت عليها واشنطن ضد سورية..؟!
قمة الجزائر الحالية تندرج تداعياتها في سياق هذا الصراع الجيوسياسي.
بيد أن أزمة النظام العربي تبدو أكثر شفافية في قمة الجزائر وتعبر فعليا عن (مآسي ومهازل) النظام العربي الذي يقف عاريا أمام جماهيره وأمام ذاته أن كان يشعر ببقايا  ذات كامنة فيه..!!
لتبدو قمة الجزائر العربية تحاكي بدورها قمة دول الاتحاد الأوربي التي عقدت وسط خلافات عاصفة سببها الطاقة والعقوبات على روسيا، فيما قمة الجزائر المقرر عقدها أوائل الشهر القادم ستعقد وسط اهتمامات ذاتية تسيطر على أعضائها الباحثين عن مصالحهم القطرية بمعزل عن كل القضايا والتحديات المتعلقة بالأمن القومي العربي بدءا من فلسطين مرورا بسورية وليبيا واليمن والسودان والصومال والعراق وقضية الصحراء، ناهيكم عن قضايا (العلاقات الإقليمية والدولية) التي تتحكم بمواقف بعض الأنظمة العربية وهي قضايا معقدة وتندرج في سياق الصراع الجيوسياسي والعلاقات المحورية الدولية..؟!
لذلك فإن أي مراقب عربي أو دولي لا يمكنه الاستنتاج بقمة عربية إيجابية بقراراتها وتوصياتها على غرار قمة (بغداد) مثلا التي تبنت قرار مقاطعة مصر ونقل الجامعة من القاهرة إلى تونس وهي القمة العربية بعد قمتي الخرطوم عام 1967 م وقمة القاهرة عام 1970 م وهما القمتان التي خرجت بقرارات وتوصيات تم تنفيذها مباشرة من قبل المشاركين فيه من القادة والزعماء الذين كانوا يتحلون بقدرا من المصداقية ويراعون مصلحة الأمن القومي العربي وان في حدوده الدنياء بعكس قادة اليوم الذين لا يختلفون عن قادة أوروبا الذين امتثلوا للإرادة الأمريكية في مقاطعة روسيا فكانوا كمن يطلق النار على قدمه وليدفعوا شعوبهم ثمن تبعيتهم لرغبة واشنطن ..؟!
فأين سترسوا إرادة النظام العربي في قمة الجزائر؟ هذا هو السؤال الباحث عن إجابة يصعب التنبوء بها في ظل خيارات (التطبيع) والمواقف المتباينة من مجمل القضايا العربية التي يتطلب حلها والتوافق عليها قرارات شجاعة وإرادة عربية صادقة وتلك عوامل وصفات لا تتوفر في الرموز العربية الحاكمة.
[email protected]
https://t.me@ameritaha

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)