ريمان برس - خاص -
يحلم "نتن بني صهيون" أو كما يسمى نفسه "النبي يوشع" بكل ما هو مستحيل تحقيقه، محاولاً إستغلال حالة الإنبطاح العربي والإرتهان الإسلامي، وساعيا بقدر من الغطرسة والزهو إتخاذ من رموز أنظمة الذل والإرتهان "جسورا" يسير على ظهورهم نحو أهدافه الاستعمارية، مسنودا بدعم أمريكي _غربي..
في زمن هؤلاء عشاق " العبودية والإرتهان والتبعية" جاء "نتن بني صهيون" محمولا على ظهر "خنزير بري أمريكي"..؟!
شعاره وحلمه تجريد "مقاومة فلسطين من بندقيتها" ومصادرة "صواريخ مقاومة لبنان" ونزع " بنادق قبائل اليمن "، وبعد ترتيب أمريكي _بريطاني _غربي، طريق" النتن" على جغرافية الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج..!
حصل" النتن "على شرعية وغطاء دولي وقانوني لإبادة سكان غزة بإريحية غير مسبوقة في التاريخ، وامتد على أثر ذلك إلى لبنان، حيث اصطدم بالمقاومة فتم تطويعها عربيا وأمريكيا وضرب رموزها، ثم تحييدها، وتطويع لبنان الرسمي، والتوجه نحو "دمشق" فتم التخلص من نظامها العربي القومي، عبر صفقة مقايضة إقليمية ودولية، ولم يكتفي "النتن" بسقوط النظام في سوريا وتسلم تلامذته وحلفائه السلطة، بل ذهب يدمر كل قدرات الجمهورية العربية السورية _أو التي كانت تسمى كذلك _!!
توهم "النتن" إمكانية إعادة تطبيق سيناريوا "حزب الله" على إيران، ثم تطبيق " نظرية ترتيب البيت اللبناني" على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حتى أن الرجل وأقصد "النتن" يحتضن منذ أشهر في منتجعه الخاص" بمدينة يافا العربية الفلسطينية "نجل شاه إيران وأسرته" ويبدو إنه قد شكل حتى حكومة إيرانية بديلة لحكومة الثورة وعلى غرار حكومة" نواف سلام، ورئيسها عون"..؟!
لم يستوعب" نتن بني صهيون "ان هناك فرق بين حزب مقاوم ودولة ذات سيادة.. دولة ونظام واجها الحروب والحصار والاختراقات الأمنية وتخوض حرب استخبارية طاحنة منذ أربعة عقود، ومؤامرات شارك فيها الأشقاء والأصدقاء " الملحدين" والموحدين " القريبين والبعيدين، خونة الداخل وخونة الجوار والإقليم..!
لذا ذهب" النتن "فيما كان الحوار جار بين" طهران وواسنطن "وبرعاية" عمانية "ورغبة خليجية ومباركة دولية، ذهب" النتن "ليستبق اتفاق معلوم ومتوقع بين طهران وواشنطن، وبعلم أمريكا الطرف الأخر على طاولة الحوار مع طهران، التي مارست واحده من أهم "الخداع الاستراتيجية" على طهران..؟!
لكن هل " طهران" هي من خدعت وحدها..؟!
الجواب قطعا لا فقد خدعت " سلطنة عمان" وخدعت أنظمة الخليج وحكامها، وخدعت روسيا والصين، وخدع القانون الدولي والنظام الدولي والعالم بأسره طالته خديعة "ترمب الاستراتيجية" وليس خديعة "النتن "..؟!
خديعة لكن يمكن أن تكون " لإيران" قد جاءت على قاعدة "رب ضارة نافعة"..!
ف"طهران" التي كانت حريصة على التخصيب كحاجة تنموية واقتصادية وعلمية ومعرفية، ولم تكن تفكر بالتسلح النووي، ومع ذلك تعرضت للعدوان وهذا بحد ذاته مبرر قدم لها على طبق من ذهب لإنتاج سلاحها النووي كعامل ردع في مواجهة عدو متغطرس ورعاة أكثر غطرسة وحماقة..!
إذ أن حلم" النتن" لم يقف عند حدود ضرب البرنامج النووي الإيراني، بل يريد ايظا تجريد إيران من كل اسلحتها التقليدية التي تدافع بها عن نفسها، ويرغب في جعلها دولة عاجزة عن الدفاع عن نفسها حتى أمام "عصابات تجار المخدرات" وياليت واحلام "النتن" تقف بحدود جعل "مرشد الثورة" يتساوى لا قدر الله مع "الجولاني" في سوريا، أو مع "عون _لبنان" أو مع أي حاكم عربي من "عبدة أمريكا"..؟!
لكنه ذهب بعيدا في حلمه وهو "إسقاط النظام" لأنه لايثق بأي حاكم أو نظام لم ينصبه هو وعلى طريقته، إذ يظل متوجسا من أن ينقلبوا عليه ذات يوم، وخاصة أن كانوا" ريديكالين" خضعوا لمنطق القوة..؟!
فالرجل لم يثق بعد ب" الجولاني" ويطالب أمريكا بضمانته، رغم كل ما قام به "الجولاني" الذي تجاهل كل ما يقوم به" النتن" بحق بلاده وشعبه وقدراتهم وجغرافيتهم وسيادتهم _هذا أن كان الجولاني سوريا فعلا _ولم يكن من سلالة " آل كوهين"..؟!
طبعا رد الفعل "الكيان والنتن" جاء بقدر من التراجع بعد رد الفعل الإيراني الغير مسبوق وبعد أن قضى "7 مليون مستوطن ليلتهم في الملاجي" يوم أمس..!
اليوم لا يريد النتن إسقاط النظام ولا تدمير قدرات إيران النووية بل إعاقة طهران من إنتاج قنبلة نووية..؟!
وأن كان يتمنى أن تتخلص طهران من برنامجها الصاروخي..!!
يعني مطلوب وباختصار تجريد كل من يقاوم العدو من سلاحه كان هذا السلاح بندقية كلاشنكوف، أو طائرة مسيرة، أو صاروخ، فما بالكم بالبرنامج النووي هذا بنظر الكيان وامريكا والغرب كفر، وتحدي القانون الدولي الذي يحضر دوما حين يتعلق الأمر بالعرب والمسلمين، لكنه ينداس تحت الأقدام أن تعلق الأمر بالكيان وجرائمه..! |