ريمان برس -
كانت إيران في عهد " الشاه" المقبور مرتعا لجهاز "الموساد الصهيوني" الذي بنى وأسس أكبر المحطات التجسسية الاستخبارية في إيران والعراق أبان عهد "نوري السعيد" وتمكن عام 1951 من إعادة " الشاه" لعرشه بعد ثورة محمد مصدق..!
عام 1954م أسس " الموساد" وأشرف على قيام "حلف بغداد" الذي ترأسه نوري السعيد.. وتأسس من إيران، والعراق، وتركيا، وامريكا، والكيان الصهيوني، وسعت أمريكا لظم " مصر" إلى الحلف الذي أسقطه عبد الناصر، كما أسقط النظام الملكي في العراق وحكومة نوري السعيد..
بعد الثورة العراقية عام 1958 م خاضت الجمهورية معركة لتطهير البلاد من خلايا "الموساد" الذي انتقل أبرز نشطائه الي إقليم كردستان، ليكونوا برعاية " برزاني وطالباني"..
كانت إيران وظلت أهم محطات "الموساد" حتى قامت الثورة عام 1979م وحاول "عملاء الموساد" إنقاذ نظام " الشاه" المقبور ولكنهم فشلوا فعملوا على تهريبه مع أسرته الي خارج إيران، وظلوا الي جانب "شاهبور بختيار" أخر رؤساء حكومة "الشاه"..!
لكنهم أضطروا إلى تهريبه بعد أن استحال عليهم السيطرة والحفاظ على نظام " الشاه" المخلوع وبعد انتصار الثورة بقيادة الإمام الخميني حاول الموساد والمخابرات الأمريكية إسقاط النظام وتحرير الرهائن من السفارة الأمريكية، فكانت الفضيحة التي أدت إلى إسقاط " كارتر" في الانتخابات الأمريكية وفوز " رونالد ريغان" الممثل السينمائي الذي أصبح رئيسا لأمريكا..!
كما سقطت الحكومة الصهيونية في الكيان، بعد أن أفتضحت العملية وسقطت اربع مروحيات للمارينز في الصحراء الإيرانية..!
بعد هذا الفشل " الصهيوأمريكي" خططت واشنطن وعملائها في الخليج وورطوا العراق بحرب طاحنة مع إيران دامت ثمان سنوات.. وظفتها "أمريكا وكيانها" لتجذير الخلاف العربي _الإيراني، ومن ثم ابتكروا معها وخلالها ما اطلق عليه بالصراع "السني / الشيعي"..؟!
وتخويف دول الخليج والعرب من نفوذ إيران حتى أصبحت إيران هي العدو وليس الصهاينة..؟!
والمؤسف أن بعض العرب صدقوا هذه الشائعة التي ابتكرها مستشار الأمن القومي الأمريكي "زيجينو برينيسكي" وهو بالمناسبة صاحب نظرية " الاحتوي المزدوج" الذي طبق على العراق وإيران، _ ويمكن لمن يريد التأكد العودة إلى مذكرات الرجل الذي يعترف بكل هذا _ وحين فشلت هذه النظرية بعد ثمان سنوات، راحت أمريكا تخطط لإسقاط الدولة العراقية، وهذا ما كان اليوم " نتنياهو" يحلم به في إيران حين " خاطب الشعب الإيراني بالتحرك لإسقاط النظام "..؟!
يعني ليس الهدف" أمريكيا وصهيونيا" تجريد الأطراف من قدراتها العسكرية، بل يجب ازاحة كل الرموز "الريديكالية" عن مفاصل السلطة وتنصيب آخرين خاضعين لهم كما حدث في العراق، وليبيا، والصومال، وسوريا، وكما يراد له ان يحدث في اليمن، وفي إيران، حتى تتماهي أنظمة المنطقة مجتمعة مع أنظمة الخليج ومصر والأردن ولبنان وسلطة عباس ..؟!
أعود إلى حكاية "الموساد" الذي تخلصت منه العراق باستثناء " كردستان العراق" عام 1969م فيما إيران لاتزل تعاني من خلاياه النائمة رغم دورها الكبير في مكافحة وجوده، لكن مساحة إيران وتضاريسها الجبلية وحدودها مع " أذربيجان" الحاضنة لنشاط " الموساد" إظافة الي تواجده في كردستان العراق حيث أقام محطة تنصت وتجسس فيها ذات أجهزة متقدمة مشفوعة بأقمار صناعية وشبكات معلوماتيه كبيرة، وهذا ما مكنها من تمرير مخططاتها رغم ما تقابله من ضربات على يد السلطات الإيرانية..!
"الموساد" عاد للعراق بعد سقوط " نظام الرئيس صدام حسين" وبقوة، كما توغل داخل المعارضة الإيرانية وفي أوساط النخب الإيرانية، وهناك حرب شرسة غير معلنة تدار بين أجهزة الأمن الإيرانية وخلايا " الموساد" داخل وخارج إيران وفي دول الجوار والعالم..؟!
والمؤسف أن هناك أجهزة أمن عربية تساند جهاز " الموساد "في استهداف إيران بطلب من أمريكا ..؟!
هذا للعم وحسب |