الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
      ما يقوله كثيرون بدعوى الغيرة على أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وحفاظا على الآداب العامة، ليس إلا امتدادا للتفكير الأبوي الذي نشأنا عليه، مقموعين، خائفين من فعل أي شيء يستعدي علينا سلطة الأب، حريصين على أن نكون نسخة واحدة مما يريده المجتمع ذلك الأخ الأكبر الذي لا يرحم ولا يتفهم.
    نراكم في أعماقنا الكبت والخوف، لا نفرِّق بين ما هو حقٌ لنا، وضمن

الأربعاء, 01-ديسمبر-2021
ريمان برس - خاص -

      ما يقوله كثيرون بدعوى الغيرة على أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وحفاظا على الآداب العامة، ليس إلا امتدادا للتفكير الأبوي الذي نشأنا عليه، مقموعين، خائفين من فعل أي شيء يستعدي علينا سلطة الأب، حريصين على أن نكون نسخة واحدة مما يريده المجتمع ذلك الأخ الأكبر الذي لا يرحم ولا يتفهم.
    نراكم في أعماقنا الكبت والخوف، لا نفرِّق بين ما هو حقٌ لنا، وضمن حريتنا الفردية المكفولة بالقانون أو التي يجب أن تكون كذلك، وبين ما يترتب عليه أذى أو إضرار بآخر، وهكذا نكذب ونزيف ونلبس الأقنعة في كل ما نقول وما نفعل، و ندين كل من يخالف ذلك، ونستقتل في استظهار غضبنا وسخطنا وبغضائنا حين يتصدر لأن يُعبِّر عما يراه، سواءٌ كان ذلك عن وعي وفهم ورؤية توصَّل إليها بنفسه، أو كان ذلك عما نشأ عليه وآمن به وصار مؤمنا به بفعل التنشئة وما ورثه من منطوقاتها، وتمثله سلوكا ورأيا في الحياة.
    ما الذي يفعله المومري أكثر من أنه يعرض وجهة نظره ويعبِّر عن قناعاته بوضوح، وهذا الذي يفعله مهما بدا مُستفزا لبعضنا فهو يعلمنا أن نسمع الآخر المختلف، كما يعلمنا أن نتوفر على الشجاعة اللازمة في أن نعبِّر عما نراه وما نفكر به مهما كان، ففي ذلك ما يقوي حقنا في أن نكون ما نحن عليه، لا ما يريده الآخرون. ويكسر حاجز الخوف مما سيقوله الآخرون، وكل ذلك لو نظرنا بإنصاف مكاسب في مجتمعنا الذي أصابه الركود.
      ثم لننظر من وراء ذلك إلى ما يقوم به مصطفى المومري من توسيع دائرة التواصل والتفاعل، وتعرية المكبوت وفضح المسكوت عنه، وما يراكم من معرفة بما يكون من حقنا أن نعبِّر عنه وما لا يندرج في حرية التعبير،  وفي الوقت نفسه يحمِّل كل فردٍ منا مسؤوليةً في اتساع شهرة هذا أو ذاك.
ولنتساءل هل ما يقوله المومري مما قد يرى فيه بعضنا إساءة أو عنصريةً أو فجاجة أو بذاءة ...إلخ. أليس كل ذلك في قليلٍ أو كثيرٍ هو ما تمت تنشئتنا عليه من عادات وتقاليد وأعراف تنتج التعصب والبغضاء والإحن والاستعلاء والعنصرية والنزوع إلى العنف والقمع...إلخ ؟!
    لنفترض أن بعض ما يقوله المومري يندرج في الإساءة والبذاءة...إلخ، ألا يكون في مثل هذا مناسبة لنتساءل عن سبب ذلك، وعن مدى إمكانية أن يكون ذلك ظاهرة عامة في المجتمع، وعن مدى مشاركتنا في تفشي تلك الظاهرة، وعن مدى تقاعسنا في مكافحتها والحد من استمرارها!
    لماذا لا نرى فيما يعيبه بعضنا على مصطفى المومري فرصةً لتظهير ما يتخفى في نسيج ثقافتنا من انتقاص للحقوق والحريات، لماذا لا نرى في ذلك فرصةَ لإعادة مساءلة الذات عما تفعله وما تسهم به في محيطها، ومساءلتها عما تلعبه من دور في التبشير بالحقوق والحريات التي من شأنها أن تمنحنا ممانعة لكل ما هو سلبي.
    في السياق ذاته لنتساءل عن ذلك المتنمر الذي يسكننا، عن تلك الرغبة الكامنة في عمق كثيرين منا في أن يكونوا أوصياء ومحتسبين وأدعياء حراسة الفضيلة؛ كلٌ منّا يتربص بالآخر المختلف عنه ليدينه، لا ليفهمه أو ليناقشه فيما يخالفه حرصا على تصويب الخطأ إن وجد، والحد من الضرر إن حدث.
    في السياق ذاته لنتساءل عن حق الآخر في الاختلاف، وعن حقه في الخطأ، وحقه علينا في العمل على الرفق به، ومحاولة توعيته ومساعدته على تجاوز الخطأ نفسيا وفكريا، ومؤازرته في أن يكون مواطنا يحترم القانون، ثم ليكن ما يشاء.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)