الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
اللحظة التي تفلت من ايدينا سرعان ما تتحول إلى عجز ومرارة نظل ندفع ثمنها العمر كله، كم هي اللحظات التي فلتت من أيدينا؟ وكم هي الفرص التي جاءت طواعية إلينا ولكن ترددنا أفقدنا القدرة على

الأحد, 29-يونيو-2025
ريمان برس -

اللحظة التي تفلت من ايدينا سرعان ما تتحول إلى عجز ومرارة نظل ندفع ثمنها العمر كله، كم هي اللحظات التي فلتت من أيدينا؟ وكم هي الفرص التي جاءت طواعية إلينا ولكن ترددنا أفقدنا القدرة على استغلالها واهتبالها، فتحولت إلى " وشم" في الذاكرة، وينبوعا من حسرة، والحسرات المتراكمة تحولت إلى " نهراً" من الندم.. ولكن..؟!
لحظات فارقة مرت علي الغالبية منا لم نتمكن من إهتبالها لدوافع كثيرة، منها الخوف من المغامرة، ومنها التردد وعدم اتخاذ القرار في الوقت المناسب، ومنها ترقب المجهول القادم على جناح الطمأنينة، وفي كل الحالات نحاول إعادة كل اسباب خوفنا وترددنا إلا عوامل بعيدة عن مكوناتنا النفسية وقدراتنا الذاتية، ونحاول نعطيها أبعاد وتفسيرات مغلفة بتبريرات خارقة، نبرر بها عجزنا وتخلفنا..!
الأوطان  والجماعات، والأفراد، الكل وعلى حدٍ سواء، فلتت وتفلت من أيديهم الفرص القادرة على إحداث التحولات في مسارهم، وجميعهم لا يعترفون بعجزهم وفشلهم في التعامل مع تلك الفرص، وأن كانوا يعترفون بندمهم على إفلاتها وعدم استغلالها لاحقا ..؟!
أن الاعتراف بالندم لا يعفي صاحبه اياً كان وكانت مكانته الاعتبارية والذاتية من حقيقة الفشل الذي يعنون حياته ومساره، لأن تبعات الفشل في التعاطي مع الفرص لا يقف عند  حدود الندم، بل يتجاوزه إلى تبدل في مساره الحياتي، وتحول يظل يلازم مساره حتى النهاية..؟!
يقال أن لا شيء مستحيل أمام إرادة الإنسان، و " الله" سبحانه وتعالى،يقول " ومن يتؤكل على الله فهوا حسبه، أن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيئا قدرا" ويقول " أن الله يحب المتوكلين" ويقول "فإذا عزمت فتوكل على الله" صدق الله العظيم..
وديننا يحثنا على التوكل والمثابرة، وأغتنام الفرص التي تهيا أمامك، وفي كل مناحي الحياة، ولنا في قصص الأنبياء والرسل، عبر وعظات يفترض التوقف أمامها، لأن التوكل على الله قناعة تعطيك فرص النجاح والفلاح، فنبي الله "نوح "بني سفينة في الصحراء، فكان عرضة لسخرية قومه، وقوم نبي الله " موسى" سخروا منه، وقوم "صالح، وهود، وشعيب" و"يوسف" وحتى رسول الله الخاتم محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام تعرض للسخرية من قومه و " ذكره الله" بأن ما حدث له قد حدث لأخوانه من الرسل والأنبياء قبله، ولكن الله نصر انبيائه ورسله على أعدائهم، وقال ايظا سبحانه وتعالى "وكان حقا علينا نصر المؤمنين ".
نعم النجاح مرهون بإرادة " الله سبحانه وتعالى" لكن الفشل مرتبط بالإنسان، والتردد والخوف هما عدوا الإنسان ويصبح الإنسان عدو نفسه، أن استسلما لهما وخضع لحساباتهما..!
حين فكر _مثلا _ عباس أبن فرناس _بالطيران لم يتردد ودفع حياته ثمنا لحلم ، أصبح لاحقا حقيقة، لكن لا أحد ينكر في كل هذا العالم أن "أبن فرناس" كان أول من فكر بحكاية " الطيران" وميزته انه حاول اختراع فرصة، لكنه لم يتجاهلها، لأنها لم تأتي إليه بل هو من ذهب يبحث عنها في خياله، فدون اسمه في سجلات التاريخ..!
المشكلة فيمن جاءتهم الفرص فتجاهلوها خوفا وترددا وخشية من مجهول..!
غالبية من حولوا حياة البشرية وصنعوا أمجادها، وتقدمها، ممن غيروا حياة البشرية في مختلف المجالات الحياتية، كانوا بشرا عادين، لكن شغفهم بالحياة دفعهم للبحث عن الفرص، بل بعضهم عمل على اختراعها ليعبروا عن مكنوناتهم وشغفهم وفي مختلف الجوانب، من الطب الي العلوم والصناعات والاتصالات والتقنيات، التي تتمتع بها البشرية اليوم من "حبة الأسبرين" إلى "القنبلة النووية" وبينهما إختراعات لا حصرا لها، تتمتع بها البشرية، وكلها من ابتكارات البشر امثالنا، وفيهم من عاش حياة قاسية وقاهرة من "جراهام بل، إلى أديسون، إلى نوبل" وصولا إلى " موزارت، وبيكاسو، وبيتهوفن _فاقد البصر _ وسلفادور دالي" وحتي" البردوني، والجاوي، والمقالح، والفضول، وأيوب طارش، وعبد الباسط عبسي" ومعهم كوكبة من رجال المال والاقتصاد نموذجهم وأكثرهم عصامية هو المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم _رحمة الله تغشاه وتسكنه الجنة _هذا الرمز الاقتصادي العملاق، الذي لم يتخرج من الجامعات العالمية المشهورة، بل تخرج من جامعة الحياة، فكان توكله على الله سلاحه والرافعة التي مكنته من تشييد صرحا اقتصاديا عملاقا هو اليوم محل اهتمام الوطن والإقليم والعالم..!
كل هؤلاء غالبيتهم لم تأتيهم الفرص على طبق من ذهب، بل ذهبوا يبحثون عنها، وتعاملوا معها بجدية ومسئولية وشغف ليحققوا من خلالها طموحهم كلا في مجال اهتمامه..!
ما أود قوله هنا أن الإنسان " روحيا" هو مسير لكنه " ماديا" مخير فإذا تمكن هذا الإنسان من الجمع بين "الروح والمادة" استطاع أن يحقق ذاته وينتصر لأحلامه ويخدم وطنه ومجتمعه ، من خلال القدرات التي يحققها وفي أي جانب من الجوانب الحياتية..!
أن الإنسان بمقدوره الانتصار في الحياة رغم قساوتها إذا أمن بربه إيمانا يقينا، وأمن بقدراته وبحلمه وسعي لتوظيف ما لديه من قدرات لتحقيق ما يحلم به بمعزل عن التحديات والعوائق التي تواجهه، وهنا يصبح " المستحيل ممكناً"..!
هناك ايظا نماذج لناجحين خلدهم التاريخ بعد حياة بائسة عاشوها ومنهم من انهي الجوع والفقر والبؤس حياته، لكن بعد وفاته عرف الناس قدراته الإبداعية فرفعوهم مكانة اجتماعية وحصدوا من الثراء المادي والروحي ما يمكن وصفه بالاسطوري، مع انهم في حياتهم كانوا يحلموا بمجرد وجبة تشبع جوعهم "بيكاسوا" نموذجا..؟!
الفرص الضائعة لم تفلت من بعض الأفراد، بل فلتت حتى من الأوطان _اليمن نموذجا _ايظا في هذا الجانب.. فهوا لم يتمكن من بناء دولة من خلال " الثورة اليمنية" ولم يتمكن من بناء دولة نظام وقانون ومواطنة من خلال " الوحدة" ولم يتمكن من بناء هذه الدولة بعد أحداث 2011م وافلتت منه كل الفرص تباعاً، التي كانت كفيلة بأن تجعل منه دولة ذات سيادة مجبولة بالكرامة الوطنية وحرية الوطن والمواطن، واليمن لا يحتاج أكثر من قيادة وطنية صادقة مؤمنة بالله والوطن والشعب، قيادة تؤمن بحرية الوطن من رموز الفساد والتبعية والارتهان، وحرية المواطن من استغلال هؤلاء الرموز الذين جعلوا من الشعب جزر مقسمه موزعين أنفسهم ك"عبيد" لرموز الإقطاع السياسي والاجتماعي..!!
وكما فقد الوطن الفرص التي قابلته، فقد الكثيرين ايظا فرص اتيحت لهم والسبب الخوف والتردد والرغبة في إنتظار " أنتصار الصدف" وتحقيق الأحلام بالمجان ودون تعب ..؟!
وصدق على هؤلاء قول الشاعر العربي " ابو القاسم الشابي" : ومن لا يحب صعود الجبال.. يعيش أبد الدهر بين الحفر :..!
صنعاء في 29 يونيو 2025م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)