ريمان برس - متابعات - < في الوقت الذي خرج الشعب بكل فئاته ومكوناته مؤيداً لقرارات هيكلة القوات المسلحة والأمن وإعادتها إلى حاضرة الوطن بعد أن سلبت ردحاً من الزمن حولها النظام السابق من مؤسسة تحمي الوطن وتدافع عن سيادته وأمنه واستقراره إلى مؤسسة متعددة الولاء تحمي كرسي الحكم ومن يسبّح بحمده.
< قلة هم الذين عبروا عن امتعاضهم من قرارات الهيكلة، لأنها ستكسر شوكة نفوذهم وسيفقدون معها مصالحهم ،خصوصا أنهم كانوا يعتبروا القوات المسلحة الملاذ الآمن لفسادهم والبقرة الحلوب التي تدر عليهم المال دون حسيب أو رقيب.
< بالأمس أطل كويتب يدعى عبدالله الحاضري، وهو بالمناسبة تقمص دور الناطق باسم ما كانت تسمى بالفرقة الأولى مدرع سابقاً قبل إلغائها في اطار قرارات الهيكلة وتقيأ على صدر صحيفة «أخبار اليوم» بمقال كشف عن إصابته بمرض التشزفرونيا وهوسه بالبقاء تحت الأضواء ،فالحاضري عقب صدور قرارات الهيكلة رأيناه يبارك ويؤيد واليوم يسخر من القرارات، لأنها لن تبقيه تحت الأضواء.. يحاول الحاضري اليوم إثارة الفتنة بل والدعوة الصريحة إلى الانقلاب على الشرعية من خلال التشكيك بقدرات القيادة السياسية على تحقيق تطلعات الشعب.
< إن تصرفات البعض ومواقفهم تنم عن نزق وتخبط نلحظ ذلك من خلال ما يطلقونه من اتهامات أو يكشفونه عن خبايا في زوايا عشعش فيها النقص أو الضعف أو الكراهية، ومن الخطأ أن يتصور فريق او فرد أنه أصل الثورة وحامي الوطن أو القدوة الذي يجب على الناس أن يتراصوا خلفه.. لقد كشف الحاضري عن نفسيته المريضة والمهزومة، فهو مع النظام اذا أبقى على مصالحه وضده إذا انتصر لارادة الشعب، ولأن قرارات الهيكلة تعد انتصاراً لإرادة الشعب وقواه الحية، فإنها بنظره لاتخدم الوطن ووحدته فشحذ شفرة مشرطه للانتقاص من تلك القرارات والتحريض ضد القيادة السياسية.
< لقد تناسى الحاضري أن الرئيس عبدربه منصور هادي رجل وحدوي، خبر الحياة، همه الأول الحفاظ على وحدة الوطن وتحقيق تطلعات اليمنيين في التغيير والبناء والتطوير واستئصال شأفة الفساد من مختلف الأجهزة الحكومية وتطهيرها من الفاسدين أمثال الحاضري ومن يقف وراءه ويسانده.
< يكفي الرئيس عبدربه منصور أنه قبل تحمل مسئولية قيادة الوطن في مرحلة تعد أصعب مرحلة يمر بها اليمن، ولولا حكمته وحنكته لكانت اليمن اليوم في أتون حرب أهلية كانت ستأتي على الأخضر واليابس.. لذلك استحق الرئيس عبدربه منصور احترام وتقدير واعجاب كل اليمنيين لما يتمتع به فخامته من حس وطني ومهارات قيادية عالية وحرص على وحدة الوطن وأمنه واستقراره وتصميم على المضي قدماً نحو تنفيذ الأجندة الوطنية التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة وفي مقدمتها الحوار الوطني الذي تعول عليه جماهير الشعب في تأسيس دولة مدنية موحدة أساسها الحرية والعدل والمساواة.
< ومن المهم تذكير الحاضري أن كل فرد يستمد في الحقيقة قيمته من جهده ودوره وأثره وقدرته من خلال ما يحظى به من قبول شعبي واسع، ولذلك فالرئيس عبدربه منصور يتكئ على قاعدة جماهيرية واسعة، ويستمد قوته من تأييدها الواسع لقراراته وليس من مجالس الجنرالات، ومقايل المشايخ ومن لف حولهم.. حتى اولئك الذين نختلف مع رؤاهم وتطلعاتهم وأساليبهم نقول لهم إن: بقاءكم مع الشرعية الدستورية أقوى وأضمن.. بدلاً من الارتهان للأشخاص الذين يجعلون منكم وقوداً لتدمير الوطن ووأد أحلام المواطنين في دولة موحدة قوية قادرة على مواكبة متطلبات التغيير.
أخيراً: نتطلع أن يكون ما ورد في مقال الحاضري عبارة عن رأي شخصي لا يعبر عن قيادة ما كان يسمى سابقاً بالفرقة الأولى مدرع، وبالنظر إلى موقف اللواء علي محسن الأحمر المؤيد للثورة نستبعد أن يكون هذا المعتوه معبراً عنه وناطقاً باسمه ، بل لا نستبعد أن يحاسبه ويوبّخه على قبح حديثه وتطاوله .
*صحيفة الجمهورية |