ريمان برس - خاص -
في ذلك اللقاء الذي جمعني بالشهيد الراحل اللواء درهم عبده نعمان الحكيمي، أسترسل الشهيد متحدثا عن معاناته حين عين محافظا لمحافظة الجوف، متحدثا عن وطنية وشهامة و رجولة أبناء المحافظة ووطنيتهم وحبهم واعتزازهم بهويتهم اليمنية، وعن معاناتهم التنموية رغم الإغراءات التي قدمتها لهم (السعودية) ورفضوها بالمطلق، معتزين بهويتهم الوطنية وانتمائهم الوطني، ومما قال لي _رحمه الله _هو معاناته في متابعة السلطة المركزية في صنعاء، إلا أن جاء يوم تمكن فيه من إقناع الرئيس (صالح) والأستاذ عبد العزيز عبد الغني بنزول الحكومة ممثلة برئيسها وأعضائها في زيارة تفقدية للمحافظة، وفعلا نزل الاستاذ عبد العزيز وعددا من الوزراء، وبما أن المحافظة لا توجد فيها فنادق ولا استراحات حكومية فقد أنزلهم المحافظ في احد المنازل التي كانت بدائية وشعبية وكان قاصدا في اختياره لذاك المنزل الذي كان ملي بحشرة (البق) أو (الكتن)؟!
فقضي رئيس وأعضاء الحكومة ليلتهم ساهرين ينضفون ملابسهم من تلك الحشرة..؟!
في الصباح الباكر عاد المحافظ لذاك المنزل فوجد رئيس وأعضاء الحكومة بملابسهم الرسمية كما تركهم وبدون نوم ليلتفت إليه الاستاذ عبد العزيز مبتسما قائلا له (وصلت الرسالة يا درهم)..؟!
ليغادروا جميعا على متن (طائرة هيلوكبتر) برفقة المحافظ متوجهين إلى العاصمة ليوجه الاستاذ عبد العزيز وزراء الحكومة كلا في مجال تخصصه بتنفيذ طلبات المحافظ والإفراج عن الموازنة المعتمدة للمحافظة، وتحرك كل وزير لتنفيذ ما يخصه بالخطة التي قدمها المحافظ لهم سابقا ويبدأ كل وزير بتنفيذ المهام المتصلة بوزارته..!!
ولم يتوقف المحافظ عند هذا الأمر بل استطاع إقناع الرئيس بأن يحتفل بإحدى المناسبات بذكرى عيد الثورة في محافظة الجوف.. فجهز منصة الاحتفال واستحداث مطار لهبوط الطائرة الهيلوكبتر التي أقلت الرئيس ومرافقيه وأقام الحفل بمشاركة الطلاب وحرس الحدود وأفراد المعسكر المرابط بالمحافظة، فكان ذلك الاحتفال بداية اهتمام الدولة ومؤسساتها بالمحافظة والعمل على تنميتها واستحداث المكاتب التنفيذية والبدء بتوظيف بعض أبناء المحافظة كما كان الاحتفال بداية انطلاق المشاريع التنموية الاستراتيجية وخاصة مشاريع البنية التحتية.
كثيرة هي المواقف الوطنية والنضالية التي سجلها اللواء الراحل الشهيد اللواء درهم نعمان التي تحتاج لمجلدات لتدوينها وليس مجرد بضعة مقالات عابرة لم تحمل سوى شذرات من ريحة رجل عظيم نحت في خارطة الوطن وذاكرة المواطن سيرة عظيمة ستبقى حاضرة في ذاكرة الاجيال وهذه من مهام أهله وذويه المطالبين بأن يدونوا مأثر الرجل وتجميعها في (كتاب) تستفيد منه الاجيال الوطنية.
https://t.me@ameritaha
[email protected]