الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
الموت قدرنا وهو الحقيقة المطلقة الوحيدة في حياتنا، وقديما قال شاعر عربي.. من لم يمت بالسيف مات بغيره.. تعددت الأسباب والموت واحد..
لكن ثمة تراجيديا مآساوية تكون

الأربعاء, 19-أكتوبر-2022
ريمان برس - خاص -

الموت قدرنا وهو الحقيقة المطلقة الوحيدة في حياتنا، وقديما قال شاعر عربي.. من لم يمت بالسيف مات بغيره.. تعددت الأسباب والموت واحد..
لكن ثمة تراجيديا مآساوية تكون حين يرحل هامة وطنية شامخة بطريقة درامية مثيرة للتساؤلات وتطرح أكثر من علامات استفهام كجريمة اغتيال اللواء درهم عبده نعمان هذا الرجل الذي خاض منذ ريعان شبابه معركة التحولات الوطنية، وبمعزل  عن اتفاقنا اواختلافنا مع دوره الوطني ورؤيته وقناعته السياسية والفكرية، إلا أن الرجل في النهاية كانت له بصماته ودوره في مسار تحولاتنا الوطنية وهو الدور الذي يجعلنا نقف أمام درامية النهاية المآساوية التي أنهت حياته وعلى يد من (احسن إليه) كما تشير المؤشرات والمعطيات الأولية التي تنسب الجريمة لشخص كان مأمون الجانب من الضحية وممن كانوا حوله..؟!
لكن بشاعة الجريمة تجعل من فكرة (سوء الضن) تكاد تكون الطاغية في ذاكرة ووجدان المتأمل المندهش من هول الجريمة _الفاجعة التي اسكتت نفس رجل كان له صولاات  وجولاات  في مسارنا الوطني، بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا _مجازا _عن قناعة وتوجهات الرجل إلا أن أحدا لا يمكن تجاهل أدواره ومواقفه في معارك التحولات الوطنية منذ قيام الثورة اليمنية وحتى لحظة اغتياله  على يد من لا يمكن أقدامه بمثل هذه الجريمة البشعة التي جاءت بمثابة الصدمة والفاجعة والفعل الغير مقبول، كما لو جاءت كجريمة سياسية مكتملة الأركان..؟!
اختلف اللواء درهم نعمان سياسيا ووطنيا وفكريا وايديلوجيا مع الكثيرون، ولكنه الخلاف الذي لم يفسد للود قضية ولم يفقده هذا الخلاف  روابط التواصل والمشاعر الإنسانية مع من اختلف معهم الذين لم يفكروا يوما بأزاحة الرجل عن طريق الاستهداف الجسدي وهو كذلك لم يكن يوما بخلافه السياسي مع الآخرين ينطلق من مواقف _فردية _بل كان ضمن منظومة سياسية، هذه المنظومة سواء أخطاءت أو أصابة، فأن اخطائها وحسناتها مسئولية جماعية، لكن يبقى هناك البعد الإنساني الذي تميز به اللواء درهم نعمان وبه تعززت علاقته مع الجميع بما في ذلك من يفترض انهم _خصومه السياسين _الذين ظلت علاقتهم بالراحل مجبولة بكثير من مشاعر الود والاحترام المتبادل..؟!
لقد خاض الراحل معارك عديدة في سبيل الوطن والتحولات الوطنية، مؤمنا بما كان يحمل من قناعات سياسية وفكرية ورؤى وطنية، ورغم  انتمائه لإحداث ومحطات سياسية لم تنال رضاء البعض انطلاقا من مواقفهم وقناعتهم السياسية، إلا إنه ورغم هذا الانتماء كان يمثل جسرا للتواصل بين التيارات السياسية المختلفة والمتباينة المواقف وكان يمثل نقطة إلتقاء محوري بين المختلفين على أدارة التحولات الوطنية مؤمنا بأن مصلحة الوطن والمواطن هما الغاية والهدف الأسمى الذي يجب العمل في سبيلهما..
عام 1967 م وحين وصلت الأحداث إلى (عنق الزجاجة) بين ترويكا الفعاليات السياسية والحزبية وجد نفسه وبحسب معطيات تلك اللحظة الوطنية _جزءا من حركة 5 نوفمبر التي قادها القاضي المرحوم عبد الرحمن الإرياني _وآخرين، متماهيا مع المناخ الوطني العام _يؤمها _ لكنه بالمقابل وجد نفسه بعد فترة جزءا من معركة _فك الحصار عن العاصمة في ملحمة السبعين يوما _ إلى جانب زملاء ورفاقا له وينتمون لمختلف المدارس السياسية والفكرية، وبعدها لم يتردد في العمل الجاد وبذل كل ما بوسعه لتجنب أحداث أغسطس التي أودت بزملاء له أبرزهم القائد عبد الرقيب عبد الوهاب، ومحمد صالح فرحان، وآخرين من رموز المؤسسة العسكرية والأمنية، الذين ظل الفقيد حتى آخر أيامه يذكرهم بكل خير ومودة شاهدا على مواقفهم البطولية متحسرا على ما آلت إليه الأمور وأدت إلى فقدانهم..
عام 1971 م كان بجانب العديد من القادة العسكريين وفي مقدمتهم اللواء الراحل عبد الله عبد العالم واللواء منصور عبد الجليل، والشهيد الحمدي وعبد الودود الخامري وآخرين الذي رفعوا مذكرة الجيش الشهيرة للقاضي الإرياني عن ضرورة إصلاح المؤسسة العسكرية، ثم كان جزءا من حركة 13 يونيو 1974 م وقام بواجبه الوطني كضابط في المؤسسة العسكرية، ثم كموظف دولة يؤدي واجبه، واخر المهمات التي أوكلت إليه وقام بها على أكمل وجه هو سفيرا لدى دولة إثيوبيا..
هذا الرجل الذي قام بكل هذه الأدوار، كيف له أن ينتهي وبهذه الشاكلة التي انتهى بها..؟!
يقال ان سوء الضن من حسن الفطن، وسوء الضن تتراكم في ذاكرتي وصارت أكبر من جبلي نقم وعيبان..؟!
نعم كيف لهذا الهامة والقامة الوطنية أن تكون نهايته بهذه الطريقة الدرامية..؟!
تساؤلات معنية بالإجابة عليها( أجهزة سلطة الامر الواقع) التي عليها إظهار حقيقة هذه الجريمة البشعة التي طالت رجل غير عادي في حياتنا العامة والخاصة، رجل عاش صديقا لخصومه ومودا لكل من اختلفوا معه سياسيا وفكريا، رجل يمكن وصفه بأنه رجل دولة بأمتياز أدى دوره في خدمة وطنه وشعبه بشرف ونزاهة وجدية ومصداقية وإخلاص.. إذا كيف لرجل هذا تاريخه أن ينتهي ويختفي من حياتنا وحياة الوطن بهذه الطريقة الدرامية؟!
شخصيا لم استوعب حتى اللحظة ورغم كل ما يقال عن فقداننا لهذه الهامة برصاص الغدر والخيانة، ومع ذلك لم استوعب فعلا حقيقة فقدانه وأننا لم نلتقيه مرة أخرى ولم نسمع منه حكايات وإحداث تاريخنا الوطني..؟!
نعم نتذكر عبارات سيف الله المسلول خالد بن الوليد الذي لم يوجد في جسده جزءا الا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف أو وخزة نبال ومع ذالك مات على فراشه كما قال موته لم يكن يحبذها، فهل قدر بعض الهامات المؤثرة بمسار التاريخ ان تنتهي بهذه الطريقة؟ ومع ذلك فقد حرم اللواء درهم نعمان من حقه في السكينة والموت الطبيعي على فراشه؟!
ليبقي السؤال هل فعلا تندرج الحادثة في سياق الفعل الإجرامي الفردي لشخص (معتوه)؟ وكيف لهذا المعتوه أن يحمل (بندقية) ويتوجه برصاصها لجسد رجل بحجم ومكانة اللواء درهم عبده نعمان وبهذه  السهولة؟! ولماذا درهم نعمان؟!
أن هذه الجريمة البشعة لا يجب أن تؤخذ بطريقة سطحية أو بتحليلات عابرة قد تنتهي تداعياتها بتحقيقات سطحية مشفوعة باعتراف المجرم وأداة الإجرام وشهود الواقعة، لا بل المطلوب التحري والتمحيص والغوص في دوافع وأسباب الجريمة، والمستفيدين منها؟ وكيف؟ ولماذا؟ إلى آخر الإجراءات المطلوبة في استنتاج أبعاد مثل هذه الجريمة، ومن يقف خلفها؟!
كما أن من يتولون مهمة التحقيق واستكشاف أبعاد ودوافع الجريمة مطالبين  أن يعرفوا كثيرا عن الضحية ومن هو ومكانته ودوره وتاريخه وحجمه الاجتماعي، ثم يبحثون في تفاصيل الجريمة والمجرم والدوافع بكثير من الحكمة واليقظة والتحري.
يتبع
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)