الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 


في هذه الحلقة التي ستكون الأخيرة الموسومة بعنوان (عن زمان الهرج، وفلسفة التهريج) والهرج هو الفتن التي حذرنا منها رسولنا الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، فيما المقصود ب (فلسفة التهريج) تلك المفاهيم

الخميس, 13-أكتوبر-2022
ريمان برس - خاص -



في هذه الحلقة التي ستكون الأخيرة الموسومة بعنوان (عن زمان الهرج، وفلسفة التهريج) والهرج هو الفتن التي حذرنا منها رسولنا الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، فيما المقصود ب (فلسفة التهريج) تلك المفاهيم السفسطائية التي تسوق من قبل دعاة التطرف بأسم ( الدين) ، واضدادهم من دعاة التطرف باسم (الحداثة والتقدم) وكلاهما يعملان على كي الوعي الجمعي العربي والإسلامي، ويرسخان بمواقفهما في الذاكرة الجمعية ثقافة الاستلاب والتيه..!!
هذه التباينات المتناقضة التي تسيطر على عقلية وقناعات النخب العربية _الإسلامية، والتي تتعاطى معها (الحاكمية) وفق  مصالحها وبما يكفل لها ديمومة الهيمنة على الواقع انطلاقا من قدرة الأضداد ونسبة تأثيرهم، فيما هناك (حاكميات) أخذة( بالثيوقراطية) كنظام ووسيلة لإدارة المجتمع لا تقبل التسليم بمنطق( الدين)رغم زعمها العمل بمنهجه وشريعته، ولا هي سلمت  بمنطق التحولات الحضارية وأخذت باسبابها وظواهرها..!
لكن الأخطر في رؤى وقناعات مثقفي وفلاسفة (التهريج) انهم شبه متفقين على تظليل الوعي الجمعي وعلى ديمومة حالة الاستلاب والتيه، وبين دعوة (عالم دين) مزعوم، يقدم (الدين) بغير حقيقته، ويؤغل في تحريض أفراد المجتمع بالمضي نحو دائرة (الهرج)، نرى بالمقابل أخر يزعم إنه (حداثي وتقدمي) يدعوا بدوره المتلقي الاجتماعي بالمضي نحو دائرة (الإباحية الثقافية) وكلاء الداعيان يؤديان دورا تجهيليا يفقد المتلقي الاجتماعي القدرة على الفهم والاستيعاب، فيذهب مدفوعا بالكثير من العوامل الاجتماعية أبرزها متلازمة (جوع البطون والعقول) وفي كنف حاكمية لا تعرف طريق العدل وتحصر وجودها ومهمتها ورسالتها في تثبيت وتعزيز أعمدة تسلطها وسلطانها، فيجد هذا المتلقي التائه الذي ينهش( الجوع) امعائه وتجاويف عقله مشحونا بكل عوامل القهر الاجتماعي، فتكون ضآلته في مجاميع التطرف الذين دفعهم القهر والجوع والجهل وغياب العدالة إلى اعتماد العنف طريقا لتحقيق الرغبات..؟!
وفي غياب المرجعيات الإسلامية الحقه والصادقة والمسئولة، مرجعيات تخشى الله بجد وتخجل من أخلاق رسوله بصدق، فإن الاتجاه نحو (الإباحية) سوا (إباحية التكفير) أو (إباحية الكفر)..!!
أن الدين الإسلامي ليس مجرد طقوس مظهرية تمارس، وهو لايتجسد في التفاخر ببناء المساجد وتعميرها والتباهي بها، ولا يتمثل بالثوب القصير وحلق الشوارب، وإطلاق الدقون، ولا هو العمرة في رمضان، والحج في عرفة، ولا أيضا الإنفاق والتصدق للفقراء والمساكين، وفي زماننا هذا لا تحسب الصدقات صدقات خاصة تلك التي يقدمها الميسورين للمعسرين، ولكن مقابل التصدق  (بقطمة أرز) تلتقط ألف صورة لذالك المعسر مع ان الدين حدد طرق وأساليب توزيع الصدقات، وكلمة طيبة خيرا من صدقة يتبعها أذى، هكذا أمرنا الدين..
لذلك اقول جازما أن من الصعوبة بمكان التسليم والاقتناع بأننا نعيش في كنف مجتمع إسلامي، إذ لا أرى إثر للإسلام على امتداد الخارطة الإسلامية المفترضة، رغم مزاعم الانتماء، ورغم دوي صوت الموذنبن خمس مرات في اليوم والليلة، مع ان الصلاة التي لا تنهي عن الفحشاء والمنكر، لا جدوى منها..؟!
وحين يصبح الحقد والكراهية والذم والنميمة والتنابز ثقافة رائجة في أوساط المجتمعات الإسلامية، وظواهر الاحتراب والقتل بين أفراد المجتمع المسلم، وحين نرى ونسمع جهابذة الدعاة والواعضين ومن يرى فيهم المسلم البسيط رموزا إسلامية ومرجعيات دينية، يطوعون الدين للحكام ويصدرون الفتاوى حسب رغبة الحكام، لا يراعون شريعة الله ولا سنة رسوله، فعن أي دين إذا يتحدث هؤلاء..؟!
حين يظهر عالم كان يتربع على عرش أكبر مجمع إسلامي ويقول من على شاشة أشهر الفضائيات الناطقة بالعربية (لو كان رسول الله حيا بيننا اليوم لاستعان بالناتو)..؟!
أو يقول عالما آخر ذو مكانة وشأن عن نكسة حزيران يونيو 1967 م حين حدثت (إنه خرا لله راكعا على هزيمة فرعون مصر)..؟!
هل هذه هي أخلاقيات الإنسان المسلم؟
ومن هؤلاء ألمرجعيات إلى (داعش والقاعدة) وبقية المسميات الجهادية التي تذبح وتقتل باسم الدين، تنهب وتقطع الطرق وباسم الدين، بل وتذبح البشر كالخرفان باسم الدين؟ فهل هذه هي أخلاقيات الإسلام؟ أو أن الإسلام أمر بها واجازها؟ هل ما يجري من اقتتال ونزيف للدماء في الديار الإسلامية، يجيزها الدين؟ وتبررها سنة الرسول الكريم؟ أن الإسلام دين محبة ورحمة وتسامح، وهو أعظم الأديان جاء به خاتم الأنبياء وأعظمهم المتميز بالرحمة والمحبة ومكارم الأخلاق وصاحب الخلق العظيم الذي سلمت عليه الأحجار والأشجار وخاطبته الطيور وظللته الغمام، وخلفه صلى الأنبياء والرسل والملائكة، وهو من ارتقى إلى سدرة المنتهي التي لم يصل إليها أحدا من قبله، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، وهو من كان في واقعة احد جريحا وشبه مهزوما ومع ذلك كان يردد (اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون) فهل هناك من هو بعظمة هذا الرسول العظيم؟ وهل هناك من يتحلى وان ببعض أخلاقياته؟ لا أعتقد ذلك، وان ادعي البعض اقتدائه بهذا الرسول العظيم وزعم الالتزام بسنته فأن كل هذا مردود على من يزعم ويدعى، فما نعيشه ونمارسه من طقوس وسلوكيات لاعلاقة لها لا بالله ولا برسوله.
نعم أن ما نعيشه اليوم وتعيشه الأمة لا علاقة له لا بدين ولا بسنة، وكل ما يجري من مظاهر وطقوس دينية، لا تزيد عن كونها مجرد وسيلة من وسائل حشد وتجميع الاتباع واستغلال المشاعر الدينية لتحقيق أهداف سياسية ومصالح ومكاسب ذاتية..!!
يقول الله سبحانه وتعالى ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾.. صدق الله العظيم.. إذا أين العزة التي وعد بها الله عباده المؤمنين؟ لقد ذهبت مع رسول الله صل الله عليه وسلم، واليوم لا نرى المسلمين إلا متسولين يتسابقون على مكارم (اليهود والنصارى)..؟!
ونرى المسلمين وقد تفرقوا إلى شيعا وأحزاب وفرق وطوائف ومذاهب ومدارس فكرية منسوبة لمجتهدين لم يقولوا يوما اتبعونا ولكنا استبدلناهم بدلا عن دين الله وسنة رسوله وصرنا نتبعهم ونقدس أفكارهم وكأنها منزلة من عند رب العالمين..!
ختاما ارجو من الله وبركة رسوله الكريم المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام أن أكون قد توفقت في إيصال فكرتي والتعبير عن ما يعتمل في تفكيري، في تشخيص واقعنا المؤلم، فإن أحسنت فأجري من الله وان أسأت فاستغفر الله واتوب إليه.. وحسبي الله ونعم الوكيل..
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)