ريمان برس - خاص -
أعتادت هذه الأمة أنها وفي كل لحظات الشدة وتعدد الأخطار المحدقة بها وبوجودها، وحين يكون حكامها ومن يتولون شئونها غارقين في (مسابح اللذة والمجون) غير آبهين بكل ما تتعرض له الأمة من مؤامرات. أن يأتيها من أبنائها من يتولى بحسم وحزم وإرادة مهمة الدفاع عنها وعن وجودها وقيمها، ويحبط مخططات أعداء الأمة ويفضح مشاريعهم التأمرية ويكشف عن عملائهم المزروعين في مفاصل المجتمع العربي بشقيه القطري والقومي..
سماحة السيد حسن نصر سيد المقاومة وقائدها رجل بحجم الأمة واحلامها ومجدد الآمال فيها وفي وجدان وذاكرة كل عربي حر يتطلع لحياة الحرية والكرامة والتصدي لمخططات القوى الاستعمارية من (الصهاينة والأمريكان) وحلفائهم من الخونة العرب والمسلمين..!
السيد حسن نصر الله.. هو نصير فلسطين والأمة ونصير ( المستضعفين) الأحرار الرافضين لكل أشكال وصور التبعية والعمالة والارتهان لأعداء هذه الأمة، التي قدرها أن تظل في دائرة الاستهداف لعوامل كثيرة ذاتية وموضوعية، عوامل لا تنحصر في ثرواتها ولا في وجود (الكيان الصهيوني) في قلب جغرافيتها، بل أن إبقاء هذه الأمة في دائرة الاستهداف الاستعماري متصل بدور ووجود الأمة ورسالتها الحضارية، وهي الأمة التي تنتمي إليها كل رسالات السماء، وبها ارتبطت الأديان الثلاثة، ومنها بعث الله الأنبياء والرسل، وجعل منها سبحانه وتعالى (خير أمة أخرجت للناس) كما أختارها سبحانه وتعالى لتكون (شاهدة على الأمم) ويكون رسولنا المصطفى عليه وعلى آل بيته أفضل الصلاة والسلام (شاهدا عليها)..
خلفيات ودوافع مركبة دينية وثقافية وحضارية واخلاقية تقف في مقدمة عوامل الاستهداف الاستعماري الذي يواصل استهداف الأمة ووجودها بصورة كلية وجزئية وتتطور عوامل وأدوات الاستهداف الاستعماري بتطور الحقب والمراحل التاريخية والحضارية، وقلة من قادتها ورموزها من يدركون هذه الحقائق والمعطيات وخاصة اولئك الذين يدركون بوعي عميق حقائق التاريخ وحقائق الدوافع الاستعمارية المؤغلة في أستهداف الأمة وتكريس قيم التخلف فيها وثقافة الارتهان والتبعية وترسيخ كل مظاهر التمزق في اوساطها واظهار كل هذه المظاهر كقدر حتمي على الأمة وأبنائها الذين عليهم القبول بها والتسليم بها والتعايش معها..؟!
نصر الله.. من أولئك القادة العظماء الذين يقيظهم الله لهذه الأمة في فترات زمنية متفاوتة ويجعل على ايديهم مهمة إيقاظ الوعي الجمعي العربي والإسلامي ويمكنهم من تحديد بوصلة الصراع ومعرفة العدو الحقيقي لهم..
قيل الكثير عن السيد حسن نصر الله والمقاومة وكان بعض (العربان) المرتهنين (للشيطان) ممن سلب الله عقولهم، أكثر من قالوا عن هذا القائد العربي المقاوم ولا يزالوا يقولوا رغبة منهم في (شيطنة) هذا القائد، وهذا ليس جديدا على هؤلاء الذين سبق لهم وعملوا على (شيطنة) الزعيم الخالد جمال عبد الناصر _رحمة الله تغشاه _ الذي واجه قوي الاستعمار واذنابه وحلفائه، وليس من باب الصدفة أن نجد أن من سعوا ( لشيطنة) ناصر هم أنفسهم من يسعون اليوم (لشيطنة) نصر الله،
وان كان ناصر قد حورب بتهمة انه (علماني وشيوعي) فإن نصر الله يحارب اليوم بزعم إنه (شيعي ورافضي) والحقيقة هي أن لا ناصر كان (شيوعيا) ولا نصر الله اليوم يحارب لأنه (شيعيا) بل حورب الاثنان لأنهما يتصديان لمخططات الاستعمار ويرفصان وجوده وان فلسطين هي البوصلة التي من اتجه إليها تمت (شيطنته) ومن تولى عنها وتركها تمت مباركته وقبوله في نادي المرتهنين الاذلاء..!
أن من يطالب بتحرير فلسطين ومن يتضامن مع شعبها ويؤمن بحق هذا الشعب العربي والمسلم في الحرية والاستقلال ويدعم هذا الشعب بكل مقومات وأدوات النضال هو من وجهة نظر القوى الاستعمارية وعملائها في المنطقة (إرهابي، ومارق) ويجب (شيطنته)..!!
لقد استطاع السيد حسن نصر الله _حفظه الله ونصره وأيده _ أن يقلب طاولة الصراع وأدوات الصراع، ليس على مستوى الداخل اللبناني بل على مستوى الوعي الجمعي في فلسطين والوطن العربي، ورغم من كل الحملات المسعورة والممولة التي تستهدف هذا القائد العربي فإنه يزداد حظورا في وجدان وذاكرة الأمة وأبنائها وذاكرة التاريخ، ولما لا وهو القائد العربي الذي قهر العدو واهان جيشه الذي لا يقهر..!
ولما لا، وهو من اخرج القوات الصهيونية من جنوب لبنان العربي تجر اذيال الخيبة والعار، محققا بذلك نبؤة مؤسس الكيان الصهيوني الذي قال في مذكراته مخاطبا علوج الاحتلال ( سيبدا العد العكسي لزوال دولة إسرائيل حين يتعرض جيشها لأول هزيمة عسكرية) وكانت هزيمة هذا الجيش على يد السيد نصر الله والمقاومة وإبطال حزب الله، عام 2006 م في حرب ال 33 يوما وهي الحرب التي خاضها جيش الكيان بكل قدراته مشفوعا بتامر دولي وعربي من داخل لبنان وخارجه،، حرب قالت عنها أمريكا إنها تؤسس لشرق أوسط جديد..!!
لكن الجيش الذي لا يهزم.. هزم وكانت الهزيمة مذلة ومنها بدأ السيد نصر الله يضع استراتيجية نضالية، استراتيجية جعلت ( حزب الله) ندا ( للكيان الصهيوني) وهو ما لم يحدث ولم تحققه النظم العربية من قبل حتى نصر أكتوبر 1973م حوله (السادات) إلى هزيمة..؟!
حزب الله اليوم وبقيادة سماحة السيد والقائد والزعيم حسن نصر الله يعمل بكل ثقة واقتدار ومنهجية علمية وعسكرية على طمس معالم تلك الهزيمة التي بدت عند الكيلو (101)علي طريق السويس بين الضباط الصهاينة وضباط السادات برعاية أمريكا والتي كانت بداية السقوط نحو هاوية الارتهان الكامل والتسليم المطلق لأمريكا التي تملك كما قيل( 99٪ من أوراق الحل) وهو قول زائف وكاذب سقط تحت أحذية المقاومين في حزب الله وقائدهم سماحة السيد حسن نصر الله الذي أعاد للأمة وفلسطين ولبنان اعتبارهم وكرامتهم المهدورة.. حسن نصر الله وعلى مستوى الداخل اللبناني أسقط وإلى الأبد العبارة الإنهزامية التي كان يرددها تيار (المارونية السياسية.. التي تقول.. قوة لبنان في ضعفه) فرفضها نصر الله بعزيمة وإصرار ليرفع شعار (قوة لبنان في مقاومته) ثم وضع معادلة :الجيش والشعب والمقاومة..
في فلسطين أعاد نصر الله توجيه البوصلة نحو المقاومة مؤكدا أن (المفاوضات) مع العدو عبث وخاصة أن كان هذا العدو هو العدو الصهيوني الذي لا يحترم العهود ولا يؤمن بالمفاوضات ولا يؤمن بأي اتفاقيات.. وبالتالي وأمام هذا العدو فإن المقاومة هي الخيار وهي الطريق الوحيد لعودة الحقوق وانتزاعها من غاصبيها وان( ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة) قالها ناصر ذات يوم ويجسدها نصر الله اليوم رغم أنوف أنظمة الارتهان ومؤامراتهم وتواطيهم المذل..!
أن سماحة السيد حسن نصر الله بكل القيم والمبادئ التي يمثلها لم يعد مجرد قائد للمقاومة الإسلامية في لبنان، بقدر ما أصبح يمثل ضمير لهذه الأمة وإيقونة ثورية و نضالية لها ورمزية قومية تستوطن مواقفه النضالية بكل أبعادها وجدان وذاكرة الأمة العربية واجيالها التواقة لحياة الحرية والكرامة والاستقلال، أجيال ترفض التبعية للاستعمار وأعوانه والتي ترى في سماحة السيد قائدها وزعيمها الذي ايقض في وجدانها قيم الحرية والكرامة بعد زمان من الاستكانة بفعل طغيان العملاء والخونة الذي صنعوا من كيان الاحتلال (بعبعا) يخوفون به أنفسهم وشعوبهم مع ان هذا العدو وكما قال سماحته هو (اوهن من بيت العنكبوت) وقد صدق سماحته في توصيف هذا العدو الذي وضع نفسه مؤخرا ندا لحركة الجهاد في فلسطين وهذا الوضع يمثل حالة انهيار وانحطاط غير مسبوقين لهذا الكيان..
تحية إجلال وتقدير لسماحة السيد حسن نصر الله قائد الأمة وزعيمها وصانع مجدها في زمان أنظمة الذل والانبطاح.
[email protected]