الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
أن (زمن الهرج) الذي حذرنا منه رسولنا الكريم المصطفى من رب العالمين كخاتم الأنبياء والمرسلين، هذا الرسول الذي رفعه الله مكانا عليا وفضله على سائر الأنبياء والمرسلين وجعله الرسول الخاتم وأمام

الإثنين, 10-أكتوبر-2022
ريمان برس - خاص -

أن (زمن الهرج) الذي حذرنا منه رسولنا الكريم المصطفى من رب العالمين كخاتم الأنبياء والمرسلين، هذا الرسول الذي رفعه الله مكانا عليا وفضله على سائر الأنبياء والمرسلين وجعله الرسول الخاتم وأمام الأنبياء والمرسلين وقرن أسمه سبحانه وتعالى بأسمه، وإرسله رحمة للمؤمنين، وما أتى به رسولنا يختلف جذريا وكليا عن كل ما جاء به  أسلافه من الأنبياء والمرسلين، ومن حيث القيم والأخلاق والسلوك، فقد تميزا رسول الله عليه الصلاة والسلام عن كل أقرانه من الأنبياء والرسل، وحمل كل الصفات النبيلة وانزله الله منزلة لم يحظي به أيا من انبيائه ورسله الذين سبق وبعثهم الله لعباده، وكان القرآن الكريم أعظم معجزات رسولنا الكريم، وسيظل كذلك  إلى يوم الدين..
لكن هل هناك فعلا من أقتدي أو  يقتدي بقيم وأخلاقيات رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله؟!
أجزم أن المسلمين ومنذ أرتقاء خير البشرية وخير خلق الله إلى جوار ربه لو تحلوا ببعض قيم وأخلاقيات هذا الرسول العظيم لما كان حال أمته بهذا الحال الذي هي  عليه اليوم..!
وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو الذي لا ينطق عن الهوى، وهو صاحب الخلق العظيم، يدرك هذه الحقيقة ولهذا تحدث صلوات الله وسلامه عليه عن (زمن الهرج) كما تحدث عن (الفتن) التي ستداهم المسلمين بعده، ولم يكن في كل ما قاله رسول الله عن واقع المسلمين بعده إلا تأكيدا وتأصيلا لقوله تعالى ( ليبلؤكم أيكم أحسن عملا) وقوله تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض  لهدمت  صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها أسم الله كثيرا)  إلى جانب ما أورده كتاب الله الكريم من تحذيرات عن النفس الإمارة بالسوء، وعن طبيعة النفس البشرية، ونوازع الإنسان ورغباته، واطماعه، كما تحدث القرآن الكريم عن الكثير من النوازع والسلوكيات البشرية، وعن تركيبة هذا المخلوق الذي كرمه الله و سجدت له الملائكة، ومع ذلك ولحكمة الله جعله (الظالم والجهول) وجعل له ثلاثة أعداء يرافقوه في كل مسار حياته وفي أدق شئونه وأسراره وهم (النفس الإمارة، والقرين، وابليس الرجيم)..؟!
وأضاف سبحانه إليهم (رقيب، وعتيد) مهمتهم رصد الحسنات والسيئات، ومع كل ما جاء به القرآن الكريم من أوامر ونواهيه، وما جاءت به سنة وسيرة الرسول الكريم، فأن المظاهر الدنيوية فرضت خياراتها في سلوك وممارسات الإنسان عن قيم ومفاهيم الدين وسنة وسيرة الرسول العظيم، الذي لم يتحلى أحدا بأخلاقه وقيمه وفهمه للدين وعظمته والدنيا ومفاتنها..!
لكن المؤسف أن نجد اليوم في اوساطنا من رواد ثقافة (التهريج) من يتحدث عن مراجعة الخطاب الديني، ومن يتحدث عن تحديث وتجديد الخطاب الديني؟ وهناك من يذهب بعيدا حين يتحدث عن (الإصلاح الديني)..؟
وهو مصطلح أو مفهوم لا أساس له لأن ( الدين) هو من يصلح الإنسان وليس الإنسان من (يصلح الدين) لأن الدين دين الله انزله الله لعباده بواسطة أنبيائه ورسله، وجاء بقوانين ونواميس وتشريعات وثوابت نصوصية تنظم علاقة البشر بربهم وعلاقتهم فيما بينهم، وكذا علاقتهم بالاديان الأخرى وبمن يتبعها..!
لكن المؤسف أن يذهب البعض بفلسفته عن (الإصلاح الديني) وكان (الدين) إنتاج بشرى، فيما المشكلة التي يعاني منها البشر بمختلف (اديانهم) تكمن في قصور الفهم البشري لحقيقة الأديان التي يدينون بها، وحقيقة ابتعادهم عنها وعن ما جاءت به من قوانين وتشريعات وقيم ونواميس اخلاقية راقية، وكل هذه المفاهيم ابتعد عنها البشر حين راحوا يخضعون تعاليم ونواميس الأديان لرغباتهم وبما يتلائم مع رغباتهم الدنيوية ومصالحهم الحياتية، ولأن النفس البشرية لوامة وإمارة بالسوء، وبدلا من أن يعودوا للدين وقيمه راحوا بدافع من مكابرة وتبرئة الذات للحديث عن (الإصلاح الديني) بدل الحديث عن إصلاح أنفسهم..؟!
أزمة العلاقة بين البشر والأديان لا تقتصر في النطاق الإسلامي المحمدي الذي جاء به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله، بل الأزمة منتشرة في أوساط كل اتباع الديانات السماوية الأخرى، فهي في (اليهودية) كما هي في (المسيحية) كما هي في (الإسلام)، وأسباب الأزمة ليست في الأديان بل في المتدينين الذين اساؤا التطبيق ولم يلتزموا حرفيا ليس بالقوانين والتشريعات الدينية بل حتى في فهم الأبعاد الأخلاقية التي جاءت بها الأديان السماوية وبقيم وأخلاقيات الأنبياء والرسل الذين حملوا مهمة التبليغ  بهذه  الأديان ونشروها بين اقوامهم وأتباعهم، ويعد الدين الإسلامي الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام أكثر الأديان التي تعرضت لمحاولة التشويه ولايزال، والمؤسف أن أخطر هذه الحملات ربما جاءت من المحسوبين على دين النبي محمد _أي المسلمين _ والدافع وراء كل هذا هو السيطرة على (الحاكمية) والنزوع نحو التسلط والنفوذ والتحكم وهذا كان وراء خلاف المسلمين منذ لحظة وفاة المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلى آله وحتى اللحظة والصراع من أجل التحكم والسيطرة يتوالي وبطرق أكثر بشاعة ربما وتطور مما بدأ عليه الصراع في فجر الإسلام.
يتبع
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)