الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
يمكن القول أن الوضع العربي الإسلامي الذي نعيش اليوم تداعياته الدرامية المثيرة، لم يكون وليد مرحلة زمنية بذاتها، بل له جذور وأسباب ودوافع، وله بداية لكن من الصعب الجزم بنهايته، فأذا كانت البداية تعود بجذورها

الأربعاء, 05-أكتوبر-2022
ريمان برس - خاص -

يمكن القول أن الوضع العربي الإسلامي الذي نعيش اليوم تداعياته الدرامية المثيرة، لم يكون وليد مرحلة زمنية بذاتها، بل له جذور وأسباب ودوافع، وله بداية لكن من الصعب الجزم بنهايته، فأذا كانت البداية تعود بجذورها ليوم وفاة رسول الله صل الله عليه وعلى آله وسلم، ويمكن تحديد هذه البداية بأحداث وتداعيات يوم (السقيفة) التي أجمع علي وقوعها  كل المؤرخين بغض النظر عن مواقف أطرافها أو كيفية نقل مواقفهم، إلا أن ثمة أحداث جاءت لاحقا منسجمة مع أحداث تلك الواقعة أبرزها، أن (قريش) ناصبت رسول الله وأتباعه العداء اللدود وعملت على التنكيل بهم وتعذيبهم ومارست قريش أبشع السلوكيات بحق الرسول وأتباعه، فيما وقف بعض من  (بني هاشم) الذين ينتسب  إليهم رسول الله مواقف حيادية من ممارسات قريش بحق اتباع النبي محمد من المسلمين، فيما قلة منهم حصروا اهتمامهم ودفاعهم بشخص النبي عليه الصلاة والسلام، إذ لم يسلم من آل النبي إلا عدد محدود أبرزهم الإمام علي رضي الله عنه وعمه حمزة بن عبد المطلب، فيما عمه ابو طالب مات على دين قومه وهو دين قريش فيما عمه( ابو لهب) كان أشد من ناصبه العداء وتوفي جده عبد المطلب على دين قريش هو الآخر وكثيرون من أقرباء الرسول لم يتحمسوا لدعوته، واللافت أن كل من جاهروا بعدائهم للرسول ودعوته، لم يخضعوا له ولدعوته إلا بعد أن تعاظم دور المسلمين وبعد أن خاضوا سلسلة حروب حتى تمكنوا من فتح مكة بجيش تعجز (قريش) عن مواجهته فسلمت أو استسلمت للأمر الواقع، ولأنه رسول الله الذي بعثه الله هادئا  لا جابيا ولا ملكا ولا متسلطا ولا قائدا ولا زعيما  بل  رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين الذي بعثه الله  رحمة للعالمين، فقد دخل مكة التي طرد منها أصحابه وعذبوا فيها من قبل كبارها ومتنفذيها، وخرج هو عليه الصلاة والسلام منها مهاجرا متخفيا هاربا من بطش كفارها وعتاولة مجرميها الذين لم يترددوا في مطاردته وتجنيد المرتزقة لملاحقته مقابل عروض مغرية ومكافئات مجزية لمن يعيده أو يتمكن من قتله عليه الصلاة والسلام وقد افشل الله كل مخططاتهم، وحين عاد عليه الصلاة والسلام الي مكة فاتحا وخلفه جيشا من المسلمين تعجز قريش وكل أعداء الرسول ورسالته عن مواجهتهم، وكان كبير قريش ابو سفيان قد أدركت حقيقة إنه وقريش لا قبل لهم ولا قدرة على مواجهة النبي وأتباعه من المسلمين وقبل أن يدخلوا مكة بأيام  ذهب  (ابو سفيان) ليعلن إسلامه أمام رسول الله، عملا بنصيحة (العباس) عم رسول الله الذي بدوره كان حديث العهد بالإسلام، إذ لم يكن قد مضى علي اعتناقه للإسلام سوى بضعة أشهر، وهو من نصح ابو سفيان بدخول الإسلام.
ولأن رسول الله هو رسول المحبة والرحمة والهادي الذي أرسله الله رحمة للعالمين، لم يعاقب أحدا من خصومه حين دانت له مكة و دخلها فاتحا، بل خاطب عليه الصلاة والسلام سكانها كبارا وصغارا بقوله.. ماذا تضنوا اني فاعلا بكم، فقالوا خيرا أخا كريم وابن اخ كريم فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء..
ومن المفارقات المثيرة أن من تسيد شئون المسلمين وتولي شئونهم بعد رحيل الرسول وبعد أحداث عاشها الخلفاء الأربعة من صحابته، كان اولئك الذين ناصبوه العداء وحاربوه ونكلوا باتباعه وحاصروه في شعاب مكة قبل أن يأمر أتباعه بالهجرة اولا للحبشة ومن ثم للمدينة المنورة قبل أن يلتحق هو الآخر باتباعه مهاجرا للمدينة.
نعم لم تذهب قيادة المسلمين لا للمهاجرين ولا للانصار ولا لأيا  من ناصر الرسول وأمن برسالته وقاتل في سبيل إعلاء راية الإسلام، بل ذهبت السلطة والحاكمية (لقريش) التي استعادة مجدها الزائل ونفوذها ومكانتها بسيطرة (معاوية) على السلطة وقيادة المسلمين بعد سلسلة فتن ومؤامرات أدارها (معاوية) وهو أحد (الطلقاء)  الذي أنفق من أجل السيطرة على السلطة  الكثير من الأموال التي كان يحتكم عليها بحكم سيطرته على أرض الخراج _بلاد الشام _وكانت سلطة معاوية تشمل كل من  سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وقد تمكن معاوية من شراء ذمم الكثيرون بما في ذلك  بعض الصحابة لكي يحكم قبضته على السلطة وفيما كان الإمام علي رضي الله عنه قد وجد نفسه في دوامة الصراع دون رغبة منه إلا إنه حاول حقن دماء المسلمين وواد الفتنة ولكن طغى بريق مال معاوية على قيم الدين وتعاليمه وتشريعات التي يتحلى بها الإمام علي رضي الله عنه، حتى قيل يؤمها (أن الصلاة خلف على اسلم، والاكل على مائدة معاوية ادسم)..؟!
تلك التداعيات التراجيديا المثيرة أسست لكل ما نحن عليه اليوم من تمزق وتفرق وشتات وهرج ومرج، مشفوعا بثقافة تهريج لا حد لها..؟!
ثقافة تجتر مفرداتها عبر الزمان وتعمل على تغذيتها وتحديثها بحسب تطورات الزمان وتقدمه، حتى أصبحنا اليوم نقف على جبالا من المفاهيم والإرث الثقافي والفكري  المتداول لدى أطراف ( الفيسيفساء الصراعية ) التي يديرها المسلمين ضد بعضهم البعض..؟!
يتبع
[email protected]

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)