ريمان برس - خاص -
من المؤسف أن تتحول وسائط التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية إلى بؤر لتسويق الشائعات ونشر الأكاذيب لدرجة إن أصبح المتلقي محتار من الهدف الذي يسعى إليه مروجي الشائعات والغاية التي تحركهم والمصلحة ..؟!
علي مستوى الواقع المحلي وما يسوق في جروبات ومجموعات النشطاء يشعر المتابع والمتلقي بكثير من الحزن والألم جراء ما يسوق من اخبار ومعلومات غالبيتها مجرد شائعات كاذبة لا تمت للواقع وما يعتمل فيه من حراك وتداعيات ،لكنها تعبر عن حالة مرضية وما يمكن وصفه بالاجداب السياسي والفكري وإفلاس حقيقي إضافة إلى رغبة البعض في الهروب من الواقع إلى الشائعات إما للتغطية عما يعتمل بالواقع والرغبة في حرف اتجاه وانظار الرأي العام ، أو التعبير عن حظور ولو وهميا لا صلة له بالواقع مثله مثل الشائعة ..؟!
بيد أن من يتابع شبكات التواصل الاجتماعي وكيفية تم تسخيرها لتسويق الشائعات والأكاذيب يستوطنه الحزن والألم جراء هذه التصرفات التي تساهم وبفعالية في تدمير الوعي الجمعي وتظليل الرأي العام الوطني وتخديره وهذا السلوك ربما يفوق لخطورته خطورة العدوان والغزو بكل أشكاله العسكرية والفكرية ،ناهيكم أن هذه الشبكات أصبحت ( الترمومتر ) الذي يقيس من خلالها الآخر الحضاري مستوى الوعي الجمعي لدى الشعوب والمجتمعات المستهدفة اصلا من هذا الآخر الذي اتخذ من شبكات التواصل أهم مصادر جمع المعلومات الكاملة والشاملة عن هذا الشعب أو ذاك المجتمع ، فالدول التي تشغل وتتحكم بهذه الشبكات ، كانت قبل اختراع هذه الشبكات تنفق المليارات لقاء تجنيد ( الجواسيس والعملاء ) وفي سبيل الحصول على المعلومات عن الواقع الحياتي والاجتماعي والمعيشي لشعب من الشعوب ، اليوم ومن خلال شبكات التواصل أصبحت هذه الدول تقيس مستوى الوعي وتحصل على كل ما تريد من معلومات مجانية لا وأكثر من هذا أنها تحصل على عوائد وايرادات خيالية تدفعها الشعوب والمجتمعات لقاء استخدامها العبثي لهذه الشبكات التي سخرناها لتسويق الأكاذيب والشائعات وكان يمكن أن نستخدم هذه الوسائط بطرق أكثر إيجابية وبما يعود بالنفع والفائدة لشعبنا وأمتنا ..
ما تقوم بها شبكات التواصل اليوم من خدمات مجانية لأعداء وجودنا عجزت عن تقديمها السفارات والبعثات الدبلوماسية والجواسيس والعملاء ..وهنا قد يقول قائل طالما والأمر كذلك فإن الشائعات والأكاذيب التي تسوقها هذه الشبكات يعد عمل إيجابي طالما والأعداء المفترضين هم المستفيدين مما ينشر على هذه الشبكات ..؟!
واقول نعم قد يتبادر للذهن هذا ولكن هذا ليس حقيقي ولا منطقي وليس فيه ما يدل على حكمة أو فعل إيجابي ، لأن ما ينشر عبر هذه الشبكات يعكس وعي وثقافة المجتمع ، وما ينشر هو فعل تضليلي يسي، لمن يمارسه الذي ينظر إليه كمتخلف وينتمي لمجتمع أكثر تخلفا ، وان كان ديننا ينهانا عن الكذب وعن تسويق الشائعات فإن من القيم الحضارية التي ننتمي إليها بدورها تحرم علينا مثل هذه السلوكيات بل وتدعينا إلى استخدام هذه الوسائط بما يعود بالنفع والفائدة على واقعنا ومجتمعاتنا وقضايانا وما أكثر قضايانا التي تتطلب منا التعامل معها بوعي وموضوعية وان نجعل من هذه الوسائط الاجتماعية مشاعل للتنوير ونوافذ لتواصل حضاري خلاق وأدوات للتوعية والمعرفة والانتصار لقضايانا بدلا من توظيف هذه الوسائط لتسويق الشائعات والأكاذيب أو للشتم والتحريض ضد بعضنا والايغال في تمزيق روابط التواصل فيما بيننا حتى تاهت الحقيقة منا ولم يعد بالإمكان تصديق بعضنا أو حتى احترام بعضنا على ضوء ما يسوق وينشر من اخبار وحكايات لا يستوعبها العقل ولا يقبل بها المنطق. .؟!
في غالبية جروباتنا المحلية نادرا ما تجد جروب ذو فوائد وايجابيات يناقش قضايا وهموم المجتمع بقدر من المسئولية الاجتماعية والوطنية والأخلاقية والحضارية والقائمين على مثل هذه الجروبات نزجي كل التحية والتقدير آملين أن تذهب هذه الجروبات والقائمين عليها وأعضائها إلى تكريس قيم المحبة والتسامح والدعوة لسلام اجتماعي وتكريس قيم التعايش بعيدا عن ثقافة الفعل ورد الفعل وأمواج الحسابات السياسية التي كثيرا ما تقذف ببعض العقلاء إلى شواطئ النزق السياسي والكيد وهو ما يجب الابتعاد عنه وأن لا نجعل تلك الأمواج أيا كانت دوافعها تدفعنا إلى شواطئ النزق ..
للموضوع صلة |