الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الخميس, 09-أغسطس-2018
ريمان برس -خاص -
بحلول العام 55 للهجرة غادر معاوية المظلة الإسلامية وسن سنة غير مسبوقة في الإسلام وليس لها تشريع لا في كتاب ولا في سنة وهي توريث السلطة حين نصب ولده يزيد وليا للعهد وبهذا الإجراء الذي أثار عموم المسلمين يكون معاوية قد وضع أولى مداميك الاستبداد في تاريخنا حين صادر الشورى بالوراثة وصادر الحرية بالثروة لتبدأ رحلة معاناة المسلمين مع الاستبداد والقهر والظلم والتخلف وهي ظواهر نعاني منها وعموم المسلمين حتى اليوم وكان قرار معاوية هو سبب نكبتنا وتخلفنا حتى اللحظة وإلى ما شاء الله ..كما كان قرار معاوية السالف الذكر سبب تمزق المسلمين وسفك دمائهم واستمرار إنقسامهم وديمومه صراعهم ..
قرار معاوية جاء بعد رحيل الرعيل الأول من الصحابة الذين قضوا نحبهم في حرب الردة وفي فتح فارس ومنهم من قضاء نحبه بجائحة الطاعون الذي ضرب مكة والمدينة في عهد عثمان ومنهم أبى عبيده وعبد الرحمن بن عوف وأخرين من صحابة رسول الله قضوا في هذا الدا إضافة لأولئك الذين سقطوا من الصحابة في حروب المسلمين على السلطة في موقعة ( الجمل وصفين والنهروان ) ..
وبحلول العام 60 للهجرة كان كل صحابة رسول الله قد لحقوا بالمصطفى صلوات الله وسلامه عليه ولم يكن هناك من وجهاء المرحله سواء الجيل التالي وهم أبناء الصحابة والوجهاء سواء من بني هاشم أو بني أمية وكان لهذا الجيل حساباته ورؤيته وفهمه للدين والسلطة وكان لهذا الجيل أثرا كبيرا في تكريس الإنقسام بين المسلمين إذ كانوا يخوضون فيما بينهم تنافسا شرسا على السلطة والثروة والحكم وكانت نزعات وثقافة الجاهلية تكاد تكون هي الطاغية في نفوس ووجدان هذا الجيل من بني هاشم أو من بني أمية ..!!
بوفاة معاوية عام 60 للهجرة وتنصيب يزيد خليفة للمسلمين زادت حدة الاحتقانات بين المسلمين واتسعت المعارضة لحكم بني أمية غير أن ثروة وجبروت وتسلط بني أمية وقمعهم وبقسوة لمعارضيهم واضطهادهم بأساليب وطرق غير مسبوقة لا يقرها الدين ولا الشريعه ولم يتقبلها المسلمين إلا خوفا ورعبا ومن اعترض على إجرات بني أمية وطريقة ممارستهم السلطة كان مصيره الموت وقد حول بني أمية الحكم من حكم إسلامي إلى حكم ملكي على غرار ما كان عليه حكم كسرى وقيصر اللذين اسقطهما الإسلام بشربعته وعدالته ..بمعنى أصح لم يحل عام 60 للهجرة إلا وقد أمة الإسلام قد انحرفت حكما وسلوكا وممارسة وشريعة عن كل ما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام ..وكل هذا بفعل بني أمية وطمعهم بالسلطة والثروة والحكم والتسلط واستبداد المسلمين من ناحية ومن الأخرى بفعل بعض رموز بني هاشم الذين تصوروا إنهم أحق بالولاية وأنهم ورثة رسول الله وأن لا يحق لغيرهم أن يحكم ..؟!!
أنعكس صراع وتنافس عيال واحفاد ( عبد مناف) على المشهد الإسلامي وعلى كل القيم والاخلاقبات التي جاء بها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد أبن عبد الله عليه الصلاة والسلام الذي قال ( إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ) ..
وأن كان صراع الجيل الأول من صحابة رسول قد اتسم رغم وحشيته بقليل من مكارم الأخلاق فأن صراع الجيل التالي لم يكترث بأيا من هذه المكارم فكان الصراع صراعا ماديا ودنيويا بامتياز ولاعلاقة له لا بدين ولا شريعة بل مرتبط بالحاكمية والسلطة والتنافس عليهما بعيدا عن كل ما جاء به كتاب الله وماتعلمناه من الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ..
بتولي يزيد الخلافة رفض شباب من أبناء الصحابة مبايعته وتحديدا الحسين وهو بمثابة زعيم المعارضة لبني أمية والتي آلت إليه بعد وفاة شقيقه الحسن ورفض البيعة ليزيد إلى جانبه عبدالله بن الزبير وعبد الله بن عمر ..
رابط الحسين بمكة واستقبل كالعاده وفود أهل الكوفة وتلقى رسائلهم وطالبوا أهل الكوفة من الحسين مغادرة مكة والقدوم إليهم فأرسل إليهم الحسين مسلم بن عقيل ليستوضح أمرهم فدخل مسلم الكوفة خلسة وبعيدا عن عيون بني أمية وأخذ مسلم يتحرك بين الناس يأخذ البيعة للحسين فعلم بالأمر والي الكوفة ( النعمان) فأخذ ينصح اتباع الحسين ويحذرهم من بطش يزيد وجماعته ويطالبهم بتوخي الحذر والعافيه والسلامة ..غير أن تواطؤ النعمان بلغ يزيد عن طريق أحد عيونه في قصر النعمان وما أن بلغ يزيد الخبر حتى أوكل اماره الكوفة لوالي البصرة عبيد الله بن زياد ..الذي باشر ومنذ لحظة وصوله في البحث عن مسلم بن عقيل وكان مسلم قد بعث برساله للحسين يحثه فيها بالقدوم للكوفه ..بعد أن أخذ البيعة من 18 ألف من أهل الكوفة وزعمائها ..
كان يزيد بن معاوية يرى أن الدنياء اذعنت له ودانت وكان يريد إخضاع الكون وليس الأفراد لسلطته ومن يعترض عليه فالسيف هو الفاصل والحكم ..غطرسة ما بعدها غطرسة ومجون فاق كل مجون وكل جبروت عرفه الناس حتى ذلك الوقت ..إذ لم يرى المسلمين ما راؤه من يزيد ولم يسمعوابه في الأمصار ..!!
هم الحسين بمغادرة مكة إلى الكوفة فاعترض عليه كثيرون وفيهم مقربين من يزيد وبني أمية اعترضوا على خروجه من مكة خاصة بعد أن ال أمر الكوفة لعبيد الله بن زياد لم يستمع إليهم الحسين ..كما لم يستمع لنصيحة البعض بالتوجه لليمن وهناك سيجد مناصرين اشدا له لكنه تجاهل كل هذه النصائح و قرر المضي قدما نحو غايته فطلب منه أن يذهب منفردا دون أهل بيته ولكنه خشى أن تركهم أن يصبحوا رهائن لدى يزيد حسب ما أورده أبن الأثير في تاريخه وآخرون.. غادر الحسين مكة بصحبه 72 فردا من أسرته فيهم إخوته وأولاد عمومته جعفر وعقيل وبعض من أنصاره ..حين غادر الحسين مكة كان عبيد الله بن زياد قد توصل لمسلم وقتله وقتل من كان ياويه وصلبهما بعد أن قطع رؤسهما ولم يقدم أيا من أهل الكوفة الذين بايعوا الحسين عن طريق مسلم بن عقيل بأن يبعثوا رسولا للحسين يبلغوه بنا حل بمسلم وأنصاره بل صمتوا واثروا السلامة لارواحهم ولوا أن الحسين علم بما حل بمسلم لكان عدل عن بلوغ الكوفة او الخروج من مكة من أصله لكنه لم يعلم ولم يتلقى علما ممن كان يفترض أن يبلغوه تحت أي ضروف ..
وقرب الكوفة نشر بن زياد عيونه لمراقبة موكب الحسين ..
كان بن زياد ومستشاري يزيد يرؤن أن الحسين هو العقبة الوحيده الواقف في طريق استقرار حكم بني أمية لم يكن يقلقهم عبد الله أبن الزبير في مكة بل الحسين بن علي فإذا تخلصوا من الحسين دانت لهم الأمور واستقروا ..كان التفكير بهذه الطريقة تفكير سطحي لأشخاص لايرؤن أبعد من أقدامهم ..لم يفكروا برد الفعل او بأثر وتداعيات ما سيقدمون عليه ..كانوا يدركون استحالة مبايعة الحسين ليزيد كما يعلمون جيدا أن الموت عند الحسين أهون من الاعتراف بحكم يزيد وكان الحسين يدرك أن يزيد ليس معاوية وإنه ماجن وطائش وليس فيه صلاحا للإسلام والمسلمين ..وكان لابد من مواجهته بنظر الحسين إبرءا لذمة يرى إنه تحملها كواجب ديني وبالتالي من واجبه تجاه دينه وواجبه تجاه من ناصروا والده وأخيه وأخيرا دانوا له بالطاعة التي لم يكن قد خبرها بل علم بها أن ينهض بهذا الواجب ..؟!!
واقعيا كان خروج الحسين للكوفة يبدوا وكأنها مؤامرة حيكت بليل كما أن أتباعه في الكوفة والبصرة لم يعودوا كما كان حالهم في عهد حجر بن عدي إذ أن مقتل حجر كان قد أصابهم بمقتل وشتت شملهم ولم يعودوا على استعداد للموت والتضحية بل نجدهم أثروا السلامة وتطلعوا إلى ملذات الدنياء ونعيمها وهم من الأساس باستثناء حجر وبعض أتباعه كانوا صادقين مع الإمام علي رضي الله عنه فيما الغالبية منهم خذلوا الإمام علي واتعبوه حد الإنهاك وكثيرا ما عاني منهم ومن تخاذلهم الإمام علي الذي لم يجدي نصحه لهم نفعا او يترك أثرا ..الإمام الحسن بدوره حين بائع معاوية وقابلوا موقفه بالعتاب والتذمر وأنهم كانوا وكانوا قال لهم ( لاتغروني في ديني فقد خذلتم والدي ) ..لم يكن الإمام الحسن يثق مطلقا بأهل العراق ولم يكن يحب الفتنة وسفك دماء المسلمين ..الإمام الحسين كان يدرك هذه الحقيقة لكنه كان يتوقع أن ظلم بني أمية المتنامي سيوحد المناصرين له كما راهن على أن يحرك خروجه عموم المسلمين الرافضين لخلافة يزيد وخاصة في العراق وفارس وخراسان ..
غير أن الرباح تأتي بما لاتشتهي السفن وكأن قدرا كتبه الله لا مفر منه ذهب إليه الإمام الحسين ليلاقي ربه مظلوما ومقبلا غير مدبرا..
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)