ريمان برس -خاص - ا
أن المتأمل في قصص السرد التاريخي لمرحلة ما بعد رسول الله صل الله عليه وسلم سيجد الكثير من التناقضات والروايات الوهمية والأسطوريه التي نسجتها أطراف الصراع كلا بما تقتضيه مصلحته والمؤسف حقا أن في قضية ( آل البيت ) نجد الكم الهائل من الأساطير تنسب للأسف ل آل البيت الذين كانت لبعضهم مواقف محددة واضحة وثابتة وهي محل إجماع كل المؤرخين بما في ذلك المؤرخين الذين انحازوا للأطراف الأخرى المناهضة لإ ال البيت ومفهوم أو مصطلح ال البيت يظل محل جدل فكري وفقهي ومع ذلك فأن التسليم به غير ضار طالما إنه لا يشكل ضررا ماديا أو معنويا على عامة المسلمين وبمعزل عن هذا دعونا نقف أمام الكم الهائل من التراث المذهبي الذي نسب لرموز فقهيه أو فكريه مثل ( الزيدية ) نسبة للإمام زيد او ( الشافعية ) نسبة للإمام الشافعي أو ( الحنفية ) نسبة للإمام أبى حنيفة أو ( المالكية ) نسبة للإمام مالك ومثلها هناك مدارس تنتمي للإسلام متعدده الطرق والسلوكيات والأيدلوجيات منها المدارس الصوفية ومنها ما تناسل لاحقا من ( المذاهب ) الشيعية والسنية إذ لم يتفق أهل ( السنة ) على رؤية موحده وكذلك فعل. أهل ( الشيعة ) وهذا التناسل المتوالد من رحم. هذه المذاهب يدل دلالة قطعية على أن هذه _ المذاهب _ ليست من الإسلام في شيء ولم تكن يوما حجة على الإسلام بل الإسلام حجة عليها ..إذا لماذا التمذهب ؟ ولماذا وكيف وجدت المذهبية ؟ ومن أذكاها ورسخ مفاهيمها وقيمها وطقوسها في الوسط الإسلامي قديما وحديثا ؟!!
قلنا سابقا أن وفاة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام خلف حالة فراغ هذا الفراغ وأن كان عقلاء الصحابة قد عملوا على ملئه إلا أن هناك تحفظات وحساسيات قد وجدت في النفوس وراحت تنمؤ وتغلبت لدى البعض أهواء الدنيا على الدين وقيمه وتعاليمه ونصوصه وتشريعاته التي خضعت لاحقا لتفسيرات اجتهادية من قبل العديد من أهل العلم والمعرفة ممن قدموا رؤى أجتهاديه فيما يتصل بالحاكميه وشئونها على ضوء الحسابات والمواقف السياسية التي تبنتها الأطراف المتعدده بدء من ( بني هاشم ) مرورا ب(قريش) و(الأنصار) وصولا لأهل (العراق والشام وفارس وخراسان) ..فيما كان هناك قوى إقطاعية برزت بدورها المتطلع للحكم والسيطرة وقد كان على رأس هذه القوى الإقطاعية معاوية بن أبي سفيان وأسرته ومروان بن الحكم وجماعته وعمرو بن العاص ..لم يتمكن الخليفة أبو بكر الصديق وطاقم الخلافة من ضبط إيقاعات الحياة إذ أنشغلوا بحروب الردة وتهدئة الداخل ( القرشي والأنصاري ) ومحاولة كسب ولائهم كما كان الحال في عهد رسول الله صل الله عليه وسلم وفعلا تمكن الصديق من كسب ولاء قريش _ المؤلفة قلوبهم _ بالإغداق عليهم بالعطايا والتعيينات السياسية وولايات الأمصار والأقاليم ..فترة استغلها ( معاوية ) بدهاء وذكاء سياسي بعيدا عن الدين ومظاهره وتشريعاته وقيمه ..
بعد وفاة الخليفة أبي بكر. ألت الخلافة للفاروق عمر بن الخطاب الذي وضع مداميك وأسس الدولة الإسلامية وتنظيم هياكلها وتوسيع رقعة الدولة كما أستطاع تهدئة النفوس المشحونة بعدالة مشفوعة بحزم ورفض لكل ظواهر التفسخ أو الميل نحو الفوضى وكانت أهم قراراته هو منع كل صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم من مغادرة المدينة مركز الدولة وطالبهم بالبقاء إلى جواره كمستشارين وحدد لهم موازنة تكفيهم حاجتهم من بيت المال دون أن تعطيهم إمكانية للتملك والإثراء ..عرف الخليفة عمر بحزمه مع المسئولين وولات الأمصار والأقاليم غير إنه لم يدرك دهاء رأس مصائب الإسلام والمسلمين ( معاوية ) ورموز قريش الذين استكانوا في عهده دون أن يغفلوا قضية إستعدادهم لتحقيق طموحاتهم في سيطرة قريش على الحاكمية وقريش لم تكن _ يؤمها_ تعني سواء أبى سفيان وحاشيته ..؟!
باغتيال الخليفة عمر عادت الأزمة تخيم على سماء مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم ..إذ أجمع المجلس الأستشاري المكون من 12 صحابيا من صحابة رسول الله الخليفة عثمان بن عفان لتحمل مقاليد الخلافة ليقف الخليفة الجديدة أمام أخطر تحدي واجهه في يومه الأول حيث والمتمثل في قيام أصغر أولاد الخليفة الفاروق الذي قتل على يد ( أبو لؤلؤة المجوسي ) أقدم عمرو بن عمر على اقتحام منزل قاتل والده وقتل أبنته ومعها رجل مسلم من فارس وأخر ذمي من أتباع الديانة اليهودية من أهل المدينة ثلاث أشخاص قتلهم عمرو بن عمر في دار قاتل والده فكانت هذه الواقعه بداية الشرارة في عهد عثمان إذ اعترض الغالبية من الصحابة والمسلمين على الطريقة التي تعامل بها عمرو بن عمر وطالبوا لمحاكمته وفق الشرعية ليأخذ الجزاء الذي يستحقه باعتباره تجنى على أبرياء لاذنب لهم وتحدى دولة الخلافة التي هي صاحبة الحق بالاقتصاص وتحقيق العداله فوالده كان خليفة المسلمين ولم يكن رجلا من العامة حتى ياخد بثاره بسيفه وممن لا ذنب على قاعدة ولاتزروا وازرة وزرى أخرى ..فيما هناك من الصحابة من تعاطف مع نجل عمر واعترض على فكرة عقابه او محاكمته مبررين أن من غير المعقول والمقبول أن يقتل الخليفة بالأمس وفي اليوم التالي يقتل نجله فتداخلت هناء العواطف والنعرة الجاهلية والعصبيات مع النصوص الشرعية وتعاليم الدين وواجبات الدولة وقوانينها ..فخاض في هذا الأمر الكثيرون من الفقهاء والمرجعيات في المدينة خاصة بعد أن تغلبت العاطفة على موقف الخليفة عثمان وقراره بمنح مكرمة ماليه لنجل الخليفة الراحل وإرساله للعيش في مصر ..فاعتبر البعض موقف الخليفة خروجا عن شريعة الله ..لتبدأ مسيره الفتنة طريقها بعد سلسلة مواقف اتخذها الخليفة عثمان أثارت غصب الكثير من المسلمين بما فيهم صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى أله ..وبعد أن رفض الخليفة عثمان رضي الله عنه الاستماع لنصح رفاقه من صحابة الرسول حتى بلغ الأمر بالصحابي أبي ذر الغفاري أن دخل مجلس عثمان وقال قولته الشهيرة للخليفه ( اللهم ألعن الأمرين بالمعروف التاركين له الناهيين عن المنكر المرتكبين له )..؟!!
يتبع |