ريمان برس -خاص -
( هو زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ..ولد سنة 80 للهجرة وإليه تنسب الزيدية ومن أهم مبادئه الخروج لمنابذة الظالمين تحقيقا لشعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
ولما كان مبدأ الخروج عند الزيدية يشكل أساسا للاحتجاج المعلن على سياسات الحكم القائم فقد أضحى خروج زيد عن السلطة الأموية يعد في نظر الأمويين بمثابة إعلان عصيان وشقا لعصا الطاعة وعندئذ أمر هشام بن عبد الملك بقتل زيد في الكوفة سنة 122هجرية وبعد مقتله تفرق شمل جماعة الزيدية ولم يستقيم أمرها وبخاصة بعد مقتل يحي بن زيد في خراسان وغيره من كبار الزيدية حتى ظهر لاحقا بخراسان أحد قادة الزيدية الناصر الأطروش الذي أعاد ترتيب الزيدية وانتظم إتباعها في دولة شملت بلاد الديلم وطبرستان والجيل .
دعا الأطر وش الناس في تلك الاصقاع إلى الدخول في الإسلام على مذهب زيد بن علي فدانوا بذلك وبقيت الزيدية في تلك البلاد كيانا سياسيا ومذهبيا قائما بذاته ولم تلتزم تلك الفرقة من الزيدية بمبادئ زيد حيث مالت عن كثير منها واقتربت في أفكارها من معتقدات الشيعة الإثنى عشريه خاصة ما يتعلق بالتشيع للإمامة والقول بإمامه علي بن أبي طالب بالنص والوصيه من الرسول صل الله عليه وسلم والطعن بالصحابه بسبب تقدمهم في الخلافة على علي والميل عن قول زيد بجواز إمامه المفضول مع وجود الأفضل إقتداء بسيرة علي بن أبي طالب الذي أقر بخلافة الخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان رغم افضليته عليهم وذلك لمقتضيات المصلحة العامة وتسمى هذه الفرقة من الزيدية ب ( الجاروديه) نسبه إلى أبي الجارود زياد بن المنذر 160للهجره وقد انتقل بعض اتباع الجاروديه في عصر لاحق لعصر الهادي يحي بن الحسين مؤسس الهادويه وكان لبعض علمائهم نشاط فكري مناهض لفكر الهادي خلال الحقبه الزمنيه المتقدمة ..وتشير الكثير من المراجع إلا أن الزيدية كمذهب وكيان سياسي لم تكن قد عرفت في عهد زيد بالصوره التي ظهرت عليها بعد وفاته إذ لم تتشكل بصورتها النهائية وتكتمل ملامحها إلا في مرحله تأليه لمقتل زيد وقد انقسمت فيما بعد إلا ثلاث فرق هي ..السليمانية ..والبتريه ..فضلا عن الجاروديه ..
يلتقي الفكر الزيدي مع الفكر المعتزلي في كثير من المبادئ الاعتقاديه وفي مقدمتها الأصول الخمسه وهي : العدل ..التوحيد..الوعد والوعيد .. المنزلة بين المنزلتين ..الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
ولم تكن الإمامة ملحة او ذات أولوية لدى زيد ومن قبله المعتزلة الذين تتلمذ على يد شيخهم وأصل بن عطا ولم تصبح الإمامة نظرية سياسية إلا في عصر لاحق بعد مقتل زيد كما تؤكد بذلك كل الدراسات والمراجع ..غير أن هناك من حاول إثبات صحه نسبه فكرة الإمامة إلى زيد مستدلا ببعض الشواهد مثل ..اشتراطه الخروج شرطا في كون الإمام إماما واعتقاده بجواز إمامه المفضول مع قيام الأفضل وقوله : أن الإمامة في الحسنيين مخالفا بذلك الفرق الشيعية الأخرى القائلة : أن الإمامة في الحسين وذريته دون سواهم ..لكن كل هذه الاستدلالات في رأي البعض لا ترقى إلى التأكيد في ظل عدم الوقوف على تراث زيد الفكري والتشكيك في صحه ما نقل عنه أو نسب إليه خاصة والزيدية لم تتشكل إلا بعد مقتله ..
وفي نفس السياق يورد علي محمد زيد أن الإمامة لم تكن أصلا من الأصول الاعتقاديه في فكر الهادي في المرحلة الأولى من حياته لكنه أي الهادي كان يتحدث عنها بشكل منفصل في مباحث مستقله وفي مرحله لاحقه يثبت الهادي الإمامة فيجعلها أصلا من أصول الدين وهو الأصل الخامس بعد حذف المنزلة بين المنزلتين وهذا ما أكده الكثير من الباحثين ..
وبناء على ذلك فقد ادخل الهادي تغييرا أساسيا على الأصول الخمسه المعتزليه التي اكد عليها زيد بن علي والقاسم الرسي ومن ثم أصبح للأصول الخمسه طابع سياسي مباشر حسب رأي علي محمد زيد بإدخال النظريه الزيدية للإمامه وغدت الإمامة في هذه المرحلة من حياة الهادي قضيه اساسيه استحوذت على تفكيره وصار التفريط بها آنذاك يعني التفريط بمشروعه السياسي الذي خرج مقاتلا من أجله وسعى إلى تثبيت أركانه في وجه خصومه من القوى المحلية وبخلاف هذا الرأي يؤكد بعض الباحثين أن الإمامة كنظريه للحكم لم تكن واردة في فكر الهادي وحساباته السياسية لا في المرحلة الأولى من حياته ولا في المرحلة التاليه حتى وفاته وهو وأن كان قد أرسى دعائم سلطة زيديه تمتد من نجران شمالا حتى جنوب صنعاء إلا أن ذلك لم يكن تحت مظلة فكر الإمامة كفكر للسلطه القائمة ويحاول أصحاب هذا الرأي إثبات صحته بسوق عدد من الشواهد منها أولا أن الهادي لم ينص على صيغه الإمامة وعقدها لولد من أولاده من يعده ..ثانيا أن وجود نظام إمامة يقتضي الاتفاق على طريقه لنقل السلطة وهو ما لم يكن موجودا آنذاك ..ثالثا حالة الاضطراب السياسي وتخلخل الأوضاع في الوسط الزيدي في مرحله ما بعد وفاة الهادي الأمر الذي أعطى الفرصة لبعض الرموز الوافدة القادمه من الحجاز والعراق وطبرستان والديلم من استغلال الأوضاع بعد وفاة الهادي وفي مقدمتهم كان الإمام القاسم العياني توفى سنة 393للهجره الذي فرض نفسه إماما وعمل على تأسيس سلطة تقوم على نظرية الإمامة كأصل ثابت من أصول الفكر الزيدي في العصور اللاحقة فضلا عن الصراع الذي نشب بين تلامذة الهادي ( المطر فيه) الذين حملوا فكره وحافظوا عليه وبين التيار الوافد المنافس لهم الذي يؤكد حد اليقين بفكره الإمامة ويبذل كل قدراته للدفاع عنها وقد بلغ هذا التيار ذروة تشيعه للإمامه على يد عبد الله بن حمزة توفى سنة 614للهجره والذي قاد حملة تكفير وإباده ضد أعضاء التيار المطرفي سنة 603هجريه لمخالفتهم له في الإمامة انتهت بالقضاء عليهم وتدمير معاقلهم في المناطق القريبة من صنعاء استنادا إلى سيره من سبقوه من الأئمة في التنكيل بمناوئهم في مقدمتهم الإمام الهادي وابنه الناصر وبعض الزعامات الأخرى ..)
المراجع :
أ1_ موقف العلماء اليمنيين من أأئمه الدولة القاسميه..
2_ ابن منظور لسان العرب ..
3_سلوى المؤيد..الأسد الفكرية للتناقضات في السلطة الزيدية ..
4_علي محمد زيد ..معتزله اليمن ( دولة الهادي وفكره )
5_ محمد أبو زهره ..الإمام زيد
6_ الشهرستاني..الملل والنحل
7_ عبد الإله حسين الكبسي ..النظريه السياسية لدى زيدية اليمن .
8_محمد أبو زهره تاريخ المذاهب الإسلامية .. |