الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الإثنين, 01-يناير-2018
ريمان برس - خاص -

من لا يعرف حقيقة تاريخه الحديث والمعاصر والممتد من عهد الإمامة إلى اليوم فليقرأ مذكرات اللواء علي محمد صلاح وهي مذكرات تتصف بالواقعية والمصداقية والوضوح ..فالرجل يمكن وصفه بإختصار بإنه ينتمي لتيار التكنوقراط داخل المؤسسة العسكرية فهو عسكري ملتزم يقدس مهمته ويحترم بزته العسكرية ويقدس الإنضباط والصرامة والتسلسل القيادي وينتمي لأولئك القادة المحترفين الذي كان يستحق وبجدارة أن يكون قائدا عاما للقوات المسلحة وكان سيكون كذلك لو كان في بلاد غير اليمن محكومة بالمؤسسات والدستور والقانون ولكن حظه أن وجد في بلاد كاليمن تتداخل فيها الصلاحيات الفردية وتحكمها الوجهات الإجتماعية وتفتقد للعقد الإجتماعي ولقيم وأخلاقيات القانون وضوابطه ..
يستعرض الرجل في مذكراته قساوة الحياة في عهد الإمامة كما يستعرض بشاعة الصراع في مرحلة الثورة وما بعدها وحتى اليوم وبأسلوب سلس يعطي الرجل لكل أطراف الصراع حقهم وبإنصاف ودون أن يظلم طرف بل يترك الحكم للقارئ الذي عليه يستنتج الحق من الباطل في مواقف أطراف الصراع ويجد القارئ نفسه أمام مذكرات حملت كل ما يهم القاري وما يحتاجه من معلوماته فالمذكرات لم تكون مجرد مذكرات رجل عائش الأحداث المهمة والمحورية التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم بل كتب الرجل سيرة وطن وأحلام وتطلعات شعب ناهيكم إنه جاءنا بمذكرات فريده من نوعها فهي أشبه ما تكون بقصة وطن وحكاية شعب ..نعم فمذكرات اللواء علي محمد صلاح هي مذكرات وطن ورحلة شعب تنقل من مرحلة إلى مرحلة والرجل وصف وبدقة وسلاسة حكاية التنقلات ورحلة وطنية وأن اختزلها في رحلته العملية الخاصة كما يوحي العنوان لكن في الحقيقة يجد القارئ نفسه أمام رحلة وطنية وأمام حكاية شعب وتحولات ناقلا كل شي وتاركا للباحث والقارئ الاستنتاج وهو واضح ومن السهولة إدراكه من خلال ما حملته مذكرات رجل لو قدر له أن يتولى مهمة بناء الجيش لكنا أمام جيش وطني عملاق لا يقهر جيش حلمنا به وسعى اللواء صلاح لتحقيقه من خلال قيامه بوضع أولى اللبنات لبناء هذا الجيش الوطني ترجمة لأحد أهم أهداف الثورة اليمنية عبر تأسيسه لقوات المجد الذي كان لها بمثابة الدينمو المحرك وقلب الهجوم في إنشائها وتاهيلها وبحماس لا يضاهيه إلا حماسه للدفاع عن خيار الثورة والجمهورية ومحاربة فلول الملكية ولكنه في الأخير وجد نفسه أمام صراع مراكز القوى ومع ذلك أستطاع بحنكته وذكائه وإيمانه وحبه لوطنه ورغبته في بناء جيش وطني كلاسيكي محترف إلا أن ينتصر لهدفه الوطني وسعى جاهدا ليكون مع وطنه وشعبه بعيدا عن مربع الصراعات التي دارت بعد الثورة مع احتفاضه بعلاقة متميزة مع كل أطراف الصراع دون أن يتردد في اللحظات الحاسمة من الصراع أن ينحاز لوطنه ولرغبات شعبه ولمصلحتهما..
اللواء علي محمد صلاح قد يجهله البعض ولكن من يطلع على مذكرات الرجل والتي هي بمثابة سيرة وطن وتعبيرا عن إرادة شعب سيجد نفسه أمام هامة وطنية إستثنائية وقائد عسكري إسطوري لم نعهده بل نقراء عن أمثاله في كتب التاريخ وحقيقة أن من يقرا مذكرات هذا القائد العسكري تتضاءل أمامه صورة كبار القادة العسكرين الذي تركوا حكايتهم في ذاكرة الأجيال وتلقفناها نحن ورحنا نستشهد بها بتفاخر وأتضح أن منا وفينا من تجاوزوا أولئك القادة فهما وحكمة وقيادة وإرادة وإحترافية مهنية وصرامة وانضباط..فاللواء علي صلاح لم أجده إلا أكثر حكمة وبلاغة وحصافة من شارل ديجول ومونتغمري وروميل ولو كانت الفرص توفرت لهذا الرجل وتركت له حرية بناء جيشا وطنيا لكان هذا الجيش اليوم مضرب الإمثال في القوة والقدرة والصرامة والإنضباط وحماية البلاد والسيادة ..لكن للأسف لم تتاح الفرصة للرجل بل حورب وخذل لأنه يفكر بهذه الطريقة ويحلم لوطنه بما يستحيل تحقيقه لغياب الإرادة عند من تولوا شئون البلاد والعباد الذين جعلوا للرجل سقفا لا يتجاوز حدود نائب رئيس الإركان لشئون العمليات والتدريب وهي مهمة صعبة وشاقة وقد نجح فيها الرجل بإمتياز ولكن صناع القرار تعمدوا إستثمار جهود الرجل في هذا النطاق ومن ثم جعلوا الإغبياء رؤساء عليه خوفا من تطلعاته الوطنية التي كانت ستحقق غاية الشعب وأحلام الوطن وتحقق أحد أهم أهداف الثورة وهو بناء جيش وطني قوي لحماية الثورة والجمهورية والسيادة الوطنية ..
حقيقة أجدني عاجزا عن وصف الرجل التي أدهشتني مذكراته وهي ليست مذكرات بل هي تاريخ يجب أن تدرس في أرقى الجامعات والأكاديميات العسكرية ويجب أن تدرس في المدارس لطلابنا ليعرفوا تاريخهم ومن أراد أن يعرف تداعيات أحداثنا الراهنة وخاصة من عام 2011م وحتى اليوم وبكل هذه المآسي فليقرأ مذكرات اللواء علي محمد صلاح وسيعرف بالفطرة وبتلقائية لماذا وصلنا إلى ما وصلناإليه اليوم وكان الرجل طيلة عملة العسكري يسعي لأن يجنبنا المصير الذي صرنا فيه لكن اصحاب المصالح الزائلة وقفوا سدا في طريقه الوطني والمؤسف أن من أعاقوا تطلعات هذاالقائد العسكري وقعوا أخيرا في الفخ الذي حاول الرجل تحذيرهم منه وتجنيبهم ويلاته فدفعوا ثمن توقعه لهم هذا القائد العملاق منذ كلف بتأسيس طلائع قوات المجد في مدينة حجة الباسلة.
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)