الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - في مجتمع تضيع فيه العدالة الاجتماعية، يتحوّل الشخص فيه إلى فرد بلا ذات، يحتمي بلقب أو عائلة أو عشيرة، لينضوي ضمن قطيع معين. وهكذا حين تتغير المفاهيم الحقيقية للإنسان، وما يتعلق به من مفاهيم فطرية أيضاً، مثل الدين في المجتمعات حين أصبح فارغاً من محتواه الحقيقي، وهو المحتوى الروحي والفطري المخلوق مع الإنسان، ليتحول إلى سلطة قمعية، يمارسها الفرد ضد نفسه وضد الآخرين، إلى أن يصبح سلاحاً يريق الدماء، فلم يعد المجتمع يستوعب معنى الاختلاف والهوية والحرية الفردية في ظل قانون يحكم الجميع ويضمن حقوق الإنسان مهما كان اعتقاده وتوجّهه.

الخميس, 29-مايو-2014
سهير السمان -
في مجتمع تضيع فيه العدالة الاجتماعية، يتحوّل الشخص فيه إلى فرد بلا ذات، يحتمي بلقب أو عائلة أو عشيرة، لينضوي ضمن قطيع معين. وهكذا حين تتغير المفاهيم الحقيقية للإنسان، وما يتعلق به من مفاهيم فطرية أيضاً، مثل الدين في المجتمعات حين أصبح فارغاً من محتواه الحقيقي، وهو المحتوى الروحي والفطري المخلوق مع الإنسان، ليتحول إلى سلطة قمعية، يمارسها الفرد ضد نفسه وضد الآخرين، إلى أن يصبح سلاحاً يريق الدماء، فلم يعد المجتمع يستوعب معنى الاختلاف والهوية والحرية الفردية في ظل قانون يحكم الجميع ويضمن حقوق الإنسان مهما كان اعتقاده وتوجّهه.
نحن أمام إشكالية عميقة تتجذر في البنية الاجتماعية للتكوين العربي، نحارب الإرهاب على الصعيد السياسي والعسكري، ونغفل عن محاربته داخل تكويننا الاجتماعي، الإرهاب سلسلة معقدة بدأ تكوينها من داخل الأسرة، وقد بدأ من تلك الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي نشأت عليها أجيال المجتمع، العلاقات الأسرية أولاً وأسلوب التربية القائم على القمع والترهيب، والطريقة الخاطئة في تنشئة الأبناء.
ثانياً: التدهور الاقتصادي والتعليمي والصحي باختصار ثلوث البيئة المجتمعية في مختلف مناحي الحياة.
إن بدأنا من الأسرة فكم هي الأُسر التي ارتقت إلى مستوى المدنية الحقيقية؟ وإن قمنا بعملية المسح الميداني على مستوى العاصمة فقط، سنكتشف أن التطور الحقيقي لا يتعدى اثنين في المائة من الأُسر التي في العاصمة. فما بالنا بأسر القرى الكثيرة في اليمن، والتي لا تزال بعيدة عن التعليم والوعي الاجتماعي وغيره. فالمسيطر عليها الأسلوب التقليدي الموروث حيث تتخذ من الضرب والإهانة والقمع طريقتها المثلى في تربية أبنائها، وكم هي الأسر التي تحترم المرأة وتجعل منها كياناً مستقلاً صاحب قرار لا مجرد تابع لا إرادة لها ولا كيان، وكثيرة هي الأمثلة التي يمكن ضربها في مقام تطور الأسرة وتخلّفها، والتي تعد البيئة الأولى في إنتاج الإرهاب الاجتماعي. لم تنتج الأسرة اليمنية ذلك الجيل القائد، المتسلح بالمفاهيم الحقيقية التي جاءت من أجله الأديان. وكل ما أُنتج إلى الآن جيل تابع، مقموع، وما السبب الرئيسي في فشل تقدم هذه الأُسر ورقيها سوى المعتقدات والأفكار المتجمدة الموروثة، وعمق الجهل حتى عند الفئة المتعلمة منها، فكيف إذاً نحارب الإرهاب ونحن المسؤولون في إنتاجه.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)