ريمان برس ـ متابعات - قال تقرير صادر في القاهرة اليوم الثلاثاء أن الخطاب السياسي الذي يتبناه مرشحا الرئاسة في مصر؛ عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي، منذ انطلاق الدعاية الانتخابية؛ يكشف عن حدود إدراكھما وتصوراتھما لكيفية التعامل مع مشكلات وقضايا الداخل والخارج، و الكتل الانتخابية التي يستھدفھا كل مرشح بھدف التأثير على تفضيلاتھا.
وتنوعت مفردات الخطاب السياسي بحسب التقرير لمرشحي الرئاسة ما بين تصريحات، وحوارات صحافية، أو مقابلات مع وسائل الإعلام المختلفة، فضلا عن البرامج الانتخابية لكليھما.
وطرح صباحي برنامجه الانتخابي مستنداً على ثلاث ركائز أساسية الأولى: حرية يصونھا النظام الديمقراطي، والثانية عدالة اجتماعية تحققھا التنمية الشاملة، أما الركيزة الثالثة: كرامة يحميھا الاستقلال الوطني، وفي الوقت الذي تزايدت فيھا الدعوات بضرورة وجود برنامج انتخابي للسيسي، فإن حواره الأخير لصحيفتي "الأھرام" و"الأخبار" الذي نشر يومي 17،16 مايو (أيار) الحالي يكشف عن الملامح الأولية لھذا البرنامج.
ويكشف تحليل مضمون الخطاب السياسي للمرشح عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي، عن كيفية مقاربتھما لقضايا الداخل المتنوعة، والتي تعد ذات أولوية واضحة، لذا فثمة تنوع في رؤيتيھما لھذه القضايا.
الديموقراطية
وتتنوع القضايا السياسية في مضمون الخطاب السياسي لكلا المرشحين، غير أن موقفيھما من ثلاث قضايا مركزية وھي: الديمقراطية، وتمكين الشباب، والإخوان المسلمون؛ سيحدد ملامح رؤيتيھما لحجم التغيير السياسي المتوقع حال وصول أحدھما إلى سدة الحكم. بالنسبة للسيسي فإن تعاطيه مع قضية الديمقراطية لم يظھر بشكل واضح خلال لقاءاته الإعلامية، وإنما تم بلورته والإشارة إليه في حواره الأخير مع صحيفتي "الأھرام" و"الأخبار" عندما اعتبر أن الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية مكاسب حققتھا الجماھير بعد ثورتين، ولن يستطيع أحد أن ينتزعھا من الشعب.
ويبدو أن إدراكه لتأخر طرح رؤيته حول قضية الديمقراطية جعله يؤكد أنھا قضية تحظى باھتمامه منذ وقت مبكر، عندما أعد ورقته البحثية للحصول على الزمالة بكلية الحرب الأمريكية، وأرجع فيھا مقومات النھوض بالديمقراطية في الشرق الأوسط إلى ضرورة محاربة الجھل، ورفع مستوى التعليم، وتغيير الخطاب الديني، والتركيز على دور الإعلام.
أما صباحي فإن مقاربته للديمقراطية تبدو أكثر وضوحاً، حيث جعلھا الركيزة الأولى لبرنامجه الانتخابي: "حرية يصونھا النظام الانتخابي من خلال بناء نظام سياسي يحقق الفصل بين السلطات الثلاث، وممارسة البرلمان لدوره في الرقابة والتشريع، والاستقلال الكامل للقضاء، مع ضمان صيانة الحريات العامة والحقوق السياسية".
الشباب
وتأتي القضية الثانية وھي تمكين الشباب، حيث تختلف رؤية كلا المرشحين في كيفية دمجھم في منظومة الحكم. فيؤكد صباحي دوماً على أنه مرشح الشباب الذي يسعى إلى انتقالھم من الشارع إلى منظومة الحكم، وأن يكون للأجيال الشابة الجديدة تمثيل حقيقي في كل مواقع السلطة، ابتداءً من مؤسسة الرئاسة وصولاً إلى المحليات، واصفاً الشباب بـ"الكنز الذي سيسعى لاستغلاله حال فوزه بالرئاسة"، لكنه لا يقدم تصوراً لكيفية ذلك الانتقال وآلياته.
أما السيسي فيؤكد أن ذلك سيتم من خلال استعانته بالمؤھلين منھم، والنجباء القادرين على العطاء، واصفاً الشباب بأنھم "النقاء والضمير الوطني والھمة"، كما يدعم فكرة تأھيلھم من خلال الاھتمام بدور مراكز ونوادي الشباب في مختلف المحافظات، وتقديم الدعم المناسب لھا، مع رفضه فكرة إنشاء منظمة موازية للشباب.
الإخوان
أما القضية الثالثة وھي الموقف من جماعة الإخوان المسلمين، فتعكس تشابھا في رؤية كلا المرشحين، وإن اختلفت في درجة التعامل، ففي حين طرح السيسي أنه لن يكون ھناك شيء اسمه جماعة الإخوان خلال فترة حكمه الذي أرجعه إلى موقف الشعب الحاسم من ضرورة إنھاء دورھا السياسي المستند إلى أھداف التنظيم داخلياً وخارجياً، فإن حمدين أوضح أنه سيتعامل مع الإخوان باعتبارھم مصريين، رافضاً أن يكون ھناك وجود للتنظيم حال توليه الرئاسة، فضلاً عن أنه لن يسمح بوجود أحزاب على أساس ديني. |