الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - نجحت السلطات اليمنية في خفض عدد حالات العدوى بديدان البلهارسيا بين السكان بمقدار النصف، من خلال حملة وطنية واسعة النطاق استغرقت ثلاث سنوات، تم فيها توزيع 45 مليون قرص دوائي، على شكل 18 مليون جرعة. ويعتبر هذا النجاح تتويجاً لجهود الحكومة اليمنية، بالتعاون مع المنظمة الدولية المعروفة باسم «مبادرة

الخميس, 26-ديسمبر-2013
ريمان برس - متابعات -
نجحت السلطات اليمنية في خفض عدد حالات العدوى بديدان البلهارسيا بين السكان بمقدار النصف، من خلال حملة وطنية واسعة النطاق استغرقت ثلاث سنوات، تم فيها توزيع 45 مليون قرص دوائي، على شكل 18 مليون جرعة. ويعتبر هذا النجاح تتويجاً لجهود الحكومة اليمنية، بالتعاون مع المنظمة الدولية المعروفة باسم «مبادرة مكافحة البلهارسيا»، بالإضافة إلى البنك الدولي، والذي قدم منحه قدرها 25 مليون للحكومة اليمنية. كما يأتي هذا النجاح الملحوظ، على خلفية حقيقة أن العدوى بديدان البلهارسيا بنوعيها، المعوية والبولية، لازالت واسعة الانتشار في اليمن، حيث يقدر وجود أكثر من ثلاثة ملايين مصاب، منهم ثلاثة أرباع المليون يعانون من مضاعفات صحية وإعاقات بدنية.

والبلهارسيا، والتي تعرف أحياناً بحمى القواقع، هي مصطلح يطلق على مجموعة من الأمراض الطفيلية المزمنة، التي تتسبب فيها مجموعة متنوعة من الديدان المسطحة، أو المثقوبات، والتي تنتقل يرقاتها عبر المجاري المائية العذبة. وتتميز ديدان البلهارسيا بدورة حياة معقدة، حيث تخرج بويضاتها من جسد الشخص المصاب عن طريق البول أو البراز، لتغزو جسد أحد أنواع القواقع المائية وتتحول داخله إلى يرقة، ثم تعود هذه اليرقة لتغزو مرة أخرى جسم الإنسان عن طريق الجلد. وتنقسم البلهارسيا إلى بلهارسيا بولية، تعيش الديدان المسببة لها في الأوعية الدموية المحيطة بالمثانة البولية، وبلهارسيا معوية، تعيش الديدان المسببة لها في الأوعية الدموية المحيطة بالأمعاء. والغريب أن الدودة نفسها لا تسبب الكثير من الضرر للجسم، وإنما تكمن المشكلة في بويضاتها. ففي معظم الأشخاص المصابين، لا يخرج من الجسم أكثر من نصف عدد البويضات، بينما يحتبس النصف الآخر في الأنسجة المحيطة، مسبباً تلفها. وهو ما يؤدي في حالة البلهارسيا البولية إلى الإصابة بسرطان المثانة، وتليف الحالب، والفشل الكلوي، بينما يؤدي في حالة البلهارسيا المعوية إلى تلف الأمعاء، وتعرض كل من الكبد والطحال إلى مضاعفات خطيرة والفشل في النهاية.

وتتواجد ديدان البلهارسيا حالياً في 78 دولة، منهم 52 ينتشر بهم المرض لحد كبير، حيث يقدر وجود 243 مليون شخص حول العالم في حاجة للعلاج، وإن كان حسب إحصائيات عام 2011 لم يتم علاج إلا 28 مليوناً فقط. وتعتبر البلهارسيا من أهم الأمراض المعدية من ناحية الصحة العامة، ومن أكثرها تسبباً في الضرر الاقتصادي والاجتماعي في دول العالم الثالث. فعلى الرغم من أن الوفيات بين المصابين تعتبر منخفضة مقارنة بالأمراض المعدية الأخرى، إلا أن ضرر المرض يعتبر بالغاً، نظراً لشدة وخطورة التلف الدائم الذي يحدثه في أعضاء وأجهزة الجسم.

ويعتبر الأشخاص العاملون في مجال الزراعة، والذين يعتمدون على المجاري المائية العذبة لأغراض النظافة الشخصية، وبقية النشاطات المنزلية، أو لأغراض الترفيه وممارسة الرياضة، أكثر عرضة للعدوى. وينتشر المرض بصفة خاصة بين الأطفال، بسبب اعتمادهم على الترع والمجاري المائية لقضاء حاجاتهم، وللعب والاستحمام أيضاً. وبالنظر إلى طريقة وصول بويضات الديدان إلى المجاري المائية، من خلال قضاء الحاجة فيها، ثم الإصابة بالعدوى باليرقات لاحقاً عند استخدامها للشرب، أو الاستحمام، أو لبقية الاستعمالات الشخصية، من السهل إدراك حقيقة أن العدوى بديدان البلهارسيا ممكن الوقاية منها، من خلال رفع معايير النظافة الشخصية، ومستوى الثقافة الصحية، وتوفير مصادر مياه الشرب النظيفة، بالترافق مع شبكات الصرف الصحي، وخصوصاً في القرى والمناطق الريفية.

وفي الدول المتوطن بها المرض، والمنتشرة بها العدوى، تعتمد برامج التحكم والمكافحة على حملات علاجية مجتمعية دورية وواسعة النطاق. ففي حالة اليمن مثلاً، نجحت السلطات الصحية مع نهاية شهر مارس الماضي، في تقديم جرعات علاجية ضد البلهارسيا- بالإضافة إلى بعض الديدان الأخرى التي تنتقل عن طريق التربة- لتسعة ونصف مليون شخص، من البالغين والأطفال على حد سواء. هذه الحملة والتي تمت على مرحلتين، استغرقت كل منهما أربعة أيام، تطلبت حشد 30 ألف شخص من أفراد الطاقم الطبي، والعاملين في المجال الصحي، بالإضافة إلى القيادات والرموز المجتمعية، وغطت في مداها 263 منطقة صحية، ضمن محافظات اليمن العشرين.

وجدير بالذكر أن «مبادرة مكافحة البلهارسيا»، والتي ساهمت بقدر كبير في البرنامج اليمني، مادياً وفنياً، كانت قد أنشأت عام 2002 لمساعدة حكومات الدول المتوطن بها البلهارسيا، في حربها الضروس مع هذا المرض القديم قدم التاريخ نفسه، حيث اكتشفت بويضات وديدان البلهارسيا في مومياءات قدماء المصريين. ويتم تمويل هذه المبادرة من قبل مؤسسة «بيل ومليندا جيتس» الخيرية، وهيئة المعونة الأميركية، ومنظمة «جنيف الدولية» الاستشارية. وتتضافر جهود هذه الجهات من خلال «مبادرة مكافحة البلهارسيا»، والتي تقدم العون لحكومات الدول المختلفة، من خلال الدعم اللوجستي، وتحديد مدى انتشار المرض، ووضع خطط واستراتيجيات المكافحة، وتوفير الأدوية والعقاقير الطبية المستخدمة في العلاج، وتدريب العاملين في المجال الصحي على سبل تطبيق، ومراقبة، وتقييم، برامج المكافحة والعلاج.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)