ريمان برس - خاص - إذا ما قدر لهذه التناولة أن ترى النور واصدق فيما وعدت فليعلم القارئ السياسي أن البعد أو الخلفية السياسية خلف هذه الأسطر هي ابعد عندي الآن من الشيطان الرجيم وان الآنية لدي غير الصدق ..
وأتوقف الآن في منتصف العام 86م حيت كنت في مهمة صحافية نصف فاشلة في بيروت طرزتها بكتابة قصة قصيرة في جريدة السفير كانت مسبباً في جمع كوكبة من الزملاء للحديث بشأنها وسرعان ما تحول الإعجاب إلى حالة من الاشمئزاز و التوبيخ لشخصي كوني مواطناً يمنيا ً . رضي على حد اعتقادهم – بأحداث 13 يناير التي خسر الحزب خلالها قادة كبار وكان اليسار اللبناني يرى فيهم خسارة كبيرة فيما الخسارة عندي أعظم لكونهم مواطنين يمنيين ولسبب اجهله حتى الآن أقفلت الحديث بعبارة واحدة .. اسأل الله أن تكون أحداث 13 يناير آخر أحزان هذا الحزب ومرت سنوات وجدتني فيها شاهداً على حزن جديد يقع لها الحزب ومشهود علي بكوني بعضاً منه يشبه ردة الفعل الغاضبة وقد الحق بعضاً من قيادته الأذى بي ثم حدث ما نعرفه جميعاً حتى اليوم وهي مجموعة من أحزان وموائد ألم قبيح من لحقت بهذا الحزب فيما هو مترفع عن ألحاق الأذى لم تقدم له السم في تكاسين فحسب لكنها طاليته بالرقص بأسماء و أوعية قالت له لا في عز الغصب وتحت سماء تمطر حمماً وسخط خلال وتناوله ,, لقد كان الأصدقاء والرفاق شركاء الخصوم والأعداء في أثم لم يحاسب عليه احد . وبالطبع فلست مستعداً للتذكير أيضا بان هذه الروح المدنية المتسامحة كانت غائبة عن الأخوة ( كراما زنط ) وهم يذبحون نصف البلاد في حرب قبلية عنوانها (حاشد وحاشد) فقط .. وها هي قوائم التصفيات تحبو نحو الممرات وستظل تحبو إلى ابعد مدى وللقارئ الباحث بعد تخمينات موائدها اعتزامي المضي في عرض محاسن الحزب الاشتراكي كتاريخ وطني أو سياسي أن يتراجع فقاربي يعبر هنا إلى ضفة أخرى أساسها نقد الحزب وقراءة سطر من أحداث احتفظ بقسط من عتابها ,, اجتهاداً .. مصدره الحب تسبقه مشاعر ندم غائر ,, فالتسليم بقسوة ما تعرض له الحزب الاشتراكي قبل الوحدة وبعدها لا يسمح من ذاكرتي حق الاعتقاد بان أكثر المواطن التي ولجها الحزب قسوة ليست مرتبطة بما فعله الآخرون بل بما فعله الحزب في حق نفسه وتأتي قضية القبول بمعركة مع شريك استناداً إلى مقومات ومعلومات غير كافية احد هذه الأخطاء .. أما القبول بالاحتفال بنتائج هذه الحرب والمساهمة في جعلها عيداً وطنياً يحتفي به كل عام فتلك جريمة تشاركنا جميعاً فيها بوعي أو بدونه أما الوجبة الأكبر في هذه المائدة التي اسمح لنفسي ببعثرة بعض صحونها .
فتكمن بالقبول بدور اللاعب الاحتياطي في أحداث كبيرة ومباراة هبط إلى ميادينها لاعبون صغار سرعان ما كبر وفي ظل غياب الكبار حقاً .. لست بالتأكيد اقصد أنه كان بالضرورة حضور الحزب الاشتراكي جوف معركة اللاخوة (كراما زنظ ) فتلك قضية لا تعني اليمن بأجمعه بقدر ما هي خصومة قبائل يتنازعون عن السلطة والمصالح جوف القرية الحاشدية فحسب ، ولكنني اذهب للقول بأنه كان يمكن لعب دوراً حاسماً في احتواء الموقف والسعي لاستجلاب مواقف فاعلة لا تتوقف عند حدود التفرجة ومن ثم اللحاق بطرف حزبي ليحتل رقماً متواضعاً في قائمة الملحقين به تحت غطاء نفسي يشبه التحالفات تم يذوب هذا الكبار بأجمعه داخل بوتقيه سياسية لا تخلوا من النطيحة والمتردية . من حواشي هذا الطرح ابرز مسئولاً تلقائياً .. لماذا يقبل كيان سياسي بحجم وتاريخ الحزب الاشتراكي للقبول بدور الملحق أو كلاً حق وهو من يستحق الهتاف به كفاعل لا نائب له . ولماذا يتماهى صوته فيما صوت رقيب في وحدة عسكرية يدوي في الأرجاء ؟! أنه من المحزن أن يختفي صوت المتنبي وعنترة ابن شداد والبردوني أمام صوت شاعر شعبي يصف حبيبته بـ(البرموس ) !!
التحالفات مهمة في العرف السياسي وحتى اعراف العشائر في اقصى مدى صحراوي غير أن ذلك مقترن بعدالة التوزيع في الأدوار والأسماء حتى وان أوغل الزمن الردئ في تسطوته الدرجة التي يغني فيها المزمر لابي فراس . كان ممكن المضي في طرح الاسئلة وأحرها أين سيتوقف دور الحزب الاشتراكي وهو قائد الأحزاب المدنية وداهية الفكر الليبرالي ، أن لم يكن أمامه من استحقاقات مؤتمر الحوار ( السياسي ) المرتقب وهل بوسعه لعب دوراً يعيد لهذا المؤتمر نفسه وهويته الوطنية بروح ونكهة الوطن بأجمعه لا بوعي المشائخ والأعيان وعقال الحارات أم أنه سيكتفي بحصص المشاركة والخروج بـ(المقسوم ).
أن لهذا الكيان السياسي البارز قدرة على خلق تحالفات جديدة وأكثر منطقية تقيه الصمت وتمنحه الحضور الأوسع مع فرصة وافية لإدارة لعبة سياسية عظيمة .. ولديه إمكانية لعمل الكثير جداً أن شاء وتوفرت لديه الإرادة .. ولكن ليس قبل تهشيم الحاجز النفسي الذي يحول بين إمكانية الحوار مع فكر وقضية وأهل في اقصى الشمال هم في حاجة ولا شك لثقافة سياسية تشكل ملامح الأديبات السياسية وتوفر قدراً من الرؤى الممنهجة لتطفي حالة من الوقار المدني على التلقائية والقيم المباشرة .. أن الحزب القائد الذي ظلم نفسه باتخاذه العجل مثلماً وساهم من حيث يشعر ولا يشعر في عقر الناقة لمجرد إتباع القوم ، كان قادر بيسر وسهولة على قيادة قافلة من نور وألق سياسي قوامها أحزاب وقوى قريبة منه فكراً وقضية ومع ذلك بخل عن ريادة القافلة والسعي بها تقدماً لمجرد القلق من القراصنة وقطاع الطرق وهي حسابات نشبه الاستسلام لا السلام ، فهل يفعل اليوم ويلج بوابة مؤتمر الحوار الوطني بورقة يمنية غير مبتورة أو مجزأة فـأن لم يفعل ولن يفعل فإن الموانع تخول دون ترتيب ورقة تختلف مع أوراقه باللون أو الطلاء فيما مضمونها ينسجم معه فكراً بنشر العدالة والمساواة وتلتقي معه في مجمل القيم والأعراف الوطنية السياسية
أنها مجرد أسئلة بسيطة وتلقائية هي بالتأكيد أكثر نقاءاً وبعداً عن تصنيفها بكونها موجهات صادرة من صعدة وان كاتبها كادر حوثي يختبئ خلف قبعة مؤتمرية وذلك اضعف أدوات الكفر التي نرمي بها عقب كل خاطرة يتحلولنا كتابتها .
|