ريمان برس - متابعات - سبع سنوات ونيف ومازلنا في دائرة مفرغة من الدعوة الى حوار وطني يمني تحت مظلة الشفافية والاخاء والانتماء الى وطن كل طرف يزعم انه حامي حماه ولا سواه سبع سنوات ونيف وكلما اقترب اليوم الموعود لامكانية حدوث حوار وطني ربما يكون فيه حل لازماتنا حل لخروجنا من دائرة العبثية وتضليل الوعي الوطني الجمعي الذي بات العوبة في يدأ اساطين السياسة واصحاب المصالح الذين لا يرون في هذا الوطن العودة اليه الا على كفوف الازمة وجدث الشتات وتحقيق مآربهم ومصالحهم بعيدين عن اي رؤية استراتيجية مستقبلية كما عهدناهم في كافة المراحل التي مر بها الوطن اليمني وهذا التخبط الذي مازلنا نعانيه هو ضريبة لحالة العبثية والعشوائية السياسية والعقلية الدونية التي لا يمكن لها ان تستقر على رؤية وطنية مستقبلية اساسها وعمادها مصلحة الوطن اليمني اولاً واخيراً.
الازورار عن الحوار والركون الى مراكز تضليل الوعي الجمعي ليس حلاً لازماتنا التي يعاني منها الوطن اليمني كافة وليس حلاً للقضية الجنوبية كون الذين يريدون هذه الاساليب الداعية الى الخروج عن مبدأ الرؤية الشاملة الشوروي السلمية لحل القضية الجنوبية هم من وراء البحار وربما يفتقدون لرؤية استراتيجية مستقبلية شاملة وان كان لديهم فهي لاشك ضيقة بضيق حيز مصالحهم وحالة تخبطهم وعدم معرفة ان ابناء اليمن في الشطرين اصبحت لهم وعلى مدى ثلاثة وعشرين عاماً ومنذ مابعد الاستقلال مصالح وممتلكات في كلا الشطرين، بل وفي كل مدينة ومنطقة وريف وحضر، ومن الخطأ الفادح بث الكراهية والنزعة الانفصالية المضرجة بالكراهية لابناء وطن واحد اشاد بهم خاتم الانبياء والمرسلين بقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- :«أتاكم أهل اليمن، هم أرق قلوباً والين أفئدةً، الايمان يمانٍ والحكمة يمانية»، قال -صلى اللَّه عليه وسلم- اهل اليمن ولم يقل اهل كذا وكذا كما نرى في نبرات البعض من الساسة الراغبين عن لغة الحوار وحل القضية الجنوبية باجماع وطني عام وتأييد اقليمي دولي يضمن حيادية وسلامة هذا الحل ولن يكون ذلك الا بلغة الحوار وتحت سقف حوار وطني شامل برؤية وطنية شاملة.
لاشك ان الشطر الجنوبي من الوطن اليمني عانى كثيراً منذ ما بعد الاستقلال نتيجة لاختلاف الرؤى وغياب الاستراتيجيات وانعدام خبرات الساسة والتبعية العمياء والموالاة والاما سبب عدمية الاستقرار منذ ما بعد الاستقلال حتى الثمانينات ومابعد ذلك مما حدث في صيف 1994م.
ومما ينذر بالخظر ان تلك العقول وتلك القيادات التي جعلت اليمن في جنوب الوطن يعاني ماعاناه مازالت مصرة على عودتها وعلى هرم السلطة لقيادة الجنوب مابعد فك الارتباط والسير به الى دوائر لا تحمد عواقبها من صراع المصالح بناءً على نظرية اثبتها اليمنيون انهم عاطفيون وسيريعوا التأثر باستراتيجية تضليل الوعي الجمعي تلك اللعبة التي يتقنها الساسة والظروف الحياتية الطويلة او القصيرة وما يند عنها من مؤثرات فالشعب هو الشعب الذي هتف مرحباً للدمج القسري عام 1966م وهو الذي بارك فك ارتباطه فيما بعد وانقسم لفريقين فريق يؤيد الجبهة القومية واخر التحرير وتعامل الوعي الوطني الجمعي بانسياقية ومرونة مع كل رئيس وحدث شمالاً وجنوباً بوعي او بدون وعي تحت دائرة والعوبة تضليل الوعي الوطني الجمعي.
وهذه رسالة للقادة والساسة في اليمن الى ان الركون الى صوت وصدى المجتمع في اي شطر او مدينة كان.. ليس ثابتاً فهذا الصوت والصدى متغير وفق الظروف وحالة التعبية ومناخ الحالة لكنه سرعان ما يتغير وفق متغير الفعل واحداث الاثر، والصواب العودة الى اهمية اشراك هذا الوعي الوطني الجمعي في ابراز رؤاه هادئة بعيدة عن حالة الغليان والشحن والتعبئة ولن يكون ذلك الا بحوار وطني هادئ متزن شفاف عقلاني لكل الاطراف السياسية والمنظمات المجتمعية والاتجاهات المتعددة والشرائح المجتمعية.
ومن اراد ذلك من الذين في قلوبهم ميل وهوى للسياسة من وراء البحار ومن باتوا خارج اليمن لظروف سياسية وصراعات سابقة.
هنا يمكن عقلنة الوعي الوطني الجمعي وليس تضليله لانه كما اتضح ان معظم الهتافات والمسيرات وربما الثورات وقعت ضحية تحت سمة التضليل للوعي الوطني الجمعي من جهة لها مصالح خاصة جعلت من هذا التضليل وسيلة لحصولها على مآربها ويدل على ذلك ان هذه الجهة او الجهات مجرد ما تحصل على مبتغاها وهي السلطة، سرعان ما تدير ظهرها للوسيلة التي اوصلتها الى غايتها وهذا ماهو حاصل في كثير من ثورات الربيع العربي.
ولذلك آن الاوان في بلدنا لعقلنة الوعي الوطني الجمعي واشراكه في مصير حاضر ومستقبل وطن وشعب وحرية وانتماء وليس حاضر ومستقبل ومصالح اشخاص آلوا على انفسهم العودة الى الوطن الا على كفوف مصالحهم ورؤاهم ولو كانت عجفاء تفتقد لرؤية استراتيجية وطنية مستقبلية كما اعتدنا عليهم والزمونا الوقوع بدائرة الصراع طوال فترة سلطتهم وسيكون الاتي غير محمود العواقب في حالة الازورار عن الحوار لان هذا هو سرعلتنا وعلينا تدارك علاجنا ومداواة الجرح قبل ان يتسع.
مايو نيوز |