ريمان برس -
خلال الفترة من عام 1992 _وحتى أكتوبر 2000م كتبت بكل الصحف والمطبوعات الرسمية والحزبية والأهلية، مجانا لم استلم فلسا واحدا كأنتاج فكري، وخلال هذه الفترة كنت مديرا لتحرير صحيفة العروبة، وصحيفة " صوت المعارضة "ثم رئيسا لتحرير العروبة ، حتى أكتوبر 2000 م حين توقفت الصحيفة، وتوقفت عن العمل، فعرض عليا الأخوين الفاضلين الاستاذ المرحوم عبد الله سعد _رحمه الله _رئيس تحرير الشورى، والأستاذ محمد جسار _أطال الله بعمره _رئيس تحرير صحيفة رأي، أن اكتب لديهما، ومنهما تقاضيت اول انتاج فكري في حياتي المهنية، حتي عام 2014م حين تغلقت الأبواب امامي، وتغلقت الصحف والمواقع، ومن يومها أصبحت اعيش بدعم أصدقاء وزملاء _سوف انشر أسمائهم قريبا في لوحة شرف _أصدقاء وزملاء لم اكتب عن أحدا منهم يوما ماء حتى اللحظة.. فيما من كتبت عنهم، كتبت لدوافع أخلاقية وقناعة فكرية، وتعبيرا عن موقف مبدئي فأنا دخلت عالم الصحافة من باب السياسة والقناعة الفكرية..!
الأمر الأخر لا انسي مواقف مجموعة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم _رحمة الله تغشاه _ورموزها الذين قدموا لي من الدعم والإسناد ما لم يقدمه لي الوطن والسلطة والأنظمة المتعاقبة..!
وأن اعتبرت هذه المجموعة هي "وطني" وأن الدفاع عنها وعن رموزها موقف مبدئي ورد جميل، سيكون الحق معي، لأن وطني بسلطاته المتعاقبة ورموزه، لم يقدموا لي من الرعاية والعناية، ما لقيته من المجموعة ولا امتى ولا أيا في هذا الكون فعل معي ما فعلته مشكورة مجموعة المرحوم هائل سعيد _رحمة الله تغشاه _..!
إلى جانبهم هناك رموز اقتصادية وحقوقية وسياسية، وقفوا الي جانبي في السنوات العجاف، سوف تعرفونهم قريبا بأذن الله..
لست خجلا مما قلت وما سأقوله في هذه التناولة أو في تناولات قادمة عن حقيقة مسيرتي وعلاقتي ومن وقف الي جانبي، لأن من لا يشكر الناس، لا يشكر الله.. لكني فقط احب أن أشير لأولئك الذين ينظرون للمواقف نظرة مادية بأن هناك بشر يعيشون في أوساطكم ، لديهم من القيم ما ليس لديكم، ومن الاخلاقيات المهنية والإنسانية، ما قد تكون نادرة في زمن طغيان الثقافة المادية والعلاقة المصالحية..!
بشر لايزالون يتمسكون بمواقفهم المبدئيه وبمثاليتهم في مرحلة تنداس فيها كل القيم والأخلاقيات والمشاعر الإنسانية..
اتذكر ذات لقاء متلفز للأستاذ عبده محمد الجندي قوله " انا اتجمل واحتفظ بالود لأي شخص عزمنا على فنجان شائ" لم يكن قوله جزافا ولا مجرد كلام عابر، بقدر ما جسد ثقافة إنسانية مجبولة بالمثالية، بغض النظر كيف سيفهما المتلقي أو يفسرها، لكنها عبارة تكشف جوهر الإنسان الذي يقدر ويحترم مشاعر الأخرين..!
نعم انا يفترض اني" مواطن يمني " لكن لا " انا "ولا " أولادي وأفراد اسرتي" شعرنا يوما إننا ننتمي لهذا الوطن الذي نعطيه ولم يعطينا، وحين تعيش في مكان تشعر فيه بالغربة والاغتراب، فأعلم أن هناك خلل بنيوي ضارب جذوره في أعماق المكان وفي تجاويف الوعي البشري..؟!
فأي وطن هذا، "ستموت فيه عطشا" أن لم تملك " قيمة علبة الماء " و" ستنام في الشارع" انت واسرتك أن لم تجد " إيجار منزل" هذا أن سمحت السلطة لك ان تنام بالشارع.. فالسلطات في بلادنا تجيد تطبيق القانون بمزاجها وعلى من ترغب، وتتجاهله وتدوس عليه متى طلبت الحاجة ذلك..
بلاد ترمي بك واسرتك بالشارع إذا تأخرت عن سداد إيجار منزلك، وتتغاضي عمن ينهب عشرات الكيلومترات من أرض الوطن فقط لانه من قبيلة، أو بن مسئول حرامي، أو موظف فاسد .!
بلاد أن لم تجد حق علاجك وعلاج اطفالك يكن الموت مصيركم، وعند الموت على أسرتك تجهيز ثمن " القبر" و" مشقاية القبار"..!
فإذا شأت الأقدار أن تموت بمستشفى تحجز جثتك بثلاجتها حتى يسدد اهلك مستحقات المشفى..!
أي وطن هذا..؟!
يتبع |