الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
تجاوزت أزمتنا الوطنية إطارها السياسي في تقاسم السلطة والثروة والحكم والنفوذ، بعد أن ذهب أطرافها بعيدا في ترسيخ أحقيتهم وشرعيتهم في " الغنائم" عبر إستحظار كل مؤبقات الماضي

الثلاثاء, 15-يوليو-2025
ريمان برس -

تجاوزت أزمتنا الوطنية إطارها السياسي في تقاسم السلطة والثروة والحكم والنفوذ، بعد أن ذهب أطرافها بعيدا في ترسيخ أحقيتهم وشرعيتهم في " الغنائم" عبر إستحظار كل مؤبقات الماضي القريب والبعيد وتوظيفها كجزءا من إستراتيجية تصفية الحسابات السياسية، إظافة للأسباب المتعارف عليها..!
أكثر من عقد مر علي انفجار الأزمة وتطورها إلى حروب متعددة محلية وإقليمية، لتأخذ بعدا دولياً مكتمل الأركان، فبدت الأطراف المحلية بدورها منساقة بحكم الأمر الواقع، خاضعة لنصوص " البند السابع" من قانون الهيمنة الأممية المسخر للشعوب والأنظمة " الغبية" التي تتسول رزقها من جيرانها..؟!
في أزمة راهننا الوطني تم إستحظار القيم والمفاهيم "المذهبية، والطائفية، والمناطقية، والقبلية، والحزبية، والمعتقدات الإيدلوجية، بكل ثقافتها العصبوية، ومعها الثأرات السياسية، والخصومات التاريخية، بما تحمل من جراحات وذكريات مؤلمة، لاتزل تحتل مكانتها في الذاكرة الجمعية، فبدت الجغرافية الوطنية وكأنها " حلبة مصارعة رومانية"..؟!
بين "الانقلابيين" كما يقال و "الشرعية" كما يحكي وهما " التعبيران" اللذان يعرف  بهما  أطراف الصراع في  المحافل الدولية، مع أن الواقع يتمرد على هذه التعريفات، التي ما كانت لتعمم، وتكون، وتعتمد، لو كان هناء" شعب " يحمل وأن بقايا من " حرية، وعزة، وكرامة، وسيادة" _ مع كل اسفي لما اقوله_ لكن ما يؤلمني انها الحقيقة، التي يجب أن تقال، وأن " الجراحات الغائرة" إذا ما اردنا علاجها، يحب نكئها وفتحها وتنظيفها، وتطهيرها، ثم إعادة تضميدها، حتى لا تؤدي لحدوث "غرغرينا" في الجسد الوطني، قد تجبرنا الي بتر أحد أجزاءه أو أكثر ..؟!
نعم _ يؤسفني أن أقول ما أقول بحق هذا الشعب _الذي انتمي إليه، لكني أعترف إننا" شعب جبان، ومرتهن" تابع  لرموز ووجهاء، ومرجعيات، أقل ما يمكن وصفهم بأنهم " سماسرة ونخاسين أوطان"..!
تلكم هي الحقيقة، التي يجب أن نعترف بها، إذا اردنا أن نحل أزمتنا فعلا، لأ  أن نرحلها للأجيال القادمة..!
أن أزمتنا _ اليوم _ هي نتيجة طبيعية لازمة " الثورة اليمنية" بالأمس، تلك الثورة التي هُمشت أهدافها وتم التحايل عليها، بل وتصفية رموزها والغدر بابطالها وخيانة جمهورها..!
تجاوزات أدت إلى أزمة _ راهن الحال اليوم _ بكل تعقيداتها..!
_اليوم _ الأحقاد تغمر أطراف الأزمة، والكراهية ثقافة متبادله في خطابهم وقناعتهم وسلوكهم، وليس هناك ثمة إمكانية للإتفاق والتوافق فيما بينهم ، ولا قدرة شعبية لإحداث تحول في مسار الأزمة ، من خلال فعل جماهيري جمعي، ينتفض ضد كل أطراف الأزمة وصناعها، فهذا الفعل غدا فعل من مستحيل، لأن رموز الأزمة قد نجحوا في تدجين وتطويع عقول وقناعات أتباعهم، لدرجة ان الدفاع عن هذه الرمزيات أصبح عقيدة و أولوية لدى اتباعهم، وهم بنظر الاتباع أصبحوا أكثر أهمية وقدسية من الوطن ذاته وبمن فيه..؟!
أدرك جيدا وعلى يقين أن " أزمة اليمن" يستحيل أن تحل من قبل هذه الأطراف المهيمنة والمتحكمة بالقرار الوطني، وبقبضة حديديه تمسك بحاضر ومستقبل الوطن والشعب، لأن من كان جزءا من الأزمة يستحيل أن يكون جزءا من الحل، في المقابل هناك عجز شعبي كلي، لأن الوعي الجمعي، والذاكرة الجمعية الوطنية، تنهشهما" فيروسات" تاريخية متعددة، عملت على "تدجين قناعة" الناس، وتجزئية رؤيتهم، وقرأة الأزمة من زوايا مختلفة، ليس فيها الزاوية الوطنية..!
نعم.. لقد فجرت الأزمة الراهنة التي نعيشها والوطن ، كل "مؤبقات الماضي وجراحاته" وحتي الأزمة ذاتها، هي حصيلة إحتقانات تراكمية،" أوقدها أصحاب المصالح" حين شعروا بتقلص مصالحهم، واعتبروا رغبة الجماهير بالتغيير، وكأنه شكل من أشكال العقاب يطالهم، ومع التسليم بسلبية حركة التغيير، و " مجون خطابها" فأن رد الفعل عليها كان أكثر سلبية، وأكثر عنفاً، لأن ما نحن فيه _ اليوم والوطن والشعب _ يعكس رد الفعل الإنتقامي، الذي تعجز _اليوم _ أطراف الأزمة عن إحتوائه،فما بالكم في قدرتها على  إعادة تطبيع العلاقة الاجتماعية كما كانت عليه قبل الأزمة، في ظل عجز شعبي فاعل ومؤثر، وهذا يعني ديمومة الأزمة، التي تقول كل المؤشرات أن أطرافها لم يستفيدوا من اخطائهم، بل يؤغلون في إرتكاب الأخطاء بدافع المكابرة، والعزة بالأثم، بعد أن أصبحت أهدافهم الذاتية، تأخذ الأولوية عن أهداف الوطن والشعب..!
سلوك خطير ومدمر،يسلكه أطراف الأزمة، وبه يؤسسون الأرضية لتدخل خارجي بغطاء " الشرعية الدولية" وحماية أمن واستقرار العالم، والبوارج والأساطيل المنتشرة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن  والمحيط الهندي، قد لا تقف مهمتها عند ذريعة " حماية الملاحة الدولية"، بل تحت هذا _البند _ قد نجد أنفسنا جميعا نواجه هذه القوة، التي لا يستبعد تدخلها وفرض امر واقع على الوطن والشعب..!
صنعاء في 15 يوليو 2025م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)