الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
الشعب اليمني خلال مراحله التاريخية وتحولاته الحضارية عبد (الشمس، و القمر) كما عبد (الأصنام) ثم التحق بعبادة الأديان السماوية تباعا، فبني ( الأديرة) ثم ( الكنائس)، ثم (المساجد)، وخلال

الإثنين, 19-مايو-2025
ريمان برس -

الشعب اليمني خلال مراحله التاريخية وتحولاته الحضارية عبد (الشمس، و القمر) كما عبد (الأصنام) ثم التحق بعبادة الأديان السماوية تباعا، فبني ( الأديرة) ثم ( الكنائس)، ثم (المساجد)، وخلال كل هذه المراحل الحضارية والتاريخية كانت (القبيلة) بتراثها التعصبي حاضرة في كل هذه المراحل..
وفي كل هذه المراحل والحقب التاريخية، لم يتمكن هذا الشعب  من بناء دولة المواطنة والمساواة والعدل، والسبب الأنتماءات القبلية والعصبيات، التي انتجت ثقافة الأستعلاء، والتباهي، والتفاخر الأجتماعي، والمناطقي، والقبلي..!
ورغم إنتمائنا للدين الإسلامي، ودخولنا في دين الله أفواجا، وإتباعنا للنبي الخاتم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، واجتماعنا خمس مرات في اليوم والليلة داخل المساجد لتأدية الفروض الخمسة للصلاة،  إلا أن كل هذا لم يوحد هويتنا لا الوطنية ولا الدينية ولا الاجتماعية..؟!
كيف حدث هذا؟ أقول :( دينيا) توزعنا إلى مذاهب شتى وأن كنا في الأخير تحصحصنا على (شافعي وزيدي) وقليلا من بقية المذاهب الأخرى..!
( إجتماعيا) .. توزعنا إلى طبقات متعددة، طبقات حملت مسميات ( السادة) و (القضاة) و(القبائل) و(المزاينة) و ( الرعية) و (الأخدام)، ومع تعاقب عهود وأنظمة الأئمة، عملوا على ترسيخ وتكريس هذه التوصيفات في الوسط الاجتماعي، مع أن كلنا ننتمي لوطن واحد، ونعبد إلهاً واحد لا شريك له، القائل في محكم كتابه ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) صدق الله العظيم _    ونتبع سنة رسوله الخاتم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام القائل ( الناس سواسية كأسنان المشط،  لا فرق بين عربى و لا أعجمى و لا أبيض و لا أسود إلا بالتقوى)، وهو القائل أيضا عليه الصلاة والسلام ( كلكم لأدم وادم من تراب).
ورغم إيماننا بكل هذه الحقائق الراسخة، فإننا ضربنا بها عرض الحائط، وابتكرنا بديلا عنها، منظومة تقاليد واعراف، وأنماط سلوكية وطقوس إجتماعية متوارثة عملت على تكريس التمايزات الطبقية في الوسط الاجتماعي، ووجدت قناعات ثقافية وفكرية، تتصدي بل وتكفر  كل من يمس بهذه التقاليد المتوارثة، وترى كل من ينتقص منها وكأنه خرج عن الدين والعقيدة والسنة النبوية..؟!
تقاليد وأنماط سلوكية وثقافية استغلها أصحاب النفوذ في سبيل الحفاظ على ديمومة نفوذهم وتسلطهم على المجتمع ولا يزالوا، بدءا من أنظمة الأئمة المتعاقبين، وحتى المستعمرين الغزاة، أجادوا توظيف هذه النعرات الاجتماعية، وحين قامت الثورة وكان الأمل بأن تكون الثورة، ثورة ثقافية واجتماعية، أكثر من كونها ثورة سياسية، لكن المؤسف أن الثورة جاءت ببعدين سياسي واقتصادي، فيما الأبعاد المهمة لم تطالها الثورة، وهي المتصلة بالثقافة الاجتماعية والتمايزات الطبقية، التي ظلت تفرض نفسها وترسخ قيمها، بل زادت حضورا في الوعي الجمعي، بعد أن تم إضفا طابعا سياسيا عليها، وأصبحت تستغل من قبل من يسخرونها لتحقيق أهداف سياسية، وهذا الذي أفقدنا القدرة وفشلنا في تبني قيم الدولة والهوية وترسيخ مفهوم وحدة المواطنة والعدالة والنظام والقانون.. نعم فشلنا  في بناء دولة المواطنة، وفشلنا في توحيد الهوية الوطنية، وفشلنا في تأسيس دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية ، وقد فشلنا في تحقيق هذه الغايات بأسم الدين، وبأسم القومية، وبأسم الاشتراكية، وبأسم الليبرالية،وفشل  ( الموحدين) و( الملحدين) كما فشل ( العلمانيين) أيضا والليبرالين، في حل جدلية الدولة والهوية ، والسبب إن ثمة قوي نافذة تعمل دوما على تغليب مصالحها الخاصة على المصلحة الوطنية الجمعية.
إذا أقول إننا في وطن لا يمكن أن يستقيم وتستقر أحواله وفق الأنماط السائدة اجتماعيا ونخبويا، وأن إستقرار وتقدم هذا الوطن بما فيه من البشر، مرهون بقيام ( ثورة ثقافية واجتماعية) ثورة تفرض دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية والعدالة، وحتي يتحقق ذلك، سوف تبقى الصراعات دائرة، والدماء تنزف، والتمايزات الطبقية تترسخ في وعي وذاكرة الأجيال بخبث ودون رحمة بهذا الوطن ومن فيه من البشر، الذين أصبحوا تائهين يلهثون خلف ( الأصنام) المتحركة تدفعهم خلفهم مفاهيم وطقوس عصبوية، تخدروا بها وأصبحت تحركهم، كما تحرك ( المخدرات) من يدمنها فتجده يلهث خلف من تسبب بإدمانه واعطاه الجرعات الأولى التي جعلت منه مدمنا..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)