الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
كثيرة هي التساؤلات التي تفرض نفسها عن واقع المجتمعات العربية والإسلامية التي تعيش حالة بؤس وفقر وجهل وتخلف حضاري، ورغم كل هذه الظواهر الحياتية والحضارية  البائسة التي تعيشها هذه المجتمعات، إلا أنها تؤغل في جلد ذاتها وأمتهان وجودها

الخميس, 17-أغسطس-2023
ريمان برس - خاص -

كثيرة هي التساؤلات التي تفرض نفسها عن واقع المجتمعات العربية والإسلامية التي تعيش حالة بؤس وفقر وجهل وتخلف حضاري، ورغم كل هذه الظواهر الحياتية والحضارية  البائسة التي تعيشها هذه المجتمعات، إلا أنها تؤغل في جلد ذاتها وأمتهان وجودها عبر ديمومة الصراعات الدامية التي تعيشها هذه المجتمعات، حروب وصراعات ليس لها من مبررات غير إصرار بعض قواها الاجتماعية على تحقيق رغباتهم والانتصار لمشاريعهم الذاتية التي لا تعبر عن رؤى وطنية ولم تأتي استجابة لتلبية أحلام وتطلعات الشعوب في الحرية والتطور والتقدم الحضاري والإنساني..
يقال أن (المال يصنع الحرب) ويقال أن الحروب هي ظاهرة طبيعية في المجتمعات الفقيرة حيث الفقر والتخلف والجهل، وغياب الرؤية الوطنية الجامعة والولاء الوطني الجمعي..
في  عصرنا  الراهن نرى أن (الحرب تصنع الأثرياء) وتجلب المال لأطرافها الذين يفجرون الحروب الاجتماعية بذرائع وأسباب قد تكون للوهلة الأولى  اقرب للمنطق وأكثر قبولا من قبل الفئات الاجتماعية المسحوقة الذين غالبا ما يكونوا وقودا لهذه الحرب أو تلك وفي هذا المجتمع أو ذاك، غير أن هذه الدوافع والأسباب سرعان ما تتلاشئ وتختفي من الذاكرة الجمعية بعد أن تصبح الحرب وسيلة إثراء لفئات اجتماعية تواجه بعضها رغبة في الهيمنة والسيطرة والنفوذ وتقاسم المغانم فيما بينها على حساب المصلحة الجمعية للمواطن الذي يجد نفسه ضحية سهلة لأطراف الصراع الذين يتصارعون بأسمه والوطن في المعلن من الخطاب التبريري المسوق من قبلهم، لكنهم في الواقع يتنافسون فيما بينهم على استعباد المجتمع والاستيلاء على مقدرات الوطن والسيطرة عليها كملكية خاصة.
لقد كانت السلطة والثروة ومنذ الأزل هما المسببان الرئيسيان للحروب والصراعات الاجتماعية وهي الحقيقة التي اخفقت في حلها  (الأديان) وغالبية النظريات الاجتماعية، بل حتى ديننا الإسلامي الذي حمل الحلول لكل الاشكاليات الحياتية الإنسانية، تم تطويعه بإرادة بشرية ليكون في خدمة القوى الاجتماعية النافذة التي سرعان ما ربطت مصالحها بالدين ومنحت لنفسها شرعية استعباد المجتمعات والسيطرة عليها، وفق نواميس وتشريعات دينية جاعلة (عبودية) المجتمع المطلقة لها وكأنها عمل مقدس من يخالفه يخالف الدين وتعاليمه ويخالف الله ورسوله..!
بل وباسم الدين وخاصة ديننا الإسلامي زادت وأتسعت أسباب الصراعات لتأخذ في النهاية بعدا طال الخلاف على الدين ذاته و كان من نتائج ذلك تكريس المزيد من عوامل الصراع وشرعنته ومنحه أسباب ومبررات  دينية ترتقي لمصاف القدسية..!
كان يمكن تقبل فكرة الصراع من أجل التغير الكلي وتحقيق تطلعات المجتمعات في العدالة والتنمية والمساواة، لكن ما يؤسف له أن كل صراعات المجتمعات الفقيرة وحروبها تأتي في سبيل هيمنة فئة أو طائفة وثمة مجتمعات تعيش هذا الصراع لعقود تكرس خلالها قيم ومفاهيم اجتماعية تمزيقية تخدم أمراء الصراع الذين يقامرون بالمصالح الوطنية والاجتماعية الكلية في سبيل تحقيق مصالح القلة النافذة في المجتمع.
الملاحظ _اليوم _أن المجتمعات العربية _الإسلامية تعيش حالة احتراب اجتماعي مدمر أطرافه تزعم _مجازا _انها تقاتل دفاعا عن الدين والكرامة والسيادة واخرى تزعم انها تدافع عن الوطن والحرية والعدالة ، غير أن الحقيقة المرة هي أن كل أطراف هذه الصراعات يتقاتلون في سبيل مشاريعهم الخاصة ومن أجل تحقيق رغباتهم في السيطرة على السلطة والثروة وإخضاع الغالبية الجمعية لسطوتهم..؟!
صراعات يوظف لتبرير ها الدين والوطن والوطنية ولا يتردد كل طرف في احتكار الوطنية لذاته وتجريدها عن خصمه والعكس أيضا في معترك صراعي عبثي أطرافه مجتمعين  يتدثرون  بلحاف (الخيانة) لله والوطن والشعب..؟!
يتبع
صنعاء في 17 اغسطس 2023م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)