الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
مؤلم أن يجد المرء نفسه يصارع تداعيات حياة مؤغلة بالأركسة، في لحظة إنفلات قيمي، لحظة تباع فيها القيم والأخلاقيات في أسواق النخاسة.. هناء حيث (الوطن) لم يعد (وطنا) بل مجرد إقطاعية يمتلكها

السبت, 18-مارس-2023
ريمان برس - خاص -

مؤلم أن يجد المرء نفسه يصارع تداعيات حياة مؤغلة بالأركسة، في لحظة إنفلات قيمي، لحظة تباع فيها القيم والأخلاقيات في أسواق النخاسة.. هناء حيث (الوطن) لم يعد (وطنا) بل مجرد إقطاعية يمتلكها ويسيطر عليها من يمتلك عوامل القوة والنفوذ.. لم يعد الوطن ذالك الحلم الذي إليه تتطلع أبصار ترقب بكل لهفة وشبق إنبلاج أشعة الأمل لتخيم بأطيافها تضاريس الجغرافية وتجاويف الذاكرة..!
لحظة زمنية تؤغل فيها سحب  الإنكسار من التراكم، وتخيم على أنسجة الوعي فتحجب الرؤية عن الأبصار الشاخصة  لتزداد قتامة اللحظة تماهيا مع ليلا دامسا يخيم على أمتداد الجغرافية المفترضة إنها _الوطن _..!
كثيرة هي محطات الإنكسار التي عشتها  وعاشها جيلي _ إفتراضا _  تداعياتها المؤلمة، محطات تناسلت أحداثها ومتوالياتها وكأن ثمة أيادي (شيطانية) رسمت تداعياتها التي نٌحتت ذكرياتها الحزينة في تجاويف الذاكرة، وعلى الجغرافية تركت بصماتها تعبيرا عن الأنتماء العقيم وتأصيلا لحالة إجداب تماهت فيها (العقول) مع (الصحاري) وتداخل معها نزق (التيه) مع( أنزيمات الاستلاب) التي تحوّل _الوطن _إلى ذرات وجزئيات تتوزع بين (الذاتي، والمذهبي، والطائفي، والمناطقي، والقبلي، والحزبي،) فتبدوا الخارطة مغلفة بغلاف _الانتهازية _ بكل ما تحمل من مفردات _الحداثة _ التي يخجل أمامها (ميكافيللي) تأدبا من هول بشاعتها ومجون أدواتها المتحركة..!
ذات زمن مؤغل باساطيره أقيم في ثمة مكان من هذه الجغرافية المغلفة بأطياف التيه (أخدودا ملتهبا بسعير الحاكم _الإله) أعده لمن يخالف أساطير ذاته، أو يعارض منهجه باعتباره آلهة لمحمية القهر والعبودية التي سيجها  ( بأوتاد خيمة حاكها من جلود الرعية)..!
لم يكن ذاك الفاعل أكثر من (تايه) مسكون بجنون (النرجسية) وتحركه جزئيات الذات المقهورة، الباحثة عن (قرابين) لتأصيل هوية تستوطن (مسامات الضحايا) في مشهد يعيد اجترار حفلة (النمرود) ..!
يتقدم الزمن، وتتقدم أحداثه، فيما (الأخدود) يسابق الكل ويجدد ذاته وأدواته ويتلون بحسب الحاجة وحسب التطور (الزمكاني)..!
يرى الكثيرون أن ( الإنكسار) وكل تداعياته يندرج  في سياق( الأحداث القدرية)، لكن الأقدار تؤكد برأتها مما ينسب إليها، ألم يقول سبحانه (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) وقال (قٌتل أصحاب الأخدود) وهو القائل (لا إكراه في الدين)..!
فإذا كان لا إكراه في الدين؟ فكيف يكون هناك إكراه في السلطة والحكم وفرض الحاكمية قسرا بكل مظاهر القهر والإنكسار التي تعنون عهود ومتواليات أزمانها..؟!
ثمة (عبودية) قد تكون أشد قساوة من مفهوم العبودية الشائعة والمتمثلة في عبودية إنسان لآخر، وهي (العبودية الفكرية) وهي تلك التي تستحضر (الماضي) لتشكل به أطياف (الحاضر) و تتعاطى مع تداعيات (الحاضر) بقيم وأدبيات وتداعيات (الماضي)..؟!
توغل سٌحب القتامة أن تحجب شمس الحقيقة في بلد يعيش على وقع الأساطير ومفرداتها، ومن ملاحم الوقائع التاريخية المفرطة بسردية التخيلات يستمد البعض شرعية هويته وانتمائه في لحظة زمنية بلغت فيها أطوار المعرفة الإنسانية ذروتها ومكنت الإنسان من فك طلاسم (إقراء) الدالة على أن سيد البشرية ونبيها الخاتم كان من حمل إلى البشرية قوانين العلم والمعرفة وفك طلاسم الكون وأسراره وكان أول( رائد فضاء) بلغت رحلته مكانة تستعصي على بقية البشر الوصول إليها مهما بلغت قدراتهم العلمية والمعرفية، ومع كل هذه الحقائق المرادفة للعقيدة والهوية يبقى كثيرون منهمكون في تفاصيل الأساطير الدالة على إدمانهم بشرعنة الجهل من حيث يتوهمون انهم يحملون مشاعل التنوير..؟!
مؤلم أن نجد (كربلاء) بكل دمويتها وبشاعتها أكثر حضورا في الذاكرة من واقعة (فتح مكة) ومشاعر التسامح والرحمة والعظمة التي عطرت سماء تلك البقعة برحمة من يجب الاقتداء برحمته وسلوكه..!
لكن ورغم كل تفاصيل محطات الإنكسار، ورغم تفاصيل السرديات المؤلمة والمعيقة لممكنات التطور والنهوض، تبقى إمكانية استشراف مقومات النهوض وعودة الوعي متاحة إذا عدنا وعادة نقاوة سيرتنا باعتبارنا ننتمي لخير أمة أخرجت للناس.. أمة كرمها خالقها ويؤغل في إهانتها أبنائها ومن يزعمون الانتماء لسيرة نبيها الخاتم عليه افضل الصلاة والسلام وعلى آله.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)