ريمان برس - خاص -
ثمة علاقة تكاملية يفترض أن تحكم علاقة السلطة وأجهزتها والراسمالية الوطنية بكل أنشطتها، علاقة كهذه لا يمكن أن تكون مثار جدل أو عنوان التجاذبات، بل هناك منظومة قوانين وتشريعات تحكم وتنظم هذه العلاقة وعلى أطرافها احترام هذه القوانين والتشريعات والالتزام بنصوصها، والسلطة مطالبة وقبل أن توجه اتهامات أن وجدت لقطاع المال والأعمال، أن تتحمل دورها في ظل الضروف الاستثنائية وان تسهل مهمة هذا القطاع وناشطيه بما يحقق الغاية الوطنية وعدم تعرض هذا القطاع لمزيد من الاهتزازار التي تؤدي إلى إنكماش أنشطته أو توقفها في حالة ما وجد أصحاب هذا القطاع والناشطين فيه أنفسهم في موقف _الخصوم والاعداء _للسلطة وأجهزتها، ويصبح التعامل معهم ينطلق من منطلقات عدائية واستهدافية، أو أن يذهب بعض مسؤولي السلطة إلى ممارسات إزدواجية تجعل رموز الاقتصاد يقفون في حيرة أمام تعدد الجهات وتناقض التوجيهات بين الجهات المسؤولة المفترض أن تنسق فيما بينها وان لا تتعدد مصادر القرار ويجد المستهدفين أنفسهم في دوامة ولا يعرفون مع أي جهة يتفقون؟ أو من هي الجهة المعنية وصاحبة الصلاحية في التعامل معهم؟
الأمر الآخر أن السلطة اي سلطة حين تفرض نفسها وتمسك إمام الأمور في البلاد، فإن علاقتها مع مجتمعها وكل من ينشط فيه تبدأ من لحظة تحملها المسؤلية الوطنية وليست مسؤولة عما سبق إلا فيما يتصل بمستندات تعاملية والتزمات متبادلة مطروحة على طاولات الجهات والمرافق الحكومية السيادية والخدمية، لكن ثمة تجاوزات غير محتملة وغير مقبولة تمارس من قبل بعض المسؤلين بحق العديد من مكونات القطاع الخاص والقطاع التجاري يشتم منها روائح كريهة ودوافع غير وطنية ولا تخدم السكينة الاجتماعية، بل تندرج في سياق التعسفات اللا أخلاقية ولا تخدم احد إلا أعداء اليمن واعدا تنميته واستقراره وأولهم أولئك الذين يمارسون مثل هذه السلوكيات..؟!
أحدهم ودون سابق إنذار أو معرفة حتى ومن خلال حوار عابر على احد (الباصات) وكعادة اليمنيين يتحدثون بكل شيء وعن اي شي وفي أي مكان، وحوار بدأ عن (رمضان) والوضع العام، ثم فوجئت بانقلاب الحوار عن (بيت هائل) و.. و.. فاضطريت للتدخل وما أن عرف أحدهم هويتي حتى انبرى يكيل التهم ويشيطن هذا البيت ويقسم بعد كل كلمة اغلظ الإيمان بصذَدق ما يقول..؟!
ليصل به الأمر حد الزعم أن (ثروات بيت هائل هي بالأصل أموال الإمام يحي اخذوها أبناء تعز الذين شاركوا بالثورة بالتعاون مع المصريين)..؟!
وان الجزء الباقي منها( صادرها ابنا تعز من (البس) وسلموها لهائل سعيد، الذي هو مجرد واجهة وان الشعب أحق بهذه الأموال)..؟!
حقا لم ادري ما اقول للمتحدث الذي لم يكون يبدو عليه انه من العامة أو محدودي الوعي، بل كانت هيئته ولغته توحي بأنه من (فرسان المرحلة) وبدون وعي وحالة من الذهول ناديت على جنب يا سواق..؟
نزلت في مكان غير المقصود وتقريبا في نصف المشوار، ورحت أمشي على الرصيف افكر بكلام الرجل وأي عقلية شيطانية هذه التي اوحت بفكرة جهنمية كهذه غايتها قد تكون شرعنة الاستهداف لواحدة من أكبر البيوت التجارية والاقتصادية، مجموعة نحتت اسمها ومكانتها على جدران الوطن ومتواليات الزمن راسمة خطواتها بجد وجهد وعصامية وشفافية ولم تبخل على وطنها ولا على شعبها فخدمتهما وربطت تقدمها ونجاحها بثقافة وتطور الوطن والشعب وحرصت أن تكون منتجاتها الصناعية والتجارية تتسق مع حاجة الوطن والمواطن ومراحل تطورهما..
أكملت طريقي نحو هدفي وعدت المنزل والموضوع في راسي اقلبه من جميع الجهات.. وبدون شعور أخذت الهاتف واتصلت بأحد الزملاء لاطمئن عليه، فصعقني بخبر يتصل بالمجموعة وان هناك من جاء قبل أيام إلى ( شركة ناتكو) واخذ مجموعة من موظفيها وأمر بحجزهم لعدة ساعات وتم إخراجهم بضمانة والمطلوب هو (رسيفرات الشركة) اي قاعدة البيانات عن المجموعة وأنشطتها، ولماذا كل هذا بربكم؟ ولمصلحة من؟ ومن المستفيد من هذه السلوكيات؟ وهل من يمارسها يرى أن ما يقوم به يندرج في مهام واجبه الوظيفي؟ وان القانون يخوله مثل هذا السلوك؟ وما هي الغاية من كل هذه الممارسات العنجهية؟ ومن تخدم؟!
ماذا يجري بحق الجحيم في هذه البلاد؟ خلال الفترة الماضية تم استهداف الكثير من رموز الاقتصاد اليمني، وبطرق ابتزازية غير مبررة لا بقانون ولا بدستور وليس لها وجه حق بقدر ما توحي مثل هذه السلوكيات عن وجود (نزعة إنتقامية) لدى بعض المتنفذين ومن أصحاب (تعز) تحديدا أو غالبا وكأن ( تعز) لا يكفيها ما لاقت من سلطات البلاد المتعاقبة حتى يأتي اليوم من (يجرب جنبيته فيها) وعلى أجساد بقية أبنائها المثخنة عقولهم وقلوبهم من الممارسات القهرية والقمعية منذ عقود خلت وليس من اليوم فقط..!!
إذ كانت (تعز) وأبنائها وكل قدراتهم في دائرة سهام السلطات المتعاقبة وحرابها، ورغم ذلك تواصل تعز دورها الوطني ويواصل أبنائها تمسكهم بوطنيتهم الجامعة وهويتهم اليمنية رغم كل المنغصات الاستهدافية..
يتبع |