الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الإثنين, 01-يوليو-2019
ريمان برس - خاص -


لكي نفهم تداعيات اللحظة الكونية أسبابها ودوافعها وغايتها علينا أن نعود للوراء ونقف أمام جذور الأزمة التي تعصف بخارطة العالم وتحمل مسميات ويسوق لها مبررات هي أبعد ما تكون عن الواقع ..مثال ذلك هل سقط الاتحاد السوفييتي لأنه أتيع أو ألتزم بالنظرية الاشتراكية الماركسية ؟! وبالتالي كانت عقامة وتخلف النظرية وراء انهيار الإمبراطورية السوفيتيه وحلف وارسو ودول المنظومة الاشتراكية ..؟ أم أن هناك أسباب وعوامل ذاتية وموضوعية وقفت وراء ذلك الانهيار القطبي ؟!
ثم هل يعني هذا أن النظرية الرأسمالية بإيدلوجيتها الليبرالية كانت هي النظرية الصحيحة ولذا أنتصرت وبالتالي غدت واشنطن هي عاصمة ( العالم الحر ) كما صرح بهذا الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب معلقا على أنهيار الاتحاد السوفييتي ؟!
ماذا حصل عامي 89/90 وأدى إلى أنهيار السوفييت ؟! الإجابة وبأختصار أن ما حدث كان ( ربيعا سوفيتيا ) بأمتياز ولا يختلف عما حدث في الوطن العربي عام 2011م وربما يكون الفارق الوحيد بينهما هو تجزئية الموحد - الاتحاد السوفييتي - وتجزئية المجزاء - الوطن العربي -..!!
فيما المخطط والمخرج كان واحدا في انهيار السوفييت وأنهيار النظام العربي ..في عام 2011م أندلعت شرارة الفوضى من ( تونس ) وهي الحلقة الأضعف في منظومة النظام العربي وبمعزل عن حكاية أو أسطورة ( محمد البوعزيزي ) وفيما كان بعض شباب تونس يتجمعون في شارع الحبيب بورقيبة ولا يتجاوز عددهم بضعة الاف قد لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليدين كان السفير الأمريكي في قصر الرئيس زين العابدين بن علي يخيره بين الهروب للسعودية أو السجن والمحاكمة ..؟!
طبعا بن علي كان رجل أمريكا وصناعتها وتابعها الوفي وسرعان ما نفذ نصيحة أولياء نعمته وغادر تونس وظفت وسائل الإعلام الحدث بطريقة صادمة ومثيرة ويستوحي المراقب أن إعصارا قد حدث في تونس وإنه يتجه نحو بقية الكيانات في المنطقة وأن لا عاصم اليوم من الطوفان المزلزل ..؟! وكانت المحطة القادمة بعد ( تونس ) هي ( مصر ) ؟ ربط فضيع جدا بين الحلقة الأضعف أولا - تونس - ثم الحلقة الأقوى - مصر -..؟!
وهذا هو العمل الاستخباري المنظم والمعد له بدقة واستغلت الجهات الواقفة خلف هذه الأحداث ضروف ذاتية وموضوعية متوفرة في كل مجتمعات العالم ..الفساد ..البيروقراطية الادارية ..الفقر والتخلف والحقد الاجتماعي وغياب الولاء الوطني وثقافة الأنتماء الاجتماعي والاهم من كل هذا غياب المشروع الوطني الجامع برموزه ومنطلقاته السياسية والفكرية .!
حدث هذا قبل عقدين فيما كان يسمى الاتحاد السوفييتي إذ وحين انهارت هذه الإمبراطورية وراحت دول أسياء الوسطى التي كانت منضوية فيه تعلن استقلالها بدعم وتشجيع وتمويل من العواصم الغربية وشركاته القابضة وايضا بدعم وتمويل من أنظمة النفط العربية ..بلغ الضغط على روسيا الاتحادية درجة غير معقولة والهدف تصفية أصول الدولة العسكرية التي ورثتها من الاتحاد السوفييتي وخاصة القدرات العسكرية النووية ..ثم وبطريقة مثيرة تحولت شعوب الاتحاد السوفييتي إلا اعداء الدا وصبت الدول المستقلة عن الكرملين جام غضبها وحقدها على روسيا الاتحادية وكل من ينتمي إليها حتى أقدمت الدول المستقلة - يؤمها - على طرد كل مواطن يعيش على أراضيها تعود أصوله إلى روسيا ناهيكم عن تفجر صراع الشيشان وجورجيا وأوكرانيا واصطفاف غالبية الجمهوريات المستقلة إلى الغرب وحلف الناتو بطريقة درامية لايمكن تفسيرها إلا بما حدث في وطننا العربي منذ العام 2011م وكيف أصبحت ثقافة الحقد والكراهية والرغبة في تدمير الأخر وإلغاء وجوده وعدم الاعتراف بحقوقه هذا السلوك الدخيل شهدناه في جمهورية يوغسلافيا السابقة أيضا وكل هذا صناعة أجهزة استخبارية تقف خلفها دول ومراكز أبحاث وتتم إدارتها عبر جيش من الناشطين والناشطات الذين تم تدريبهم وتأهيلهم لإدارة هكذا أحداث وتساندهم شبكة واسعة ومؤثرة من وسائل الإعلام الدولية التي لا هوية لها ولا وطن ومكونات سياسية وحزبية محلية عاشت وتعيش حالة القهر السياسي والفشل التاريخي فوجدت ضالتها في هكذا أحداث وصفقات ومخططات ولايهم أن كانت مع الوطن او ضده المهم أن تحقق غاية هذه القوى الانتهازية وكان ( التيار الاسلامي ) هو حصان طروادة كما كان هو حصان طروادة في إسقاط الاتحاد السوفييتي حين حشد قدراته للجهاد نيابة عن أمريكا في افغانستان ..؟!
خلال الاعوام 89/90/91/ بلغت وقاحة واشنطن إنها دشنت حملات للتبرعات لروسيا لمساعدتها في تدمير قدراتها النووية فحدث ما حدث من تداعيات وصراعات داخل روسيا الاتحادية أشهرها محاولة الجيش الانقلاب مرتان مرة ضد حكم جورباتشوف والاخرى ضد حكم يلتسين إلا أن جاء للسلطة الرئيس الحالي فلاديمير بوتين ليعيد لروسيا مجدها وكرامتها ودورها السيادي والقطبي ..
وخلال الفترة 89/2000م توغلت أجهزة للمخابرات الأمريكية خاصة والغربية عامة في مفاصل الدولة والمؤسسات والمجتمع الروسي وبطريقة لم تحدث في تاريخ العلاقات الدولية بل لم تحدث حتى في المانيا بعد انتصارهم على أدولف هتلر ..؟!
لتبدأ على أثر كل هذا حرب من نوع جديد ..حرب لم نعهدها من قبل حتى في زمان الحرب البارده إنها حرب الأجهزة المخفية والاشباح المتحركة والجواسيس وتقنية المعلومات ..
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)