الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
الأحد, 26-أغسطس-2018
ريمان برس -خاص -
..

بداية أقول إنني لم أكون يوما مع ما حدث في فبرائر 2011م ولم أؤمن أن ما حدث فيه كان ثورة وأن كان هناك مجموعة شبابية كانت مستقلة وبرئية وتسعى لإحداث تغير في الواقع الحياتي إلا أن تلك المجموعه لم تكن تحمل رؤية أو مشروع لإحداث التغير المنشود وبالتالي وقعت في فخ ( مافيا الصراع على السلطة والتسلط) وهكذا وجدا شباب التغير أنفسهم يعيدون إنتاج ثقافة التسلط والاستبداد ..
غير أن أبرز وأعظم وأضخم إنجاز حققه الشباب الحالمين بالتغير عام 2011م هو نسف ( المؤسسة القبلية ) ..نعم في 2011م انتهت سيطرة القبيلة وأنشقت راسيا وافقيا وتفرقت مكوناتها وتمزقت روافعها التي كانت حاملة لها وتعمل على ديمومتها كمؤسسة ندية للسلطه السياسية والحائلة دون قيام دولة ذات سياده بموسياتها الدستورية التي تتكفل بحماية الإرادة الوطنية والحامية لدور ورسالة المؤسسات السيادية والضامنة لوحدة الهوية والإنتماء الوطنيين ولمبدأ المواطنة المتساوية ..
هذا الإنجاز الوطني والتاريخي الذي يحسب لشباب التغير الذين خرجوا للساحات عام 2011م وأسفرت نتائجه عن تجريد إمبراطورية ( ال الأحمر ) من القوة والنفوذ ..هو إنجاز نحني له الهامات رغم أن شباب التغير قد لا يستوعبون هذا او لا يدركون ما صنعوا ..؟!!
وهذا ما دفع ( حراس القبيلة ) وتسلطها المؤمنين بدورها وأعرافها والكافرين بالدولة ومؤسساتها إلى محاولة إعادة إحيا القبيلة بل وإعادة هيكلتها وتكريس تسلطها وفق منظومة من القيم والمفاهيم الثقافية والسلوكية والأعراف والتقاليد التي بها يسعى البعض لفرض أنماط ثقافية وولائية أكثر عصبية وتخلف مما كان عليه الأمر مع الرموز القبلية التقليدية التي ضربتها حركة الشباب في العام 2011م ..؟!!
بيد أن ( مجلس التلاحم القبلي _ الذي يرأسه ضيف الله رسام ) لم يولد عبثا ولم يأتي في سباق اعتباطي عابر بل جاء بمشروع هدفه وغايته إعادة إنتاج النفوذ والهيمنة والتسلط القبلي ولكن وفق أعراف ومفاهيم ورمزيات جديدة وبقيم وتقاليد وطقوس جديدة لم نألفها من قبل وخاصة خلال النصف القرن الأخير من القرن الماضي ..
يجزم غالبية أبناء الشعب اليمني التواقين لكيان وطني عادل تسوده وحدة الهوية والانتماء أن مشكلتنا في هذا الوطن كانت _ القبيلة _ التي خضعت لسلطة وتسلط مجموعة الرموز النافذة فيها والذين سخروا دور وأنشطة القبيلة لتحقيق مصالحهم الخاصة التي تتعارض مع دور ومكانة الدولة ورسالتها ولهذا تم تحجيم دور السلطة السياسية ومؤسساتها لصالح نمؤ واتساع سلطة ونفوذ القبيلة وهذا ما سلكه عبدالله بن حسين الأحمر طيلة نصف قرن استطاع خلالها من ضرب كل التحولات الوطنية وافراغها من أهدافها لصالح بقى سيطرة وسطوة القبيلة _ التي استغلها لصالحه ولمصالحه الخاصة ولم يقدم لأبناء القبيلة أي خدمة تذكر بل استغلهم لخدمته وخدمة أولاده وكان يهدد السلطة بحاشد ويهدد حاشد بالسلطة _ وهذا ما يسعى مجلس التلاحم القبلي لإعادة إنتاجه ولكن برموز جديدة تربط الولاء القبلي بقيم ثقافية دينية ويصبح الانتماء هناء مركب ومزدوج ومحصن عقائديا ..؟!!
تعز لاشك هي هدف رئيسي من أهداف ( مجلس التلاحم) ..تعز التي تخلت ونبذت العصبية القبلية قبل ثلاثمائة عام ليس لأن مكوناتها الاجتماعية لا تنحدر من جذور قبلية ولكنها سعت لأن تكون الحاضنة والنموذج الوطني لدولة المؤسسات دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية والعدالة المجتمعية ..
ولأجل تحقيق هذه الغاية قدمت تعز ورجال تعز وأثرياء تعز وأبناء تعز الكثير من التضحيات في سبيل الانتصار لقيم الدولة والهوية والوحدة الوطنية والتنمية الاجتماعية والتطور الحضاري ..ولأجل هذا ولكون تعز ساهمت بصورة أو بأخرى في هدم معبد الاستبداد القبلي في ( العصيمات ) فأن من الطبيعي أن يبدأ ( مجلس التلاحم القبلي ) أنشطته من تعز ليس حبا في تعز وأبنائها بل نكاية بتعز وبذر ( بؤرة سرطانية ) في وسط المجتمع التعزي لتكون سببا في تمزيق اللحمة الاجتماعية في محافظة يطلق عليها عاصمة الثقافة وتعدادها يصل إلى قرابه 6 مليون مواطن جميعهم يؤمنون بالأنتماء لليمن الأرض والإنسان ..
لقد لعبت تعز وأبنائها دورا محوريا رئيسيا في صناعة التحولات الوطنية وإخراج اليمن الارض والإنسان من براثن الجهل والتخلف واستبداد النظام الأمامي الكهنوتي الذي جثم على صدر شعبنا عقود من الزمن لم نجني منه سوى القهر والجهل والتخلف والمرض والعاهات الاجتماعية التي لم يعرفها شعبا غير شعبنا ولم يمارسها أي نظام تحت الشمس وفوق الأرض غير أئمة الجهل والضلال ..
ومن أجل التغير والتقدم الاجتماعي والتحرر من سطوة التخلف المزدوج الذي مارسته الأئمة من جهة والقبيلة من جهة قدمت تعز وأبنائها كل ممكنات ومقومات صناعة التغير والتحولات بدءا من المال والفكر والحركة إلى الدم والرجال والعرق والتضحيات وبدون من أو مساومة او انتظار رد الجميل من أيا كان ..فهل يعقل أن نجد من يفكر بإعادة تعز وأبنائها إلى طور ( القبيلة) ؟!!
هل يعقل ( قبيلة) تعز وفيها واجهات اجتماعيه وقوى تقليدية وشيوخ وأعيان ضاربين جذورهم في أعماق التاريخ ولهم مكانة اجتماعية في أوساط أبناء تعز وأبناء اليمن ..ولكنهم ينشدون جميعا الدولة المدنية دولة المؤسسات والنظام والقانون والمواطنة المتساوية والعدالة ..ومن أجل هذه الأهداف قدم شيوخ ووجهاء تعز كل عوامل إنجاح الثورة والجمهورية ودفعوا أموالهم ودمائهم في سبيل انتصارهما ورسوخهما ولكن للأسف ما دفعته تعز وأبنائها ورموزها بدافع العقاب على دورهما الوطني يفوق بكثير ما دفعته تعز وأبنائها من أجل الثورة والحرية والتغير ..؟!!
لا أقول هذا بدافع التعصب ولا من منطلق مناطقي كما قد يذهب البعض في تفسير كلامي وما أكثرهم ولكني أقولها بدافع وطني ومن منطلق وطني ودفاعا عن حقائق يتعمد البعض إغفالها أو تجاهلها وتهميشها وطمس معالمها بدافع الإنتقاص من تعز وأبنائها ودورهم وتحميلهم مسئولية ما جرى ويجري في البلاد في تجاهل متعمد لكل تضحيات تعز وما قدمته للوطن على إمتداد خارطته الطبيعية شمالا وجنوبا..
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)