ريمان برس - متابعات - يترقب الشارع اليمني تعهدات الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي بإعلان نتائج التحقيقات في الهجوم العنيف الذي تعرض له مجمع وزارة الدفاع الحصين بالعاصمة صنعاء وأسفر عن مقتل 52 شخصا، و167 مصابًا بينهم 9 حالتهم خطيرة ، في وقت تتسابق فيه التسريبات عن تواطؤ عسكري وامني واختراق استخباراتي كبير وأخرى لا تخلوا من اتهامات سياسية تخلي مسئولية تنظيم القاعدة في اليمن الذي أعلن في بيان له مسئوليته الكاملة عن العملية.
وساد الهدوء الحذر،منذ ظهر يوم الجمعة، شوارع العاصمة اليمنية صنعاء ، بعد يوم وليلة عاصفة شهدت خلالها العاصمة تصعيدًا أمنيًّا بالهجوم الإرهابي الذي استهدف مجمع وزارة الدفاع، صباح الخميس، واستمرار الاشتباكات بداخله على مدار الساعة منذ وقوع الهجوم، حيث تجددت الاشتباكات في محيط مجمع الدفاع الوطني في صباح الجمعة، فيما أكد شهود عيان سماع دوي انفجارات في المنطقة.
واستمر البحث جارياً عن عناصر مسلحة فوق أسطح المباني المجاورة للمجمع لتطهير المنطقة، وسط غموض يكتنف تفاصيل عملية الهجوم انتظاراً لنتائج التحقيقات التي انتهت مهلة حددها الرئيس الانتقالي لاعلانها.
وقدر مسؤولون أمنيون عدد المقاتلين الذين نفذوا العملية بما بين 16 و 25، وقالوا إن السلطات لا تزال تبحث عن سيارتين مفخختين في صنعاء قد تستخدمان لشن هجمات أخرى.
وقالت مصادر صحفية إن السلطات اليمنية اعتقلت أربعة من المهاجمين وقتلت ثمانية آخرين، فيما أكدت وزارة الدفاع يوم الجمعة أنها استعادت السيطرة على كافة مرافق المجمع التي استهدفت بهجوم الأمس.
وقال الرئيس عبد ربه منصور هادي لدى لقاءه يوم الجمعة بمساعد الامين العام للأمم المتحدة ومبعوثة الخاص الى اليمن جمال بنعمر أن قوات الشرطة العسكرية والقوات الخاصة التي واجهت المجرمين ، قد قضت عليهم في نطاق مستشفى مجمع وزارة الدفاع ولم يتمكن احدهم من الفرار كما تم القبض على عدد منهم .
وتطرق الرئيس هادي بحسب وكالة الانباء الرسمية إلى الابعاد الخبيثة والمرامي الجهنمية لهذا المخطط الاجرامي من كل جوانبه .. مؤكدا أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب العادل والرادع.
وكان الرئيس هادي، القائد الأعلى للقوات المسلحة وجه أمس بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة تتكون من رئيس هيئة الأركان العامة ونائبه ورئيس هيئة العمليات ورئيس الاستخبارات «على أن ترفع اللجنة تقريرا بنتائج التحقيق خلال 24 ساعة».
وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بيان له الجمعة تبنيه الهجوم، وذكر بيان نشره الفرع الإعلامي للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن الهجوم استهدف قاعة للتحكم في الطائرات بدون طيار التي تشن غارات منتظمة على المسلحين في اليمن.
وقال إنه تم توجيه "ضربة قاسية" لوزارة الدفاع اليمنية "بعدما ثبت لدى المجاهدين أن المجمع يحوي غرفا للتحكم بالطائرات بدون طيار يتواجد فيه عدد من الخبراء الأميركان".
وحذّر من أن "مثل هذه المقرات الأمنية المشتركة أو المشاركة للأميركان في حربهم ضد هذا الشعب المسلم هي هدف مشروع لعملياتنا في أي مكان كانت، وسنفقأ هذه الأعين التي يستخدمها العدو".
ويعد مسلحو القاعدة هدفا للضربات التي تشنها الطائرات بدون طيار في اليمن، وهذه الضربات التي أودت هذه السنة بحياة عشرات المسلحين، تشنها الولايات المتحدة التي تقول إنها تساعد السلطات اليمنية في مواجهة التنظيم المسلح.
ووقع هجوم الأمس الذي قتل فيه 52 شخصا وأصيب 167 آخرون، عندما فجر مهاجم سيارة محملة بالمتفجرات عند المدخل الغربي لمجمع وزارة الدفاع الحصين جدا، أعقب ذلك دخول سيارة محملة بمسلحين بزي عسكري اشتبكوا مع حراس الوزارة وسيطروا لبعض الوقت على بعض مباني المجمع الاستراتيجي بينها مستشفى المجمع.
وقتل في الهجوم عدد من العاملين في المجال الطبي بينهم أجانب، ومن بين القتلى أيضا قريب للرئيس عبد ربه منصور هادي كان يزور مريضا بالمستشفى، وفق ما أفاد الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع.
وذكر مسؤولون أن منفذي الهجوم ربما استهدفوا اجتماعا لقيادات أمنية كان مقررا في وقت تنفيذ الهجوم، غير أنه أجل في آخر لحظة، وتحدث مصادر اخرى عن إمكانية تورط عناصر من داخل الوزارة في التحضير للاعتداء ، وان الرئيس هادي كان في زيارة للمجمع لاجراء فحوصات طبية عبر وفد طبي أجنبي تم إحضاره لذلك.
وذهبت تسريبات صحفية للحديث عن تورط أطراف سياسية نافية علاقة تنظيم القاعدة بالهجوم وذلك في سياق شماعة باتت حاضرة لدرء الفضائح دفاعا عن حكومة الوفاق الانتقالية والموصوفة بحكومة الإخفاق غير المسبوق في اليمن.
وفي المقابل استنكر حسن زيد، أمين عام حزب الحق الرئيس الدوري للقاء المشترك «المعارضة سابقا الحاكمة حاليا»، اتهام غير القاعدة بالوقوف وراء الهجوم، واصفًا هذا الكلام "بالاستهبال" لافتًا إلى أنه "لن يقدم انتحاري على تنفيذ عملية يقتل فيها نفسه إلا إذا كانت ثقافته تبرر له ذلك".
وقال حسن زيد، أمين عام حزب الحق في تصريح له: إن "الاختراق الاستخباراتي للقاعدة واضح، ولكنها منظمة أو ثقافة موجودة".
وعادت حركة السير والمرور بشوارع العاصمة صنعاء إلى طبيعتها وفتحت المحال التجارية أبوابها منذ الساعات الأولى من الصباح، وشهدت الأسواق حركة هادئة ونشاطًا متواضعًا في حركة البيع والشراء.
وكان الاعتداء الموصوف بالأعنف والخطير قد فجر ردود فعل غاضبة وسط القوى والأحزاب السياسية في اليمن، كما أثار استنكاراً عربياً ودولياً واسعاً .
الوطن |