ريمان برس - متابعات - وكالات - تتسم الجهود الدولية لعقد مؤتمر جنيف 2 لحل الصراع الدائر في سوريا بحالة من الارتباك والحيرة انعسكت على تصريحات الجامعة العربية التي أعلنت أن المؤتمر سيعقد في 23 نوفمبر المقبل، في حين تحفظ الموفد الأممي الأخضر الابراهيمي عن تحديد موعد للمؤتمر.
وأثارت هذه التصريحات الدبلوماسية المتناقضة جواً من القلق لا سيما أن تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والابراهيمي جاءت خلال مؤتمر صحفي مشترك بينهما.
ومن المقرر، أن يجتمع الائتلاف السوري المعارض في 1-2 نوفمبر المقبل في اسطنبول لاتخاذ قرار حول المشاركة في مؤتمر جنيف 2 أما لا.
وقال العربي للصحفيين في القاهرة بعد لقائه بالأخضر الإبراهيمي "ناقشت مع الاخضر الإبراهيمي الملف السوري فيما تقرر ان اجتماع جنيف سيعقد يوم 23 نوفمبر القادم وان الترتيبات جارية للاعداد لهذا المؤتمر".
وأضاف العربي إن "هناك صعوبات كثيرة تواجه عقد مؤتمر جنيف 2، إلا أنه من المفترض أن يخرج بيان ختامي مُكمل لمؤتمر جنيف 1 يقر بدء مرحلة انتقالية ذات صلاحيات كاملة يتم الاتفاق عليها بين النظام والمعارضة."
ولكن في نفس المؤتمر الصحفي قال الإبراهيمي "الموعد لم يحدد رسميا".
وتعثرت الجهود الدولية لوقف الصراع الدائر في سوريا منذ عامين ونصف العام ولكن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في الشهر الماضي للتخلص من ترسانة سوريا للأسلحة الكيماوية احيا جهود عقد مؤتمر جنيف 2.
وحول مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2، قال الإبراهيمي إن "المعارضة تواجه مشكلات كبيرة في توحيد صفوفها، وهي تجتمع حالياً لتقريب وجهات النظر من أجل ضمان مشاركة تعبِّر عن القسم الأكبر منها"، لافتاً إلى أن المؤتمر "لن ينعقد من دون وجود معارضة سورية مُقنعة".
واستطرد قائلاً: "ولكن مشاركة كافة الأطراف المهتمة والمعنية بالأزمة السورية غير ممكن"، معتبراً أن "مؤتمر جنيف 2 ليس حدثاً، بل عملية متواصلة وأن فرصاً لاحقة ستتوافر لمشاركة من يغيب عن فعاليات المؤتمر".
وكان الإبراهيمي قد التقى اول أمس السبت وزير الخارجية المصري نبيل فهمي بالقاهرة في مستهل جولة إقليمية ترمي إلى الإعداد لمؤتمر جنيف2 المحتمل بشأن الأزمة السورية.
وقال الإبراهيمي للصحفيين بعد اللقاء مع فهمي إن المباحثات تناولت الأزمة في سوريا، ووصفها بأنها أزمة قاتلة يتخبط فيها الشعب السوري منذ عامين ونصف.
وأشار إلى وجود جهود حثيثة من قبل جهات مختلفة على المستوى الدولي والإقليمي لعقد مؤتمر جنيف2 ووضع السوريين على طريق الحل السياسي الذي يعد وحده القادر على أن ينهي هذه الأزمة.
وعبّر الإبراهيمي عن أمله في عقد مؤتمر جنيف2، مشيرا إلى أن مصر سيكون لها دور في المؤتمر "بوصفها دولة رائدة في المنطقة تؤثر على ما يجري في الوطن العربي كله".
من جهته قال فهمي عقب المباحثات إن الحديث مع الإبراهيمي دار حول الوضع في سوريا وما يتم حاليا من جهد تحضيري لمؤتمر جنيف2، مؤكدا تأييدَ مصر الكامل للحل السياسي للمشكلة السورية".
وسيتوجه المبعوث الأممي بعد ذلك إلى دمشق وطهران بحسب المتحدثة باسمه خولة مطر، لبحث النزاع الذي أوقع أكثر من مائة ألف قتيل منذ مارس 2011.
وتأتي جولة الإبراهيمي قبل أيام من عقد اجتماع في لندن لمجموعة "أصدقاء سوريا" سيتناول أيضا مؤتمر جنيف2.
وستلتقي دول غربية وعربية بالمعارضة السورية الثلاثاء في لندن من أجل الدفع بمحادثات سلام طال إرجاؤها في جنيف.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن المؤتمر سيجمع ممثلين عن المعارضة السورية ووزراء خارجية من مجموعة لندن 11، التي تشكل نواة مجموعة أصدقاء سوريا وتشمل الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية.
بالمقابل أعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي امس الاحد، ان الحكومة السورية جاهزة للذهاب إلى مؤتمر (جنيف 2) الخاص بانهاء الازمة السورية، دون شروط مسبقة .. لافتاً الى ان الخيار السياسي هو خيار الدولة السورية لحل الازمة في البلاد .
وقال الزعبي في تصريح نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان سوريا سبق وأعربت انها جاهزة للذهاب إلى مؤتمر جنيف دون شروط مسبقة، ولكن هذا لا يعني انها ستحاور المسلحين .
واكد ان خيار المسار السياسي هو خيار أصيل للدولة السورية منذ بداية الازمة في البلاد وانها لم تتراجع يوماً عن هذا الخيار، بل دعت إليه على كل المستويات .
وأضاف الزعبي ان سوريا تريد حواراً سورياً سياسياً وطنياً يضع المصلحة الوطنية واعتبارات السيادة فوق كل اعتبار آخر .. مؤكداً ان هذا لا يعتبر شرطاً، بل هو معطى من معطيات الحوار .
وشدد وزير الاعلام السوري على جدية وعمق وشمولية الحوار .. مؤكداً ان حكومة بلاده ليس لديها ما تخشاه من هذا الحوار، فهي تمتلك حججها والتزاماتها وخطابها السياسي والدستوري والقانوني .
على الصعيد نفسه وبحسب تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فإن الدول "ستناقش التحضيرات لمؤتمر جنيف، وسبل دعم الائتلاف الوطني السوري المعارض، والجهود الرامية لإنجاز حل سياسي لهذا النزاع المأساوي، حسب وصفه.
وقد أرجئ عقد مؤتمر جنيف2 مرارا بسبب خلافات حول أهدافه والمشاركين فيه، فالنظام السوري يرفض أي تنح للرئيس بشار الأسد في إطار عملية انتقالية، والمعارضة في الخارج ترفض بقاءه في السلطة.
ووافق الائتلاف المعارض على المشاركة في مؤتمر لندن، مؤكدا أنه سيركز على "تفسير هذه الدول لجنيف2 وما تتوقع أن ينتج عنه".
وترمي هذه المحادثات إلى وضع خريطة طريق باتجاه انتقال سياسي في سوريا وإقامة حكومة انتقالية.
وسيعود وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أوروبا في زيارته الـ16 منذ توليه الوزارة في فبراير/شباط للمشاركة في المؤتمر.
وصرح كيري الذي يقود الجهود مع موسكو من أجل حل سياسي للحرب، للإذاعة الوطنية العامة بأن محادثات لندن تهدف إلى "السعي لدفع العملية قدما"، مضيفا "إننا نعمل من أجل عقد مؤتمر جنيف، ولا ندري ما ذا ستكون النتيجة".
من جهته أفاد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال أن باريس تعمل مع المعارضة قبل لقاء لندن من أجل بناء جبهة موحدة قبل مؤتمر جنيف.
وقال "نريد أن تكون المعارضة موحدة في هذا المؤتمر، من المهم أن تكون موحدة وقوية كي تؤثر على النتيجة"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وستحرص لندن في أثناء المحادثات على دعم العناصر المعتدلة في المعارضة، كي لا يقدم الأسد نفسه على أنه بديل وحيد لمن يوصفون بالإسلاميين المتشددين الذي تزايد دورهم في المعارضة السورية المسلحة.
وتأتي هذه التطورات في حين أعلن المجلس الوطني السوري -الذي يشكل فصيلا أساسيا في الائتلاف- أنه يعارض المؤتمر وهدد بالانسحاب من الائتلاف إن شارك، في مؤشر على الانقسامات العميقة حول مؤتمر جنيف2.
وكان ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في الولايات المتحدة نجيب الغضبان قد قال الجمعة إن الائتلاف لم يحسم بعد موقفه من حضور المؤتمر، مؤكدا حضوره "إذا توفرت شروط نجاحه"، دون أن يحدد هذه الشروط.
سبأ |