ريمان برس - متابعات - أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي أهمية العلاقات السعودية اليمنية، مشيرًا إلى أنها متجذرة عبر التاريخ. ونفى في حوار مع»المدينة»، ماتردد عن التمديد في الفترة الانتقالية لولاية الرئيس عبدربه منصور هادي والتي تنتهي وفقا لنص المبادرة الخليجية في 21 فبراير2014، لافتا إلى أن الحديث عن التمديد لم يطرح ولم يناقش بالمرة ولا من أي طرف كان. كما نفى عضو مؤتمر الحوار الوطني الجاري في صنعاء، وجود أي خلاف بين الرئيس هادي والمبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر، إلا أنه قال إن بن عمر، جاء إلى اليمن في مهمة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وهو يعمل في مهمته هذه لكي ينسق بين الاطراف السياسية اليمنية في اطار المبادرة الخليجية، ويجب أن يعمل وفقا للرؤية التي يراها الرئيس هادي، ولهذا لا أعتقد أن هناك خلافات بين الرئيس وابن عمر، وإلى نص الحوار:
* ما تقييمكم للعلاقات السعودية - اليمنية؟
- العلاقات بين البلدين مهمة ومتجذرة عبر التاريخ، وبخاصة في هذه الأيام حيث إنها في أوج ألقها.
* تحتفل اليمن بالذكرى الـ23 للوحدة، بعد كل ما شهدته من أحداث جعلت المواطن في الشارع الجنوبي يطالب بفك ارتباطها. كيف يمكن لليمنيين أن يعيدوا صياغة هذا المنجز بشكل يصبح مقبولا لدى عامة اليمنيين؟
- سؤالك يحمل الكثير من الامور، لأننا نحاول دائما ان نعكس اخطاءنا على قضايا ليس لها مسؤولية فيما يحدث، حيث هناك من يلوم الاسلام نتيجة تصرفات المسلمين، وهناك من يلوم الوحدة اليمنية نتيجة تصرفات القيادات السياسية التي حققت الوحدة، والإسلام والوحدة اليمنية براء من هذه التصرفات.
لكن اليوم اعتقد أننا في مرحلة فاصلة من خلال مؤتمر الحوار الوطني الجاري، الذي نأمل ان يعالج اخطاء البشر ونعيد للوحدة اليمنية ألقها الذي علّقنا عليه الآمال يوم قيامه في الـ22 من مايو1990م، وهذا الحوار لكي ينجح من وجهة نظري يتطلب منا اولًا أن نرمم العقول من الترسبات التي علقت بها- كما قال الرئيس هادي- نصف قرن من الزمن- منذ بداية ثورتي26سبتمبر و14 أكتوبر، تراكمت الكثير من الاخطاء، وبقينا للأسف الشديد نتجنب الخوض في هذه الاخطاء وتصحيحها ويحمل كل طرف الطرف الآخر مسؤولية هذه الاخطاء.. اليوم نحن بحاجة الى ان يكون مؤتمر الحوار وسيلة للمصارحة ولتصحيح الاخطاء ولبناء اليمن الجديد الذي سيعيد -بأمر الله- للوحدة الاحلام والآمال التي علق عليها الشعب اليمني عندما قامت الوحدة في الـ22مايو90م.
نرفض القتل
* كيف للحوار أن ينجح، وهناك وقفات احتجاجية لأعضاء الحوار حيال تلك التوترات واعمال القتل الجارية في الشارع- كما حدث وقتل لمرافقي زعيم قبلي في صنعاء الشابين (امان) و(الخطيب) وهما من ابناء عدن؟
- الوقفات الاحتجاجية أراها رأي عام لأن الذين يشاركون في الحوار يمثلون كافة الطوائف في اليمن- سواء ممثلو القوى السياسية او المستقلون او مكونات منظمات المجتمع المدني، وبالتالي عندما تقف هذه الجموع اليوم لتعبر عن موقف تجاه عملية القتل لشابين من ابناء عدن في صنعاء بدون مبرر، هي في حقيقة الامر تعبر عن موقف رافض للقتل بكل أشكاله.. انما جاءت في هذه الحالة الصورة التي تمت فيها القتل للشابين استفزت مشاعر اعضاء مؤتمر الحوار. لكن الاهم من الوقفات ان ترى فيها القيادة السياسية والحكومة الموقف الداعم لها في اتخاذ الاجراءات التي تعيد الثقة لأبناء الأجهزة الامنية وأبناء القوات المسلحة، لان ما يتعرضون له في الفترة الاخيرة من الاعتداءات والاغتيالات، وربما كانت بصورة «اكثر فظاعة» على ضباط وأفراد جهاز الامن السياسي (المخابرات اليمنية) الذين هم في حاجة لإعادة الثقة بأنفسهم لكي يتحملون المسؤولية في الحفاظ على الأمن.
* المجتمع الدولي يقف إلى جانب وحدة اليمن، بينما نجد ابناءه ضدها، أليس في هذا شيء من الغرابة؟
- المجتمع الدولي ينظر الى الوضع في اليمن بأبعاده الاقليمية والدولية وبعيدا عن العواطف، أما نحن اليمنيين احزابا وأفرادا للأسف الشديد، ننطلق في مواقفنا من عواطف ومن نزعات الانتقام ومن خلفيات صراعات سياسية. المجتمع الدولي ينظر الى اليمن من اهميتها في هذا الموقع الجوستراتيجي ومن اهميتها على دول الجوار، كون اليمن تتحكم على واحد من اهم الممرات الحيوية التجارية في العالم، وبالتالي وحدة اليمن واستقراره مهمة للعالم ككل، وينظرون اليها من مصلحتهم.. ويجب علينا ان نعترف بذلك ونتفهمه.. ولكن يجب علينا ان ننظر ايضا فى الامر من منطلق هل هو يخدم مصالحنا ايضا ام لا يخدمها، وان نحكم عليه بعد ذلك.
* هناك من يرى أن تقليم اليمن- تحويله الى اقاليم- مقدمة اولى لتمزيقه، ما صحة هذه الرؤية؟
- اليمن لا يستطيع أن يمزقه سوى ابنائه.
تهريب الأسلحة مرفوض
* ما هى قصة تصاعد شحنات تهريب الأسلحة إلى اليمن بصورة غير مسبوقة، وإلى أى حد يستهدف أمنه؟
- الاسلحة التركية والأسلحة الايرانية تأتي بها اطراف كثيرة الى اليمن؛ لأن هناك من يستقبلها، وهذا لا يعني اننا لا ندين تهريب وتصدير الاسلحة الى اليمن، فتهريب الاسلحة الى بلادنا امر مرفوض بالمرة، لكن المسؤولية تقع علينا نحن اليمنيين أحزاب ومؤسسات وقوات أمنية وأفراد مجتمع.. الخ. طبعا هذه الشحنات من الاسلحة لا تستهدف امن واستقرار اليمن فقط، وانما تستهدف استقرار كل دول المنطقة والقرن الافريقي التي يتم تهريب اليها السلاح.
*.. ولماذا لم تتخذ حكومة الوفاق موقفا حاسما من هذه القضية؟
- نحن في الحكومة ووزارة الخارجية نتراسل مع سلطات تلك البلدان التي تأتي منها شحنات الاسلحة، حيث نتواصل معها عبر القنوات الدبلوماسية المتعارف عليها ونتخذ الإجراءات، ولكن بأسلوب دبلوماسي لا يتم الاعلان عنه عبر وسائل الاعلام.
خلافات هادي وابن عمر
*.. ما صحة الأنباء عن وجود خلافات بين الرئيس هادي والمبعوث الدولي الى اليمن جمال بن عمر حول تدخلات الاخير في ملفات ليست من مهامه؟
- مبعوث الامين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، جاء الى اليمن في مهمة من مجلس الامن الدولي، وهو يعمل في هذه المهمة لكي ينسق بين الاطراف السياسية اليمنية في اطار المبادرة الخليجية، ويجب ان يعمل وفقا للرؤية التي يراها الرئيس، ولهذا انا لا اعتقد ان هناك خلافات بين الرئيس وابن عمر.
التمديد لهادي
* رشحت أنباء عن التمديد للرئيس هادي في الرئاسة، بينما هادى لم يؤكد حتى هذه اللحظة هذا الامر؟
- الناس يتحدثون عن اشياء كثيرة لا صحة لها، بما في ذلك احاديث التمديد التي لم تطرح من قبل أي طرف رسمي ولم تناقش حتى الآن. |