ريمان برس - متابعات -
يعتزم اليمن تطبيق مبادرة لمكافحة الفقر من خلال مشروع المعرفة القرائية والمهنية، وذلك بعد أن وقع الرئيس عبد ربه منصور هادي في 27 نيسان/أبريل الماضي على اتفاقيتين لتمويل المشروع عقب مصادقة مجلس النواب عليهما قبل ثلاثة أسابيع.


وكانت الحكومة اليمنية قد وقعت على الاتفاقيتين في عام 2010 إلا إن المصادقة عليهما من مجلس النواب والرئيس اليمني تأخرت حتى الشهر الماضي بسبب الأزمة السياسية في البلاد.

والاتفافية الأولى المبرمة بين اليمن وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية (إدارة البنك الاسلامي للتنمية) هي لقرض بقيمة 10 ملايين و900 ألف دولار ومنحة بمبلغ 370 ألف دولار. أما الاتفاقية الثانية المبرمة مع صندوق الأوبك للتنمية فهي لقرض بمبلغ تسعة ملايين و100 ألف دولار.

وفي حديث مع موقع الشرفة، تكلم الممثل المقيم للبنك الإسلامي للتنمية في صنعاء، المهندس العزي المنصوب، عن المشروع وعن إسهامات البنك وتعهداته المالية تجاه اليمن.

الشرفة: ما هي محددات نجاح المشروع وما أهدافه؟

العزي المنصوب: إن المشروع سيتم عن طريق التمويل الأصغر، ويعتمد على إخضاع الأسر الفقيرة لدورات تدريبية مهنياً إضافة إلى جهود محو الأمية لتتمكن الأسر المستهدفة من إدارة مشاريعها بنجاح.

ويركز المشروع على إتقان القراءة والكتابة واكتساب المهارات المهنية وتقديم الخدمات المالية التي تسهل عملية اندماج الأسر الفقيرة – من أطفال وأمهات وشباب وبالغين - بالعملية الاقتصادية والاجتماعية.

ويهدف المشروع إلى تخفيف آثار الفقر وتحسين ظروف المعيشة للفقراء في المناطق الريفية في أربع محافظات هي لحج، شبوة، الحديدة وصنعاء، من خلال تدريبهم على المهارات والحرف اللازمة ومن ثم تقديم التمويلات لتمكينهم من تحقيق نموهم بأنفسهم ونفاذ منتجاتهم إلى السوق وبالتالي تحويلهم إلى أسر منتجة.

الشرفة: ما هي الآلية التي سيعمل بها المشروع في ما يخص تعليم الأطفال؟

المنصوب: تعليم الأطفال سيستهدف الأطفال الذين هم خارج العملية التعليمية. هذا الشق من المشروع سيتم من خلال دمج 9000 طفل من أطفال الأسر الفقيرة في المحافظات الأربع المستهدفة من خلال إخضاعهم لبرنامج تعليمي مكثف من سنتين إلى ثلاث سنوات، ويستطيعون بعد ذلك مواصلة العملية التعليمية حسب مستواهم في مرحلة التعليم الأساسي.

ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف سيتم إنشاء وتطوير 100 مركز أو وحدة تعليمية في المناطق المستهدفة في عملية مقايضة، حيث ستقوم المدارس بتنفيذ البرنامج المكثف للأطفال المستهدفين مقابل أن يقوم المشروع ببناء فصول إضافية في المدارس وتزويدها بالتجهيزات والمعامل والوسائل التعليمية. كما سيتم تدريب المعلمين الذين سينفذون البرنامج التعليمي للأطفال وتحفيزهم مالياً لأنهم سينفذون البرنامج في غير أوقات التدريس العادية.

الشرفة: كيف سيتم اختيار الأطفال المستهدفين وكيف ستحصلون على موافقة أهاليهم خصوصاً أن الظروف الاقتصادية الصعبة للأسرة هي التي حالت دون التحاقهم بالعملية التعليمية؟

المنصوب: صحيح، ففي الأرياف يوجد أطفال لم يلتحقوا بالتعليم بسبب الظروف الاقتصادية للأسر وضرورة العمل مع أسرهم سواء في الحقل أو في رعي الحيوانات أو جلب الماء الذي يقضي فيه بعض الأطفال رحلة سبع ساعات أو أكثر.

وللحصول على موافقة الأهل والأمهات تحديداً، سنقوم باختيار 4000 امرأة في المناطق المستهدفة وإدماجهن في مدارس محو الأمية وعقد دورات تدريبية مهنية لهن لإكسابهن مهارات معينة، ومن ثم إعطائهن التمويل ضمن التمويلات الصغيرة لإقامة مشاريعهن الخاصة والاعتماد عليها لتأمين الدخل وشراء الاحتياجات التي كان يوفرها الأطفال سابقا. وبالتالي سنؤمن للأطفال فرصة الحصول على التعليم ومواصلته.

الشرفة: وكيف سيساهم المشروع في مساعدة البالغين والشباب؟

المنصوب: سيتم اختيار 4000 شخص من هذه الشريحة ممن تسربوا من التعليم في المرحلة الثانوية أو لم يستطيعوا إكمال الدراسة الجامعية بسبب ظروف أسرهم المعيشية والاقتصادية، وسيتم إخضاعهم إلى دورات مهنية وحرفية قصيرة المدى في ورش النجارة مثلاً أو السباكة أو الكهرباء أو غيرها من الأعمال المهنية.

وبعد ذلك سيتم اختيار مجموعات من أربعة إلى خمسة أشخاص خضعوا لنفس النوع من التدريب أو ينتمون إلى نفس المنطقة وإعطاء كل مجموعة قرضاً للبدء بعمل خاص بها وبالتالي تحويل أفرادها إلى قوة إنتاجية.

الشرفة: ماذا عن التعهدات المالية التي أعلن عنها البنك الإسلامي للتنمية لليمن وإلى أين وصلتم في مرحلة تخصيصها في مشاريع معينة؟

المنصوب: البنك الاسلامي للتنمية أعلن عن تقديمه 100 مليون دولار لليمن، تم تخصيص 50 مليون منها لمشروع توظيف الشباب، و15 مليون دولار لدعم المناطق الريفية وسيقرها مجلس إدارة البنك في شهر تموز/يوليو القادم. كما تم تخصيص 15 مليون دولار لإعادة إعمار المناطق المتضررة من أحداث العام 2011، وكذلك 20 مليون دولار للطرقات.
الشرفة