ريمان برس - متابعات - تسعى وزارة الثقافة اليمنية للنهوض بالمشهد الثقافي رغم صغر حجم الميرانية المخصصة له واستمرار الاضطرابات السياسية.
وتحدثت الشاعرة هدى أبلان، نائب وزير الثقافة اليمنية والأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، لموقع الشرفة عن خطط الوزارة وعن واقع الثقافة في اليمن وآخر إصداراتها الشعرية.
الشرفة: كيف تقيّمين أدب ما بعد الثورة الشبابية في اليمن؟
هدى أبلان: أدب ما بعد الربيع العربي ما يزال أدبا انفعاليا لحظيا ولم تقرأ فيه المسائل بشكلها البنيوي الذي تحتاجه القصيدة، لذلك أقول أن أدب الثورة سيأتي لاحقا من خلال القصائد والسرديات والكتابات النقدية المصاحبة لذلك لأن الحدث لا يزال في أوجّه ولا تزال الرؤية ضبابية. فالمبدع ليس مؤرخ اللحظة فقط وإنما هو لعقود قادمة ويأخذ حقه في النضج والإثراء والتميز.
الشرفة: كنت على رأس مؤسسة السينما والمسرح في اليمن، فلماذا برأيك لا تزال هذه الفنون فنونا عقيمة؟
أبلان: أنا أعتبر أن أبجديات العمل المسرحي والسينمائي موجودة في اليمن حيث أن اليمن متحف حي بتنوعه الجغرافي والطبيعي والثقافي، لذلك غياب السينما هو غياب غير مبرر في ظل وجود المواهب. ولكن هذه الأخيرة لم تأخذ فرصتها بسبب الظروف السياسية وقلة والإمكانيات، فانشغل المبدع والفنان بالجري وراء لقمة العيش على حساب الإبداع.
الاستثمار في المسرح والسينما هو استثمار للوعي والثقافة على مدى أجيال قادمة وستجني البلاد من هذا الاستثمار وعيا وتميزا وسلاما اجتماعيا دائما.
الشرفة: ما أولويات وزارة الثقافة في هذه المرحلة؟
أبلان: الوزارة معنية بكل القضايا الابداعية والثقافية فهي معنية بالكتاب والمسرح والسينما والمخطوطات والمدن التاريخية والفنون إجمالا إضافة إلى تشجيع المبدعين، ولكنها أفقر الوزارات في موازنة الدولة لذلك تحاول الوزارة التعامل بالقدر المرضي على كل هذه المستويات المختلفة والمضي بمسيرة القافلة الثقافية.
ولكن الاهتمام الأكبر الآن هو بالآثار والمدن التاريخية، فضلا عن رعاية المبدعين والفنانين والكتُاب الذين يحتاجون للرعاية للتفرغ لإبداعاتهم وأعمالهم، خاصة وأنهم لا يملكون مصادر دخل ويمضون وقتهم في الجري وراء لقمة العيش.
الشرفة: هل من خطط لعقد مهرجانات ثقافية داخلية وخارجية؟
أبلان: نحن نعمل على أن يكون هناك حراك ثقافي بين المدن اليمنية والآن أصبحت تعز عاصمة للثقافة اليمنية وبرنامجها ممتلىء لاستيعاب كل الثقافة اليمنية بتنوعها واختلافاتها. وبالنسبة للبرتوكولات والأسابيع الثقافية في الخارج، هناك اتجاه للاجتهاد وتفعيل بعض أوجه التعاون مع البلدان العربية خاصة بعد الظروف السياسية والأمنية السيئة في المنطقة ونحاول أن نواكب التغيير في هذه الفعاليات لأن الثقافة تخاطب الأجيال.
الشرفة: كيف يمكن للوزارة حماية الآثار والمخطوطات اليمنية من النهب والتهريب إلى الخارج؟
أبلان: الآثار والمخطوطات اليمنية هي الأكثر تعرضا للسرقة والنهب والاعتداء من مختلف الشرائح داخل الوطن وخارجه، ونحن نعاني إلى حد كبير من هذا الأمر. ووزارة الثقافة تحاول إيجاد آلية مع الجهات المختصة لضبط ورقابة تهريب الآثار والمخطوطات لأنها ثروة البلاد الحقيقية، ولكن أعمال الرقابة غير كافية ولا بد أن يعي المواطن قيمة هذه المخطوطات بحيث لا يتم التفريط بها تحت أية إغراءات مالية.
وهنا يجب أن يشترك الاعلام والمساجد بتوعية المواطنين والمجتمع أجمع لأنها مسؤولية تكاملية. والحقيقة لا نستطيع أن نحمي كل ما لدينا لأن هناك إهمال من الموظفين إضافة إلى غياب الذمة لدى بعض المتخصصين بحمايتها، لذلك يجب أن يكون هناك قرارات حازمة تجرم هذه الافعال وتعاقب كل من يقوم بها.
الشرفة: ما هو جديد الشاعرة هدى أبلان؟
هدى أبلان: أنا معتزة بلقبي كشاعرة لأنه لقب يعيش ويبقى ولا يفنى. عندي ستة إصدارات شعرية وعندي أعمال شعرية في طريقها للانجاز تتعلق بهموم وإشكاليات الناس ومرتبطة بالربيع العربي. وهذه القصائد والأعمال كتبت بين 2009-2010 وكان فيها استقراء للأحداث التي أحاطت بالمنطقة العربية في تلك الفترة وكانت مجرد توقعات إلا إنها تحولت إلى واقع. |