الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
خلال الفترة من عام 1990م حتى عام 2011م برزت نخب عربية متعددة التوجهات رافعة شعار " بدنا نعيش" وتحت هذا الشعار تكمن عدة مشاريع إنبطاحية ولكل مشروع أهدافه ومبرراته وفلاسفته ونخبه

الجمعة, 24-أكتوبر-2025
ريمان برس -

خلال الفترة من عام 1990م حتى عام 2011م برزت نخب عربية متعددة التوجهات رافعة شعار " بدنا نعيش" وتحت هذا الشعار تكمن عدة مشاريع إنبطاحية ولكل مشروع أهدافه ومبرراته وفلاسفته ونخبه ومحاميه، والغاية الكلية لأصحاب هذه المشاريع هما "الأمن والاستقرار" بشقيه الوطني والقومي، أمن واستقرار يقومان على قاعدة لا حرب ونعم للسلام؟ ولكن أي سلام؟ فالسلام العادل القائم على قواعد الحق والعدل مطلب إنساني وحضاري وهدف وغاية كل إنسان يعيش فوق الأرض وتحت الشمس، غير أن السلام الذي تسعى إليه نخب الإنبطاح العربية ليس هو السلام العادل، بل الاستسلام بأبشع صوره الحضارية الذي تخط وثائقه "سياط وكرابيج الكابوي" وتنص على سكان الوطن العربي والعالم الإسلامي بأن يحنو هاماتهم "للخاخام" الأكبر الذي يتجسد في شخصية "نتنياهو" الذي يعتقد انه احد أنبياء بني إسرائيل ومخلصهم من "فراعنة فلسطين" والريديكالين العرب الحالمين بوحدة الأمة وتحرير فلسطين..!
يرى بالمقابل الرئيس الأمريكي الحالي "دونالد ترمب" ومعه اليمين الحاكم في اوروباء والمتحكم بقرارها وهم معا يشكلون ترويكا التحالف" المسيحي _الصهيوني" الذي يعمل على تسريع نزول "المسيح المخلص "إلى الأرض الذي لن ينزل إلا أن زاد طغيان " بني إسرائيل" وفق الأساطير المعتمدة في وعي هذه الترويكا الدينية المتطرفة..!
في الوطن العربي للأسف هناك نخب تريد أن تعيش وبلاها قصص الجهاد والمقاومة والكرامة وتحرير فلسطين، و ( ملعون ابوها الوطنية والقومية والهوية والسيادة) ، المهم وفق قناعة وثقافة هذه النخب العيش الرغيد والترفيه الرفاهية، ويقولوا صراحة تعبنا نضال وبلاه هذا النضال وليكون السلام مع إسرائيل وامريكا والغرب وهم ناس متحضرين ومسالمين نموذج هذه النخب الإمارات ودول الخليج التي تعيش برفاهية وتعيش شعوبها حياة الرفاهية والترفيه والعيش الرغيد وبلاش " عنطزة وعنترة أصحاب المبادئ الوطنية والقومية" وبلاها ثقافة السيادة والكرامة والحرية الزائفة، ويكفينا دمار كما يقولون، ويقولون ان "عبد الناصر ضيع فلسطين وسيناء والجولان" ودمر مصر والأمة فيما "آل سعود عمروا بلادهم وعمروا الخليج" ويمكنهم أن يعمروا الوطن العربي لو استمع لهم بقية العرب..؟!
حسن نصر الله _مثلا _وحزب الله _دمروا لبنان واحرموه من مليارات الدولارات عائدات السياحة "والفهنة" لبنان الذي عاش امنا حين كان شعاره الماروني يقول " قوة لبنان في ضعفه "فجاء نصر الله والمقاومة وقالوا " قوة لبنان في مقاومته" فكانت النتيجة انهم دمروا لبنان تارة باسم ردع العدو وتارة باسم نصرة واسناد فلسطين..؟!
نظام الأسد دمر سوريا وأفقر الشعب السوري وارعبه وعيشه لنصف قرن بخوف ورعب، والنتيجة لاشيء..؟!
بنظر هذه النخب كان طبيعي ان يسقط نظام صدام والقذافي والأسد وصالح لأنهم حكاما وأنظمة كانوا يتحدثون عن الكرامة والوطنية والأمة وفلسطين والصراع مع العدو، ويعبرون وبوقاحة عن تضامنهم ودعمهم للشعب الفلسطيني وقضيته.. ولو كانوا ساروا بذات الطريق الذي سار عليها حكام الخليج لما كانت نهايتهم كما كانت..؟!
نخب تريد أن تعيش وتريد حكاما كحكام الخليج معهم فلوس ينفقونها " بدل تطبيل"= على رأي احد الزملاء _ ويفتحوا اسواقهم لمنتجات أمريكا والغرب وإسرائيل ويسيروا في طريق التطبيع مثل مصر والاردن وبعض العرب، وما لهم الإسرائيلين هم في " الاخير اولاد عمنا" والله سيحكم بيننا وبينهم حين نجتمع أمامه، وفق فتوى   الشيخ بن باز " ..؟!
في المقابل هناك نخب عربية أخرى ذات التوجه الإسلامي شكلت ما يمكن وصفه برد فعل موازي لترويكا الإنبطاح وهو " الجهاد" المغلف بدوافع سياسية ومن أجل تحقيق أهداف سياسية ولم يأتي لوجه الله ولا دفاعا عن عقيدة ومعتقدات فالله سبحانه يقول "لإ إكراه فالدين" لكن الدين أصبح رداء يتدثر به البعض لإنجاح مشاريعهم الاستثمارية في الحياة،نموذج هذا التيار النظام السعودي الذي حارب الوطنية والقومية باسم الدين وها هو اليوم يتخلى عن الدين باسم الحرية ورغبة منه في التماهي مع التوجهات الدولية الراهنة القائمة على مبدأ" اطعمني  وخذ كرامتي مقابل أن تشبعني من الجوع"..!
ثمة تيارات دينية متطرفة اتخذت من الدين مشروعا إستثماريا لجنى المال والشهرة، فقيل عنهم "إرهابيين" ثم فجأة أصبحوا حضارين وحمائم سلام نموذج الترويكا الحاكمة في سوريا اليوم..!
وأن كان الله سبحانه وتعالى قال "وجعلناكم أمة وسطاء "اتخذ البعض سياسة الانبطاح للأسف فيما آخرين اتخذوا سياسة التطرف والقتل وكلاهما ابعد ما يكونوا عن أحلام وتطلعات شعوبهم وأمتهم ودينهم..!
فالذين يرغبون بحياة العيش والاستقرار وان على حساب سيادتهم وكرامتهم، هم متطرفين بالابتذال والارتهان، ويغامرون بقيم وثوابت شعوبهم، والذين يرفعون شعار الجهاد يغامرون بدورهم بحياة شعوبهم ووجودها، فكلاهما بعيدين عن الطريق القويم وجميع هم ابعد ما يكونوا عن اوطانهم وشعوبهم ودينهم..!

الأخطر أن ليس بالإمكان إعادة كل هؤلاء الي رشدهم، عن طريق دعوات العقلاء، لكن في الإمكان تطويعهم عن طريق محاور التأثير الدولي التي حولت رجل مثل "الجولاني" من إرهابي مطلوب دوليا لقاء 10 مليون دولار تدفع لمن يدل عنه وعن وجوده، إلى زعيم تفتح له قصور حكام العالم الكبار من واشنطن إلى موسكو..!
اخرين على شاكلته يسيرون على ذات الطريق وقريبا سنرى صورهم على شاشات الفضائيات وهم يصافحوا خصومهم وأعدائهم، لكن الأمر مرهون بأنتها أدوارهم الوظيفية التي كلفوا بتأديتها، وحينها سوف ترتفع نبرة الانبطاحين والمرتهنين، ليؤكدوا على سلامة منطقهم وان علينا أن "نعيش" وبلاش الحديث عن شعارات أكبر منا، والهدف خلق المزيد من اليأس في نفوس أبناء الأمة ودفعهم ليقبلوا بالأمر الواقع والتسليم به كحقيقة لابد من الإيمان بها..!
وبين هذا وذاك يتم التغطية على فشلهم وحرف الانظار عن مسارات حقيقة آمنة وعن قيم ومبادئ حريصة على الأمة وطنيا وقوميا وحريصة على كرامة وسيادة الأوطان والشعوب وعلى حريتها وحريصة أكثر على تجسيد قيم الحق والعدل والسلام العادل وليس الاستسلام مقابل أن يرضي عنا من لا يجب أن نرضى عنهم وان لا يرضوا عنا إلا إذا اتبعناهم واذا اتبعناهم فهذا يعني إننا تخلينا عن كل قيمنا ومعتقداتنا بما في ذلك الدين الذي نزعم انتمائنا إليه.
للموضوع تتمة

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)