الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
لم يعرف شعب من شعوب الأمة العربية بما في ذلك الشعب العربي الفلسطيني الواقع  تحت الاحتلال الصهيوني ما عرفه الشعب اليمني خلال مسيرته الحضارية من قهر وتخلف وهيمنة واستبداد نخب

الخميس, 01-مايو-2025
ريمان برس - خاص -

لم يعرف شعب من شعوب الأمة العربية بما في ذلك الشعب العربي الفلسطيني الواقع  تحت الاحتلال الصهيوني ما عرفه الشعب اليمني خلال مسيرته الحضارية من قهر وتخلف وهيمنة واستبداد نخب منحت نفسها حق (إستعباد) هذا الشعب والتحكم بمصيره تارة باسم (الحق الإلهي) وتارة بأسم ( السلطة الاجتماعية والنفوذ الوجاهي)..؟!
منذ أن قال هذا الشعب (ربنا باعد بين اسفارنا) وهو يعيش في دائرة الغضب الإلهي بعد أن ( أتبعنا كل جبار عنيد) حروب وصراعات وتنافر اجتماعي مذهبي وقبلي وطائفي ومناطقي وتسلط حكام وجبروت ولاة، وقهر وجهاء واستبداد نافذين، ولم يعرف الشعب مرحلة استكانة، شعر خلالها بالراحة والطمأنينة والاستقرار المعيشي، وعند كل تحول اجتماعي وفعل وطني قام به المقهورين من أبناء الشعب، من أجل الإرتقاء بواقعهم الاجتماعي، لكن للأسف إما أن تحبط محاولاتهم ويذهبوا الي مقصلة الجلادين والطغاة، وإما أن ينجحوا في مهمتهم ثم يخوضوا فيما بينهم  صراعا داميا، فيأتي بقايا رموز الاستبداد ليصلحوا بين صناع التغير، ثم لم ليبثوا أن يعتلوا من جديد على  ظهر الشعب ويحكموا سيطرتهم على الوطن، ويعتلوا كرسي الحكم، رافعين شعار التغيير إسميا فيما يتمسكون بسلوكهم بقوانين الطغاة وتقاليد المستبدين وإرث الجلادين، وقيم المتخلفين..؟!
كانت ثورة 26 سبتمبر خيارا وطنيا حتميا وهدفا اجتماعيا، وقضى ثوارها سنوات يخططون ويعدون ليوم ميلادها المجيد مخاطرين بحياتهم باذلين ثرواتهم منذرين بأرواحهم لمقصلة الجلاد أن هم اخفقوا في مهمتهم ليلتحقوا بركب من سبقوهم من أحرار الوطن..
نجحت ثورة سبتمبر بإسقاط نظام الإمامة ولكن الثوار الذين اسقطوا نظام  الإمامة فشلوا في إسقاط ثقافة الإمامة وتقاليدها و اعرفها، كما اخفقوا في القضاء على رموزها، بل ذهب ثوار التغيير يتصارعوا فيما بينهم مستعينين على بعضهم ببعض رموز الإمامة من حراس الجهل والتخلف..؟!
استنزف صراع الثوار قدراتهم المكتسبة المادية والمعنوية، ليجدوا أنفسهم مجبرين بتسليم الراية لحراس الجهل والتخلف، وتسليم رقابهم معها ليتساقطوا تباعا على مذبح الجهل بزعم (خيانتهم لله والرسول والدين)..؟!
على إثر ذلك حل ( خدم الإمامة) محل (الإمامة) متجاهلين أهداف التغيير الاجتماعي والثورة والجمهورية، بل زعموا _كذبا _ أنهم إنما يعملون على  الحفاظ على الدين وعلى الهوية الإسلامية للشعب اليمني..؟!
تحت راية الثورة والجمهورية وأهدافهما حكم وتحكم بالوطن والشعب _حملة مباخر الإمامة _ ومن كانوا ( كلافين في اسطبلات أمير المؤمنين) الذي لم يكن له علاقة ب ( الإيمان والمؤمنين) كما لم يكن لحراس الجهل والتخلف علاقة بالثورة والجمهورية وأهدافهما..؟!
مراحل تاريخية وأحداث دامية حدثت دفع ثمنها الشعب المظلوم والوطن المكلوم..؟!
ومع ذلك - جدلا وافتراضا_ سلم الشعب بالثورة والجمهورية وأهدافهما، مع العلم أن لا ثورة بقت ولا جمهورية سادت ولا أهداف تحققت، بل بقي منهم مجرد اسماء نرددها كالببغاوات، و شعارات ليس لها أثرا على واقعنا الاجتماعي وعلى حياة الناس، وأن كانت الأحداث قد ازاحت ( إماما وطاغية) ، فقد أنبتت الأحداث التالية لعهده المظلم ألف إمام وألف طاغية وألاف المستبدين يستمدون جميعهم من عهده المظلم ( كرابيج الاستبداد)، وسياط القهر..
ليواصل المكافحين كفاحهم بهدف  تصحيح المسار وإعادة الاعتبار ومعهم و حولهم جموع من  الشرفاء الأحرار الحالمين بمجد وطن وتقدم شعب، فشكلوا أنفسهم في تجمعات ومكونات سياسية، فبرزت الأحزاب والتكتلات الحزبية والسياسية حاملة مشاعل التنوير والتقدم الاجتماعي، فتوهم الشعب أن الخير كل الخير قادم على يد هذه المكونات التي ستحملنا والوطن إلى آفاق التقدم والرقي.. غير أن (عصاء القبيلة) كانت أشد فتكا بهذه المكونات  من (عصاء موسى التي فتكت بسحراء فرعون) وكما_ خر السحراء ساجدين لرب موسى وهارون _خرت الأحزاب ساجدة لشيوخ القبيلة وأمرائها)..؟!
إذ سرا اعتقاد في أوساط النخب السياسية مفاده أن الحزب الناجح لن يكون ناجحا ولا نافذا أن لم يستقطب ( شيوخ القبيلة) وهكذا وبدلا من ( تحزب القبيلة) ( تقبيلت الأحزاب) ولا تزال، فصدق عليها وصف العقيد القذافي القائل بأن ( الحزبية هي قبيلة القرن العشرين)..؟!
واصل الشعب تقديم القرابين على مقصلة الجلادين من خيرة أبنائه الشرفاء، وواصل الوطن المكلوم حزنه جراء ما ألت إليه الأحداث..!
سلم الجمع بالثورة المجردة من الأهداف والجمهورية المجردة من التحولات فرفع شعار حتمية الوحدة وأن لا تقدم إلا بتحقيقها ومن أجل الوحدة طارت رؤس وتساقطت جماجم الأبطال في ادغال وسهول وجبال وأودية الجغرافية اليمنية، فقامت الوحدة في لحظة تاريخية مفصلية فتربع عرشها (إنفصاليون) وتهمش الحالمين بها من (الوحدوين) الذين أصبحوا مجرد طوابير من ( الخونة والعملاء واعداء الوطن) ..؟!
فيما استغل خيراتها حراس الجهل والتخلف الذين اعتبروا الوحدة مجرد ( فيد) والفيد له طقوسه وتقاليده في اعرافهم وتراثهم المتخلف..؟!
فحدث على أثر ذلك حالة تصدع ذهني في الوعي الجمعي الوطني وبدلا ما كانت _ الجغرافية مشطرة _قبل عام 1990م، تشطرت القلوب والنفوس بعد هذا العام الذي لم أهداه ( الله) ليكون مصدر عزتنا وفخرنا، ولكنا للأسف تعاملنا معه ومع عظمته كما تعامل  أجدادنا القدماء مع خير أرض الجنتين فقالوا (   فَقَالُوا ربنا باعد بين أسفارنا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)
صدق الله العظيم.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)