ريمان برس -
إذا علمت بأن حب الوطن -كل الوطن- هو من الأيمان طبقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن تعز مدينة وسكانا هي الجذر الجبري لهذا الحب بالنسبة لليمن واليمنيين، فقد كانت وما تزال هي الخلية الأولى والمتجددة لمدد المسيرة التاريخية للثورة والجمهورية والاستقلال والوحدة ومفهوم المواطنة المتساوية والدولة المدنية الحديثة ، ولأنها الحاضر الإيجابي الدؤوب في العمل والإنتاج وخدمة للوطن بغير أنانية، والجهد الذي لا يعرف الكّل ،والنضال الذي لا يعرف التراجع، بدءاً برموز الوطن والوطنية الأوائل "النعمان وفتاح وعبدالرقيب عبدالوهاب،والفضول ،ومطهر ،والمجاهد ،والشرجبي،والشيباني،والحروي ،وكرمان ،والحكيمي،والسعيد،وسلطان أحمد عمر،وحاشد " مروراً بجمال وشهرة حلويات علي سعيد القباطي ومطاعم ومخابز الشيباني، وصولاً إلى إنتاج قوت الفقراء في زمن الميلشيات زبادي الهناء وسمن القمرية وفرحة الأطفال "بسكويت أبو ولد" ومقاول وتاجر الجملة والمفرق وبنشر وسمكري السيارة والثلاجة والغسالة وحتى الباعة المتجولين، تعز الحاضرة بأهلها قبل غيرهم في كل شيء، ليس في أرضها الطيبة فحسب بل وفي كل زاوية من زوايا الوطن من عدن إلى صعدة ومن صافر إلى باب المندب ومن الجوف إلى المهرة وحيثما وجد اسم اليمن واليمنيين من اصقاع الأرض.
فماذا يمكن أن يقال عن شواذ الصعلكة السياسية الرديئة في- عدن؟ "أم أهل تعز وأبنائها وأم اليمنيين جميعاً -من قبح كراهيتهم لأهل تعز بلا أدنى مبرر إلا فعل فاعل السياسة القروية والمناطقية القذرة الملبية لمراكز الدعايات الاستخبارية الاستعمارية القديمة الجديدة التي يخدمونها بوعي منهم أو بدونه.
فهلا آن لقبح السياسة القروية والمناطقية والمذهبية في الوطن أن تتطهر من أوزارها وتؤل إلى رشدها بإيمان وحقيقة أن اليمن هي أرض كل اليمنيين وأن تعز وأهلها هي قاسمنا المشترك أكثر من غيرها؟
أجيبوا يا غبار التاريخ لأن اليمن وأمها تعز وأختها عدن ورمزها صنعاء باقية وأنتم الزائلون. |