الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
"إفتهان المشهري" ليست مجرد إمراة عاملة في مفاصل الدولة من خلال منصبها كمديرة لصندوق النظافة والتحسين في مدينة تعز، وهي التي  مثلت من خلال منصبها نموذج للمرأة اليمنية والتعزية التواقة إلى تكريس

الإثنين, 22-سبتمبر-2025
ريمان برس -

"إفتهان المشهري" ليست مجرد إمراة عاملة في مفاصل الدولة من خلال منصبها كمديرة لصندوق النظافة والتحسين في مدينة تعز، وهي التي  مثلت من خلال منصبها نموذج للمرأة اليمنية والتعزية التواقة إلى تكريس السلوكيات المدنية الساعية لترسيخ مفهوم النظام والقانون والارتباط بهما من قبل المجتمع الذي تحمست لخدمته "إفتهان "من خلال موقعها التنفيذي..
لم يختلف حلم إفتهان عن حلم اخر سبقها بالشهادة هو العميد عدنان الحمادي، الذي ان وقفنا أمام جريمة استشهاده سنجد الدافع ذاته الذي أدى إلى استشهاد إفتهان اغتيالا لأنهما معا وجدوا في الواجهة من خارج دائرة التحكم والسيطرة التي تطوق مدينة تعز وتجعلها مسرحا للمزاجية والعبث..!
تعز اليوم يمكن اعتبارها مدينة مخطوفة من أكثر من "قرصان" ومخطوفة من كل أبنائها وعشاقها، ومن يقترب من هؤلاء الأبناء والعشاق ويحاول أن يمد يده لمحافظته  نجد من يستهدفه بكل سلاسة واريحية دون أن يخشى العواقب لان ثمة "غرفة سوداء" مظلمة تدير العبث الدائر وتتحكم فيه..؟!
من رفض "شوقي احمد هائل" وتصدي له وهو عاشق تعز وسيدها،وكأن فعلا يستهدف تنمية تعز والارتقاء بدورها ومكانتها، ولكنه اصطدم بتعصب ممنهج وموجه وبعبث ترويكا الفوضى فانسحب أسفا على ما ينتظر تعز، ومن تصدي للأستاذ شوقي هائل، هو ذاته من تصدي للأستاذ أمين محمود، وهو ذاته من استهدف عدنان الحمادي وأستهدف إفتهان ويستهدف كل من يحاول قوننة الحياة داخل المحافظة، وهذا السلوك ليس حصيلة اجتهاد فردي، بل نتاج مخطط ممنهج سلفا يستهدف تعز الأرض والإنسان والهوية والقيم والثقافة والدور الحضاري.. تعز التي كانت حاضنة التحرر وعاصمة الثقافة وإيقونة الحركة الوطنية التي وقفت خلف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ورافعة الحركة الوطنية اليمنية، هناك من أراد الثأر منها والأنتقام لدرجة الأنتقاص من دورها ومكانتها واظهارها بصورة غير صورتها.
تعز وأبنائها أبرياء اليوم من كل ما يجري فيها، فلا " الشراعبة" ولا " الأحبوش" ولا " الأصبور" ولا " الحجارية" مسئولين عما يجري في تعز الذي يجري برعاية وبخطة ممنهجة، عنوانها "الأنتقام من تعز وأبنائها"، تعز الذي وقف أبنائها خلف كل الأحداث الثورية الوطنية بحثا عن وطن حر وأمن ودولة المواطنة المتساوية، دولة النظام والقانون، ليس حبا بالسلطة ولا رغبة بالتسلط، بل حبا بوطن أمن مستقر ودولة نظام وقانون خالية من اباطرة الفساد وثقافة الانتقاص والتهميش والقيم العنصرية والطائفية، ولأجل تحقيق هذه الغايات قطع أبنائها وبناتها الطريق من تعز الي صنعاء سيرا على الأقدام من أجل رفع الظلم عن الشعب ومن أجل وطن حر أمن ومستقر، لكن الذين حرفوا مسار ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وحرفوا مسار 13 يونيو و22 مايو، هم ذاتهم الذين حرفوا مسار ثورة الشباب عام 2011م، ولكن هذه المرة ردوها لتعز الإرض والإنسان ولأولئك الذين زحفوا سيرا الي صنعاء بحثا عن وطن أمن، ففقدوا الأمن والسكينة داخل محافظتهم وفي قراهم وعزلهم وداخل بيوتهم..!!
مفارقة عجيبة حد السخرية، لكنها واقعة نعيشها وتعيشها تعز اليوم للأسف، في واحدة من أكثر مشاهد "جلد الذات" عبثية..!
ما يجري في تعز يجب أن لا يتحمل وزره أبناء شرعب أو المخلاف، فشرعب كانت ولاتزال إيقونة العمل الوطني ومن شرعب خرج أبطال ورجال الرجال، من يشهد لهم التاريخ بالوطنية وحب الوطن والتضحية في سبيله، ولمن لا يعرف أن اول شهداء ثورة 14 أكتوبر هو الشهيد"عبود الشرعبي" وهناك الأف الشهداء الابطال قدمتهم شرعب والمخلاف قبل أن يقدم النظام على تفكيك شرعب وتقسيمها ومن ثم يتكفل أركان النظام في اختراق أبنائها وتبني اللواء على محسن ومن خلال الفرقة الأولى الجماعات الإسلامية في المنطقة ويمدهم بكل إمكانيات القوة لمواجهة بقية أبناء منطقتهم من التيارات السياسية الأخرى، فكان أن تم " قبيلة اتباع الجماعة الإسلامية" وكانت أحداث عام 2011م قد حولت الجغرافية الوطنية الي مسارح للتجاذب بين أركان النظام، وكانت تعز بنظر جميع المتصارعين مصدر الخطر الأكبر على طموحاتهم وبقائهم في واجهة المشهد، لذا إليها هرول أطراف الصراع مؤمنين أن بقائهم في الواجهة لن يتحقق أن لم يسجلوا حضورهم في الجغرافية التعزية، وهكذا وجدنا أنفسنا بين "تعز الحوبان" و " تعز الساحل" و " تعز المدينة" في إطار لعبة صراعية  تبدو للوهلة الأولى انها صناعة محلية، لكنها في الواقع صناعة أجهزة إقليمية تثأر لنفسها من تعز وللأسف انجرفت فيها رموز تعزية بدوافع متعددة منها المال، ومنها الوجاهية والنفوذ، وفيها التوازن مع اقرانهم في الهضبة الذين بدورهم طغوا على تعز ورموزها خلال مراحل التحولات الوطنية، فتوهم الرموز الحاليين لتعز أن الارتباط بمحاور إقليمية ودولية يكفل لهم "الندية" في مواجهة اقرانهم من رموز الهضبة الذين كانوا ولايزالوا يستمدون بدورهم قوتهم من أطراف خارجية ليستقوو بهم على الداخل الوطني..!
تعز اليوم بحاجة إلى عودة وعي أبنائها والي وحدهم الوطنية ولا ينجرفوا في الإيغال بجلد ذاتهم وكيل التهم لبعضهم، بل عليهم أن يثبتوا وجودهم ويعززوا وحدتهم الوطنية، وأن لا ينجرفوا نحو المسار الطائفي والمناطقي والعنصري، فشرعب عانات قبل تعز من الاستهداف وتم تطويع بعضها لتكون في خدمة النظام في غفلة من الوعي الجمعي، وعليهم أن يستوعبوا تداعيات اللحظة، ويدركوا أن التطرف بالخطاب ضد اي نطاق تعزي هو خدمة لأعداء تعز وتسهيل مهمة من يدير الأحداث فيها من الغرف المغلقة، الذي يسعى لطمس كل تاريخ تعز وادوارها الحضاريةواظهارها مجرد غابة قبلية متخلفة تقتل بعضها وتنهب بعضها، نعم فالفوضى بتعز لم تقف عند القتل والخطف والتصفيات والعبث، بل ايظا في نهب مرافق الدولة والمجتمع والعبث بها وسرقة محتوياتها ونهب وسرقة املاك المواطنين واحتلال منازلهم بالقوة، وكل هذه الظواهر هي ضمن سيناريوا الثأر من تعز ومن أبنائها عقابا لهم على كل تاريخهم ومواقفهم..!
وتدمير كل ما علق من صور جميلة لتعز في الذاكرة الجمعية الوطنية، ليأتي بعد نجاح هذا المخطط من يتكرم ويتفضل ويعلم أبناء تعز كيفية العيش المشترك..!
يتبع

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)