ريمان برس -

المكلا /

أكد وزير الصحة العامة والسكان الأستاذ الدكتور قاسم محمد بحيبح، أن انعقاد المؤتمر الدولي الطبي الرابع لكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة العرب حول رعاية الإصابات «التحديات والحلول»، يمثل محطة علمية بالغة الأهمية لمناقشة التحديات والحلول في مجال رعاية الإصابات والطوارئ، مشيرًا إلى أن القطاع الصحي في اليمن يواجه صعوبات كبيرة نتيجة النزاعات وتداعيات ضعف البنية التحتية وسوء الطرق وانخفاض مستوى الالتزام بمعايير السلامة، الأمر الذي جعل معدلات الإصابات الطارئة من بين الأعلى على مستوى الإقليم .

وأوضح الدكتور بحيبح في كلمة ألقاها عبر الإتصال المرئي في حفل افتتاح أعمال المؤتمر مساء أمس بالمكلا أن وزارة الصحة تعمل رغم الظروف الصعبة على تطوير أنظمة الطوارئ والرعاية الحرجة، عبر إنشاء وتحديث نظم المعلومات لرصد الإصابات، وتنظيم برامج تدريبية للكوادر الطبية، وتوفير الأجهزة والمعدات في المستشفيات وغرف الطوارئ، مشيرًا إلى أن التحدي الأبرز يظل في بناء منظومة مؤسسية متكاملة للرعاية الطبية الطارئة داخل المستشفيات العامة والهيئات الصحية.

وعبّر الوزير عن تطلعه إلى أن تسهم مخرجات المؤتمر في تعزيز كفاءة القطاع الصحي، مؤكدًا أن الوزارة ستعمل على الاستفادة من هذه التوصيات  لتحديث أنظمة الطوارئ والرعاية الحرجة.

كما تقدم بالشكر لجامعة العرب على جهودها المستمرة في تنظيم مؤتمرات علمية نوعية تسهم في تطوير معارف الأطباء والكوادر الصحية، مثمنًا مشاركة الضيوف من الدول الشقيقة والصديقة. ودعا وزير الصحة العامة والسكان المشاركين إلى الاستفادة القصوى من جلسات المؤتمر وبناء شراكات مستدامة تسهم في تحسين الخدمات الطبية في البلاد، مشددًا على أن العمل المشترك بين القطاعين العام والخاص والقطاع الأهلي يمثل ركيزة أساسية لتعافي القطاع الصحي في اليمن.
من جانبه أوضح وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. خالد عمر باسليم أهمية البحث العلمي في خدمة المجتمع، مشيدًا بإقامة المؤتمرات واللقاءات العلمية التي تسهم في استخلاص الأفكار ووضع الحلول.

وأكد أن الوزارة تولي البحث العلمي اهتمامًا خاصًا باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة لافتًا الى أن مثل هذه الفعاليات تعزز من تبادل الخبرات بين الباحثين والأكاديميين وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون العلمي.

وأشار د. باسليم إلى أن مخرجات البحث العلمي ينبغي أن تُترجم إلى مشاريع عملية تخدم احتياجات المجتمع وتدعم صُنّاع القرار، مشددًا على ضرورة ربط مراكز الأبحاث بالقطاعات المختلفة لضمان الاستفادة المثلى من الطاقات العلمية والإبداعية، مجددا التأكيد على دعم الوزارة للباحثين والطلبة المتميزين، وتشجيعهم على الإسهام في بناء وخدمة المجتمع.

فيما أعربت كلمة السلطة المحلية التي ألقاها وكيل المحافظة الأستاذ حسن الجيلاني ، عن التقدير الكبير لجامعة العرب ممثلة برئاستها وكادرها الأكاديمي والإداري، على ما تبذله من جهود في خدمة العلم والبحث، وإسهامها في إعداد الكفاءات الطبية التي نعتز بها، مؤكدا دعم السلطة المحلية بالمحافظة وتشجيعها لكل الأنشطة العلمية والأكاديمية، وخاصة تلك التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بحياة الناس وصحتهم، فالعلم والطب هما ركيزتان أساسيتان لبناء مجتمع معافى وقادر على مواصلة التنمية والعطاء.

وألقيت في افتتاح أعمال المؤتمر الذي حضره رئيس مجلس أمناء جامعة العرب الشيخ عبدالله بن دول ورئيس الجامعة الدكتور عبود محمد العبل ونائب رئيس جامعة حضرموت أ. د. عبدالله بابعير وجمع من والأكاديميين والأطباء كلمة رئاسة جامعة العرب واللجنة التحضيرية للمؤتمر ألقاها نائب رئيس الجامعة وعميد كلية الطب والعلوم الصحية رئيس المؤتمر البروفيسور علي محمد باطرفي حيا فيها جهود مختلف اللجان العاملة في المؤتمر في التحضير والإعداد الجيدين للمؤتمر، مؤكدًا أن هذا الحدث العلمي يكتسب أهمية لتزامنه مع اليوم العالمي لسلامة المرضى، الذي تحتفي به منظمة الصحة العالمية في 17 سبتمبر من كل عام، كما أنه يأتي امتدادًا لسلسلة المؤتمرات العلمية التي نظمتها كلية الطب بجامعة العرب، مما يعكس التزام الجامعة بترسيخ تقليد أكاديمي يسهم في خدمة المجتمع و تعزيز البحث العلمي والدفع بجهود الارتقاء بخدمات القطاع الصحي.

بدوره أشار عميد كلية الطب بجامعة عدن رئيس اللجنة العلمية أ. د. عبدالحكيم التميمي إلى أن اللجنة تستلمه 40 بحثًا واختارت منها 37 بحثًا و ورقة علمية من داخل وخارج الوطن لتناقش في الجلسات العلمية للمؤتمر. مشددًا على إثراء هذا الأبحاث بالنقاشات الإيجابية .

وفي كلمة الداعمين، أعرب رئيس مؤسسة صلة للتنمية الأستاذ علي باشماخ عن فخره بالمساهمة في إنجاح هذا الحدث العلمي للعام الرابع، داعيًا إلى تحويل توصياته إلى خطوات عملية تسهم في تطوير خدمات الطوارئ، كما تخللت الافتتاح قصيدة شعرية ألقاها الدكتور صالح بن سميدع بالإضافة إلى تكريم الرعاة والجهات الداعمة لهذا الحدث العلمي .

ويهدف المؤتمر الذي يستمر حتى 18 سبتمبر الجاري، بمشاركة واسعة من الخبراء والجراحين والأطباء من داخل اليمن وخارجه  إلى مناقشة أبرز التحديات و أحدث التجارب العالمية في الوقاية والعلاج من الإصابات بمختلف أنواعها ، وإيجاد الحلول للتقليل من مضاعفات الإصابات الناجمة عن الحوادث، وتركيز الإهتمام على تطوير قدرات الكوادر الطبية الوطنية وتعزيز خدمات الطوارئ.