الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
تختلف معاني المواطنة والوطن بين النخب النافذة، وبين الغالبية الشعبية من أبناء الوطن، الذين يعتبرون علاقتهم بالوطن، علاقة مقدسة، محكومة بالكثير من القيم والأخلاقيات التي تعزز قناعتهم بالهوية والأنتماء

الإثنين, 07-يوليو-2025
ريمان برس -

تختلف معاني المواطنة والوطن بين النخب النافذة، وبين الغالبية الشعبية من أبناء الوطن، الذين يعتبرون علاقتهم بالوطن، علاقة مقدسة، محكومة بالكثير من القيم والأخلاقيات التي تعزز قناعتهم بالهوية والأنتماء للمكان الذي وجدوا فيه  ونشاء وترعرع على ترابه، أجدادهم وابائهم وهم، وعليه سيعيش أبنائهم واحفادهم.. فالوطن هو المكان، الذي يستوطن وجدان الفرد وذاكرته، فإليه تنسب الهوية ويكون الأنتماء، ومنه يستمد الفرد والمجتمع شرعية الهوية والأنتماء، ففيه جذور الأسر، وعليه تشكلت القناعات والأحلام، وانطلقت التطلعات والأماني، وتلكم مجموعة عوامل تعزز حبال الأنتماء وترسخ قيم الارتباط بين الوطن _ الأرض، وبين الإنسان _ الفكر والأنتماء، ومعهم موروثات حضارية مكتسبة ومتراكمة، تعمل على تأصيل حقائق الهوية والأنتماء..
هكذا يرى المواطن، الوطن باعتباره الوكر، والملاذ، والعرين، الذي يأوي إليه، في الشدة ويتلذذ بتضاريسه وبهوائه وطقسه وطقوسه عند الرخاء..
هذا الوطن تختلف النظرة إليه، وتختلف فلسفة الأنتماء إليه، بين غالبية مواطنيه، وبين " الأقليات النخبوية" من منتسبيه الذين شأت الأقدار أن يكونوا " أوصياء على الوطن والمواطن" و" المخولين" بحكم الكثير من العوامل الاجتماعية، بفرض أنفسهم " أوصياء" تسندهم عوامل اجتماعية، ودينية، وتاريخيه، وثقافية، ووجاهية، ومادية، عوامل أسست لتقسيم المجتمع إلى " طبقات وشرائح" تتخذ كل طبقة من الطبقة التي تحتها رافعة لها، ومن كل شريحة مسرحا لنفوذها..!!
تفرض الأقلية النافذة المهيمنة على القرار الوطني وعلى مصير الغالبية الوطنية إرادتها، على الوطن والغالبية الوطنية، بطريقة تكفل ديمومة مصالحها وإستمرار هيمنتها، في السيطرة والتحكم، لأن علاقتها بالوطن ورؤيتها له، وشروط الإنتماء إليه، تختلف لدى هذه "الطبقة النافذة" عن تلك التي تستوطن وجدان ومشاعر الغالبية الوطنية..!
"النخب النافذة" ترتبط علاقتها بالوطن بمدي العائد ونسبته الذي تجنيه من الوطن، وعلى حساب المواطن كحق مكتسب بنظرها، توأصله تقاليد متوارثه وحقوق مكتسبة، جاءات إليها عن طريق تؤرث هذه المكانات الأجتماعية، أو عن طريق المكونات السياسية والحزبية، وكل هذه المصادر تكرس ظواهر الاستغلال المجتمعي، وتمكن " النخب النافذة" من مواصلة استبدادها الاجتماعي وهيمنتها على الغالبية الوطنية، بل ويتم توريث الاستبداد والهيمنة والنفوذ، باعتبار ذلك حقوق مكتسبة، ظاهرة طالت حتى الأحزاب والفعاليات والمكونات السياسية _للأسف _التي انطلقت رافعة شعار التغيير والوحدة والمساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية، لكنها مع الوقت ومع طغيان "ثقافة عبثية الاستلاب الفكري"  تحولت هذه الأحزاب والفعاليات والمكونات، الي " إيقونات إستبدادية" مثلها مثل بقية المكونات الاستبدادية التي تتمثل في الترويكات الوجاهية والقوي التقليدية في المجتمع..؟!
هذه القوي النافذة بكل أشكالها، أصبح إرتباطها بالوطن مرهون بالحفاظ على امتيازاتها والعوائد التي تعود عليها من الوطن، فإذا تقلصت أو انقطعت تلك المصالح والعوائد، فإن علاقة هذه المجاميع النافذة بالوطن والمواطن تتخذ منحي سلبي قد يصل حد الصدام مع الغالبية الوطنية والوطن، وأن أدى الأمر إلى ضرب أمنهما واستقرارهما وتعكير صفوء سكينتهما، أو حتى تمزيق نسيج المجتمع والوطن..؟!
يمكن تكون _اليمن _ هي النموذج الأسواء الذي تكرس فيه ثقافة الاستبداد والاستغلال من قبل الترويكات النخبوية بكل منطلقاتها الاجتماعية والسياسية..!
وهنا يعد " الاستبداد والاستغلال السياسي والاجتماعي" ظاهرة متجذرة في مفاصل المجتمع، ظاهرة استحال تغيرها وطمس ثقافتها رغم كل التحولات الوطنية ومحاولات التغير الاجتماعي، وحتى " الثورة اليمنية" التي قامت من أجل التغير والتطور والتنمية، وجدت نفسها "شمالا" تستعين " برموز العهد الإمامي " في إدارة شئون الثورة و الدولة، و"جنوبا" استعانت الثورة " برموز وموظفي العهد البريطاني"..؟!
سلوكيات طبقت فاثارت جدلا _حينها _في أوساط ترويكا التغيير الثوري، الذين بلغ اختلافهم ذروته حين واجهوا بعضهم ب_البنادق _ فسألت دمائهم على يد بعضهم أكثر مما سألت على أيدي أعدائهم، الأمر الذي عزز مكانة _القوي التقليدية _ التي تسللت الي مفاصل الثورة وقوي التغيير، ورويدا.. رويدا حلت محلهم، وتمكنت من أدارة عجلة التغير إلى حيث تريد بكل سلاسة وسهولة، ظاهرة مؤلمة لم تقاوم، بل دفعت فعاليات سياسية وحزبية، إلى إستبدال كل ما كانت تؤمن به من قيم ومبادئ، وخوض " حلبة اللعبة" بذات الطريقة التي تلعب بها _ القوي التقليدية _ وتحول " الحزب الي قبيلة شيخها الأمين العام"..؟!
وكما هو " شيخ القبيلة" يرى مكانته على رأس القبيلة  "حق مقدس" لا يجوز المساس به، بل يرى أن " المساس به كفر" فأن "أمناء عموم الأحزاب السياسية" حذو خذوهم وأصبح الأمين العام بمثابة" شيخ قبيلة الحزب"..؟!
وكما لم يكترث شيخ القبيلة بهموم ومتطلبات قبيلته، لم يكترث أمناء الأحزاب باعضائهم، بقدر ما انحصرت اهتماماتهم بترتيب مصالحهم وتقاسم " الغنائم" مع السلطة، حاصرين اهتمامهم ببعض الرموز القيادية المؤثرة في احزابهم، تماما كما يفعل "شيوخ القبيلة "الذين يحصرون اهتمامهم ورعايتهم لبعض رموز القبيلة المؤثرين، فيما البقية داخل القبيلة والاحزاب لهم " الله"، والمؤسف أن المهمشين في " القبيلة والاحزاب "متمسكين "بولائهم الأعمى وغالبا ليس حبا بقادتهم بل نكاية بخصومهم، من القبائل الأخرى، والاحزاب الأخرى وايظا بدافع من عصبية جاهلية ..؟!
ما نعانيه اليوم شعبا ووطنا، هو نتاج ترسيخ ثقافة الأرتهان والتبعية، ونتاج تحول رموز النفوذ الاجتماعي والسياسي، من رموز لتحرير المواطن من اغلال الاستغلال والاستبداد، إلى" سلاسل واغلال" أكثر حداثة، أجبرت الغالبية الوطنية، أن ترهن مصيرها بدافع المكابرة والنكاية والتعصب، لدى رموز اقل ما يمكن وصفها انها أصبحت أكثر " ديكتاتورية، واستبداد، وتخلف، وطغيان" من " رموز الاستبداد الإمامي، والاستعماري"..؟!
نعم كان "الإمام طاغية ومستبد "ويحكم البلاد بقبضة حديدية، وكأن معروف ان كل خيرات الوطن بيده، وكأن ظلمه يطال الجميع، وكأن هناك " مستعمر" والبلاد تحت حكمه، والناس أمامه متساؤن..؟!
هذا الحال  لم يعد له وجود  في عهد" رموز الاستبداد والتخلف والطغيان والفساد " الذين راهن عليهم الشعب فخذلوه..!
الذين لم يكتفوا بخذلان الوطن والشعب، بل همشوا الشعب ولم يعد أيا منهم يكترث به أو حتى يعتقد ان هناك شعب قد يتحرك ويثور ضد ممارساتهم يوما ماء..!
بل أختزلوا الوطن وخيراته فيما بينهم وكأنهم ملاكه، أو لكأنهم ورثوا هذا الوطن وريثة عن ابائهم فراحوا  يتقاسموا فيما بينهم خيراته وقراره ومصيره، غير آبهين بوجود شعب أصبح يحلم ليس " برغيف خبز" وحسب، بل بقدر من " كرامة" وقدر من شعور بالأنتماء للمكان الذي اسمه الوطن..؟!

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)