الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
مرحلة حضارية جديدة يلج إليها العالم بكل شعوبه، هي مرحلة " المال" الحاكم والمسيطر، الذي يحدد مكانة الشعوب والأمم وقدراتها ومواقفها، ومواقعها على خارطة العالم..!
خلال العقدين الماضيين لعبت

الإثنين, 07-يوليو-2025
ريمان برس -

مرحلة حضارية جديدة يلج إليها العالم بكل شعوبه، هي مرحلة " المال" الحاكم والمسيطر، الذي يحدد مكانة الشعوب والأمم وقدراتها ومواقفها، ومواقعها على خارطة العالم..!
خلال العقدين الماضيين لعبت شركات التواصل الاجتماعي دورا في تغير أنماط وسلوكيات وثقافات شعوب العالم وعلاقاتهم، ورغم التحولات الحضارية والثقافية والاخلاقية التي شكلت قناعات شعوب العالم جراء تعاطي هذه الشعوب مع منتجات هذه الشركات، التي سيطرت بقوة تأثيرها على عقلية المتلقي وثقافته وانماطه السلوكية  وصولا إلى التأثير في علاقته الأسرية والأجتماعية، وايظا علاقته مع وطنه والشعب الذي ينتمي إليه، بدرجة تعجز عن الأتيان بمثله أعظم الثورات الثقافية والاجتماعية التي عرفتها شعوب العالم عبر تاريخها المؤغل في القدم..!
عالم اليوم يقف أمام مرحلة حضارية وتاريخية وثقافية واجتماعية، مرحلة تختلف في كل انماطها عن المراحل السابقة التي عاشها العالم وأطرت قيم وسلوكيات الشعوب والأمم قبل بزوغ فجر ثورة التقنيات المعلوماتية التي تهيمن على حياة الشعوب، وأحدثت ثورة في الوعي الإنساني وحطمت جدران الانعزال والخصوصيات الوطنية والدينية والحضارية..!
خطوة جرئية اقدم عليها _ الملياردير الأمريكي _ سيد الفضاء وإمبراطور الأرض، المتصلة بإعلانه " تأسيس حزب سياسي" في أمريكا، التي فيها العديد من الأحزاب السياسية، لكن يحتكر قرارها وهويتها حزبان اساسيان هما " الحزب الجمهوري" و " الحزب الديمقراطي" المسيطرين على أمريكا ويتبادلان حكمها منذ عقود وغير مسموح لأي حزب اخر أن يصل إلى البيت الأبيض غيرهما..؟!
معادلة أصبحت عرضة للتحول مع " إيلون ماسك" القادر فعلا على تغير النمط السياسي الأمريكي، والقادر على تهميش الحزبين المحتكرين للسلطة الأمريكية، واعلانه تأسيس حزب جديد بزعامته خطوة باتجاه إحداث ما يمكن اعتباره إنقلاب سياسي في المجتمع الأمريكي الذي يعاني من هيمنة الحزبين الديمقراطي والجمهوري، اللذان تمكنا لعقود من تهميش أحزاب وفعاليات سياسية صغيرة لعقود، وهذه الأحزاب ستجد فرصتها في تأطير نفسها تحت راىة "حزب ماسك" الذي سيلتحق بحزبه ايظا الكثيرون من أعضاء الحزبين الرئيسين، الذين يتطلعون للتغير، وفي مقدور " ماسك" إحداث تغيير في الوعي السياسي الأمريكي وتحطيم حاجز الاحتكار الذي شيده الحزبين الديمقراطي والجمهوري لعقود طويلة، وأن كان "ترمب" الذي لم يكن له علاقة بالحزبين ولا ينتمي لترويكات الدولة العميقة، قد استطاع شراء جمهور الحزب الجمهوري، الذين اوصلوه الي البيت الأبيض، فأن " إيلون ماسك" ومن خلال حزب يتبعه وهو مؤسسه وقائده فأن من السهولة له الوصول للبيت الأبيض في الأنتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة عام 2028 م ويبدو أن إعلان "ماسك" تأسيس " حزب أمريكا" بزعامته، هي خطوة أولية في مواجهة "ترمب" الذي لم يتردد في وصف خطوة "ماسك" ب" السخيفة" في محاولة من " ترمب" للتقليل من أهمية الخطوة التي من المتوقع أن تسقط " صولجانه" وتحطم الاحتكار السياسي للحزبين الجمهوري والديمقراطي ..!
خطوة " ماسك" ستفتح آفاق لرموز المال والثروة في العديد من البلدان للاقتداء به، خاصة أولئك الأثرياء العصاميين الحالمين بنظم مستقرة في أوطانهم، نظم خالية من الفساد والهيمنة والتسلط، الذين قد يجدوا أنفسهم يشكلون احزابهم الخاصة ويخوضون بها المعتركات السياسة بهدف الإصلاح ووضع أسس لأنظمة وقوانين تحقق العدالة والتنمية داخل أوطانهم، بدلا من بقاء هذه الأوطان رهينة لقوى الهيمنة والفساد ولوبيات المصالح، التي لم يسلم من فسادها الوطن والشعب، ولا الرأسمالية الوطنية ورموزها، التي أنهكتها الأنظمة الفاسدة والأحزاب الفاسدة، التي أصبح كل همها أن تحضي من " الحاكم" على حصة من" الغنائم" التي تسكت بها الأنظمة الحاكمة الوجه الأخر لها "المعارضة"..؟!
أن خطوة "إيلون ماسك" تعتبر ثورة وإنقلاب سياسي لن يقف في نطاق الجغرافية الأمريكية، بل سيطال الكثير من دول العالم، التي سنرى فيها نسخ من  " ماسك" متعدد الهوية والجغرافية والأوطان وفي أكثر من قارة..!
أن" المال" هو " الحاكم" الفعلي للعالم اليوم، وطالما هو كذلك فأن من الطبيعي أن يصبح أصحابه هم أصحاب القرار وصناعه، وهم أولى ب" كرسي الحكم" على الأقل سيطهروا السلطة من الفاسدين، وسيحرصون على تحقيق استقرار وتنمية وطنية عجز عن الاتيان بها الأخرين، الذين ما انفكوا يخوضون صراعا داميا فيما بينهم على السلطة والثروة والنفوذ، موظفين في صراعهم كل العاهات الاجتماعية، فيما لن يكون الحال كذلك أن أصبحت السلطة بيد رموز الرأسمالية الذين اعطوا أوطانهم من مقومات التنمية أكثر ربما مما انجزته الأنظمة الحاكمة، التي وان أنجزت فكل إنجازاتها إما تحققت بالديون أو المساعدات والهبات من دول أخرى..!
" إيلون ماسك" أجزم انه في طريقه لإحداث إنقلاب سياسي حقيقي في الوعي الجمعي الأمريكي، الذي قطعا سيمتد تأثيره الي كل خارطة العالم.. وفي النهاية لماذا لا تجرب الشعوب والدول حكم رموز الرأسمالية، بعد أن فشلت كل التيارات في مهامها وخاصة داخل اقطارنا العربية المنكوبة بنخب سياسية ملوثة وفاشلة،واثبتت انها عصية على الإصلاح وعاجزة عن تقديم أفضل مما هي عليه..؟!
7 يوليو 2025م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)