الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
في الحروب كما في السياسية، ليس كل ما يحدث يقال،وما يتداول عبر وسائل الإعلام المختلفة، ليس بالضرورة أن يعكس حقيقة الأحداث، وما تشهده خارطة العالم من صراعات تنافسية، ذات أبعاد جيوسياسية، قد تكون

الإثنين, 02-يونيو-2025
ريمان برس -

في الحروب كما في السياسية، ليس كل ما يحدث يقال،وما يتداول عبر وسائل الإعلام المختلفة، ليس بالضرورة أن يعكس حقيقة الأحداث، وما تشهده خارطة العالم من صراعات تنافسية، ذات أبعاد جيوسياسية، قد تكون " الحقيقة"  هي أول الضحايا، في هكذا صراعات، تدار من الغرف المغلقة، أهدافها و ابعادها " النفسية" و"الاستخبارية" أكثر حضورا في مفردات خطابها المعلوماتي..!
الهجوم الأوكراني الاخير، الذي شنته طائرات مسيرة أوكرانية ضد قواعد عسكرية روسية، جاء في لحظة تتهيا فيها الوفود الأوكرانية _الروسية للقاء  "اسطنبول" التي أجادت " قيادتها" القدرة والكفاءة في  توظيف الموقع" الجيوسياسي لتركيا" ، لتفرض دورها كلاعب اساسي ومحوري، في سياق الحرب الجيوسياسية والتنافس القطبي، بين محاور النفوذ الأساسية، التي اتخذت من حرب روسيا _أوكرانيا، نقطة انطلاق وتحول في مسار هذا الصراع..!
إذا الهجوم الأوكراني، يمكن وصفه بهجوم " الربع الساعة الأخيرة "، ويمكن توظيفه في أكثر من اتجاه  :الاتجاه الأول إنه جاء كرسالة وجهتها أوروبا بكل اعضائها لكل من موسكو _واشنطن، تعبر عن رفض دول الترويكا الأوروبية، لأي تفاهمات قد تتوصل إليها  واشنطن مع موسكو، في "تركيا" لا تضمن أمن أوروبا، ولأن " أوكرانيا" لا تقوى على القيام بمثل هذا الفعل دون استشارة داعميها، ومن يقف بجانبها حتى اللحظة هي دول الترويكا الأوروبية.
الأتجاه الثاني، يعبر عن تنامي صراع التجنحات، داخل القيادة الأوكرانية المنقسمة بين موئد لأوروباء، ومن يحرص على إرضاء واشنطن، وثمة تيار ثالث داخل القيادة الأوكرانية، يميل إلى الحوار مع موسكو وأنها الحرب بينهما،ومن غير المستبعد أن يكون الجناح الموالي لأوروباء يقف وراء عملية الهجوم لوضع الأطراف المعنية أمام امر واقع..؟!
وأمام كل هذه الاحتمالات فأن "موسكو" وجدت أمامها فرصة وفرها لها هذا الهجوم، يمنحها شرعية الحسم العسكري وهذا ما كانت موسكو تبحث عنه..!
واشنطن التي ابرمت " اتفاقية احتكار المواد النادرة"، وهذا ما كان "ترمب" يسعى إليه وقد حققه، وبالتالي لم تعد أوكرانيا تعني له إلا ورقة للتسوية وتحديد مناطق النفوذ.. لأن واشنطن لا تعنيها أوكرانيا بل عينها على" بحر الصين ومضيق تايوان" وما كان مطلوبا من أوكرانيا قد تحقق اتفاقية " استغلال المعادن النادرة "..!
هنا تبقى التفاعلات محصورة، بين موسكو ودول الترويكا الأوروبية، وهي العاجز مجتمعة عن مواجهة موسكو دون غطاء أمريكي، وإسناد " تركي" لأن تركيا عضوا في حلف " الناتو "، وهذا لم يعد ممكنا..!
روسيا اليوم وبعد هذا الهجوم الأوكراني، وبغض النظر عن حجمه وخطورته وأهميته، فقطعا لن يؤثر بقدرات روسيا التي في الاخير تعد دولة عظمى، ولديها عقيدة سياسية وهوية وطنية، يصعب اختراقها، وجميعنا يتذكر عهد " يلتسن" الذي ساهم في تفكيك الاتحاد السوفيتي، وكيف هرولت أجهزة المخابرات الأمريكية والغربية ووصلت إلى أخطر المواقع النووية الروسية، لدرجة ان دول أوروبية وبالتعاون مع البنك الدولي نشروا اعلانات في أكبر الصحف الأمريكية والغربية وفي كل وسائل اعلامهم عن " حاجتهم لمتبرعين يتبرعوا في تكاليف تدمير القدرات النووية السوفيتية التي ورثتها روسيا الاتحادية، فيما شركات الطاقة الأمريكية والغربية هرولت واحتلت قطاع النفط والغاز الروسي، وسيطرت عليه حتى صعد الرئيس" بوتين "وأعاد تاميم هذا القطاع، كما أعاد سيطرة الدولة على اهم المصانع الاستراتيجية في البلاد..!
إذا ما حدث مؤخرا من خلال الهجوم الأوكراني، قد يكون يندرج ضمن هدايا التسوية، وثمن موافقة  "كييف" على صفقة إنهاء الحرب، والتي ستكون وفق الشروط الروسية، وهذا اكيد، فيما تحسب الضربة كثمن لحفظ ماء وجه القيادة الأوكرانية، أمام مواطنيها والعالم..؟
أو قد تكون " جواز" بيد موسكو يمنحها شرعية الحسم العسكري على طريقتها،وكل هذه الخيارات متاحة، لكن الأهم هو أن الضربة لن " تهزم روسيا" مهما كانت، ومهما قيل عنها إعلاميا، ولن تحقق بالمقابل " نصرا يذكر لأوكرانيا"..!
هذا أن لم تكن القواعد والطائرات الاستراتيجية الروسية كما يقال مجرد "هياكل خشبية" اعاد بها الروس أمجاد اسلافهم في الحرب العالمية الثانية، حين خدعوا الجيش الألماني بقواعد وهمية، فالروس أساتذة في الخدع الاستراتيجية..!
لماذا اقول ما اقول لأن الهجوم ببساطة جاء في وقت خاطيء، وقت على أي مراقب أو محلل أن يضع الف سئوال، وسئوال، عن أهداف ودوافع الهجوم، طالما هناك لقاءات دبلوماسية ترعاها أطراف دولية فاعلة..؟!
اخر الاحتمالات هو " العدو الصهيوني" الذي يقلقه حد الازعاج الدور "التركي" إقليميا ودوليا، ويرى في تركيا  المنافس اللدود، الذي يعيق طموحه في المنطقة، وفي دول البلقان وأفريقيا،وقد يكون الهجوم يهدف لإفشال لقاء " إسطنبول" بين روسيا وأوكرانيا..؟!
لكن كل هذه الاحتمالات مرهونة بنتائج لقاء " إسطنبول"وبموقف روسيا من الهجوم والمدى الذي قد تذهب إليه موسكو..!
الساعات والايام القادمة كفيلة بكشف المزيد من الحقائق والتداعيات، التي سيكون بعدها من السهل استنتاج مسار الأحداث في تلك البقعة من العالم.
2 يونيو 2025َ

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)